أما سمعت عن الحرب «الضروس»؟!

وأيضا عن ضرس القاضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت واستمتعت كعادتي مع جريدة الجزيرة التي اعتبرها اصدق واجمل جريدة عربية.. مقالاً للكاتب الصادق عفيف اللسان طيب القلب استاذنا وشيخنا حمد القاضي يرثي ضرسه.
اعجبني كلامه كما تعجبني دائماً مقالاته التي احس فيها بكلام لا يأتي الا من قلب طيب في زمن قل فيه ان تحس بهذا الاحساس وانا من المعجبين بكلامه. في تلفزيون السعودية كان يقدم برنامجاً ادبياً راقيا ينم عن استاذية في الحوار وعمق في الثقافة والمام بحصون المعرفة وبواطنها.. يغوص بك في اغوارها منقباً منتقياً اسلوباً يجبرك كمستمع له وكقارئ لكتابته على الاحترام والوقوف في حضرته تبجيلاً.
عزائي لك سيدي القاضي كبير وعميق وأحمد الله ان جعل الفقد أهون حفظ الله بدنك ومتعك بالعافية.
فابشر يا قاضي بها عافية ان شاء الله. أسوق هنا من باب العزاء ما يقوله اهلنا السودانيون الذين يأتي همُّ الضرس عندهم في الدرجة الثانية (هم من الدرجة الثانية)!!
قال قائلهم:
«الهم هم العرس والوجع وجع الضرس» يقصد الهمّين الاكبر همّ الزواج وهمّ ألم الضرس عند اشتداد الالم.
اليس الحرب اذا اشتدت قالوا: إنها حرب «ضروس» ، وهل ضروس هنا من ضرس ام ماذا؟
عموماً اهلي السودانيون عندما صنفوا ألم الضرس وهمّ الوجع في الدرجة الثانية فلم يكونوا مخطئين.
فقد قال شيخهم في الهمّ:
«الهمّ هم الدَّين والوجع وجع العين» لأن الضرس يمكن خلعه اختياراً ولكن العين لا مجال لخلعها أبداً.
وقد قيل «من قضى دينه نامت عينه». أعانك الله وارجو الا تحرمنا من الطلة والطلعة البهية في التلفاز واتحفنا بدرر الكلام على صفحات الجزيرة.
والى اللقاء.
المعتصم بالله حسن علي