يظل كثير من الفتيات أسيرات أهواء ورغبات آبائهن الذين يتشددون في تزويجهن ويصرون على اقترانهن بأبناء أعمامهن أو من محيط عائلتهن.. وكم من فتاة أصبحت عانسة بائسة بسبب تصرف غير مقبول من والدها جعلها طول عمرها رهينة في داره وحبيسة جدرانه.. في هذا اللقاء يحدثنا الكثير من الفتيات عن معاناتهن مع تصرفات آبائهن. كل المواعيد وهم üü «ف،م» معلمة رياضيات منذ عشر سنوات، تقول: عندما حصلت على الشهادة الثانوية تقدم لخطبتي شاب على خلق ودين فما كان من والدي إلا رفضه رغم موافقتي انا واخوتي إلا انه اصر على رفضه بحجة ان ابن عمي متقدم لخطبتي. وبعد مرور خمس سنوات من المحاولات باءت كلها بالفشل تزوج ذلك الشباب من فتاة أخرى وبعد تخرجي من الجامعة تزوج ابن عمي من فتاة من خارج العائلة دون ان يبدي أي اسف أو اعتذار وعندما سمع هذا الخبر عاد مرة أخرى ذلك الشاب فقوبل بالرفض مرة وهذه المرة بحجة انه متزوج ولديه عائلة. وهأنذا ادخل مرحلة العنوسة وقد ذبلت كل امنياتي وتحجرت كل عواطفي ولم اعد انتظر غير القبر يواريني وتنتهي عنده مأساتي، والحق يقال لم اعد اهتم بنفسي بل كل خوفي على اخواتي ان يلقين نفس المصير الذي لقيته واتمنى ان ينظر ابي لنا بعقله وعاطفته وان ينقذ ما يمكن انقاذه. üü «ش،ح» شابة في غاية الجمال والرقة، عيناها تنطق بالحب والعاطفة والتي تنتظر ما تفرغ فيه هذه الشحنات العاطفية النبيلة. تقول: أنا مثل كل الفتيات احلم بان يكون لي بيت صغير يضمني انا وابن الحلال لاحمل على صدري طفلاً أهبه كل عواطفي ولكن للاسف قد تبخرت هذه الاحلام بعد ان حاول ابي تنفيذ حكم المؤبد بي وبأخواتي عندما قرر ألا يزوجنا الا بأولاد اعمامنا الذين لا يكترثون بنا وقد اختاروا حياتهم الزوجية مع فتيات من خارج العائلة، بل ان بعضهم قد خالفوا اهلهم وخرجوا من منازلهم عندما وجدوا أهلهم مصرين على تزويجهم منا بدون رغبة، ونحن لا ننكر فضل شباب عائلتنا حيث انهم يشعرون بمعاناتنا وقد اجتمعوا بآبائهم وآبائنا وأفهموهم بغلطهم وأنهم بذلك يرتكبون الغلط في حق الله ثم حقنا فما زادهم النصح إلا تمسكاً برأيهم. والحقيقة اننا فقدنا الأمل في السعادة بل ان الامر وصل ببعضنا الا لانقطاع عن التفكير في كل مباهج الحياة فلم يعدن يهتممن بأنفسهن. وأما عن نفسي فأنا لم أعد اشغل نفسي بهذا التفكير. ولا أقول الا سامح الله ابي وقدرني الله على طاعته. وأسأله ان يحن قلبه على اخواتي الصغيرات. أمنيات الطفولة تتحول إلى سراب üü «م،ز،ق» خريجة جامعة: تقول: منذ نعومة اظافري وأنا اسمع ما يردده أهلي واعمامي بأني سأكون لابن عمي وهو لي وعندما كبرنا وتخرجنا وهو يكبرني بسنة لم يعترف بما وعد به والده والدي وسافر الى منطقة أخرى وتزوج منها بعد ان اقنع والديه وانا انتظر ابن عم آخر ولا فائدة: حتى ممارسة التدريس حرمت منه لان أبي غير مقتنع بعمل الفتاة.. ومازاد الطين بلة انه مانع علينا زيارتنا لأهلنا واقاربنا وكذلك استقبال زميلاتنا وحتى الهاتف لانستطيع لمسه ولا ندري الى متى نظل على هذه الحالة: ما رأيكم انتم ايها الاخوان هل يرضيكم ما نحن فيه؟ üü «ع،أ» تقول نعيش في عائلة واحدة وهي من العوائل الكبيرة وقد خططوا لمستقبل اولادهم وبناتهم منذ صغرهم ولكن عندما كبروا اختار كل واحد منهم حياته وظلت الفتيات هن اللاتي يدفعن الثمن فما كان من والدي اطال الله عمره الا أن رفض الواقع. وزوجنا من شباب صالح ذو خلق ودين ومن خارج العائلة واتهموه بانه ليست لديه شخصية وأنه يسمع رأي أمي ورأينا ولكن هذا ليس بصحيح فأبي شخص ناضج وعاقل والحمدلله اننا نعيش في سعادة وهناء مع ازوجنا انا واخواتى الاربع، فشكراً لأبي الذي ضحى بكل شيء من أجل سعادتنا دون الاكتراث بعقليات أولئك المتخلفين. üü «ن،ع» تقول والدموع تملأ عينيها وصوت البكاء يخنقها. كانت لدي اخت اصغر مني وبعد ان رأت ما حصل لي من قسوة والدي علي ورفضه ان يزوجني الا من أولاد عمومتي الذين لا يهتمون لأمري انا وبنات اعمامهم الاخريات قررت ان ترفض احدهم وتصر على انه مثل مارفضونا هي ايضاً ترفضهم وبعد فترة تقدم لخطبتها شاب لاتربطنا به قرابة فرفضه والدي وقد حاولنا معه إلا انه رمى بتوسالتنا عرض الحائط، بل وصل به الامر إلى اتهامها بأنها على علاقة به وحرمها من مواصلة تعليمها وأخذ يكيل لها الضرب والاهانة والشك.