نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم رعى مدير عام الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم عبدالله بن إبراهيم الركيان حفل (نتذكر لنرتقي)، لتكريم مؤسس أول مدرسة ببريدة الشيخ صالح بن محمد الصقعبي -رحمه الله- وذلك مساء أمس الأول الأربعاء على مسرح مركز الملك خالد الحضاري ببريدة. وتحدَّث الركيان بهذه المناسبة عن رواد التعليم الأوائل ودورهم في حث المجتمع المحلي بأهمية التعليم ودوره في النهوض في كفاءة أبنائهم وازدهار وطنهم، حيث ولدت فكرة مدارس الكتاتيب في مدينة بريدة قبل التعليم النظامي بعقود طويلة وقبل توحيد المملكة والتي أسهمت في تعزيز الجوانب الثقافية، وكان لها دور في التنامي المعرفي لدى أبناء بريدة، حيث لم تجد المدارس النظامية بعد تأسيسها صعوبة في بنائها الإداري والتربوي نظراً لتوفر العناصر البشرية المؤهلة. وقال الركيان في كلمته إن مرحلة الكتاتيب لم تكن مقتصرة على تعليم الرجال بل كانت توجد مدارس نسائية تقوم بالدور نفسه لنشر العلم في أوساط المجتمع، وأفاد بأنه يوجد بمدينة بريدة 15 مدرسة كتاتيب منها 9 للبنين و6 منها للبنات قبل بداية التعليم النظامي بالمملكة عام 1355ه بموجب مرسوم صادر من الملك المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله. وأضاف مدير عام تعليم القصيم.. لم يكن الشيخ صالح الصقعبي -رحمه الله- عنصراً عادياً بل كان قامةً ثقافية ورجلاً بالغ الأهمية في المنظومة العلمية من خلال دوره اللافت في نشر التعليم في مدرسته الأهلية التي أسسها عام 1327ه واستمرت ثلاثة عقود كأكبر مدرسة تجاوز عدد طلابها المئات، يدرس فيها مختلف العلوم الشرعية والاجتماعية والأدبية والحساب والجبر، وكانت مدرسة الصقعبي واحدة من العوامل التي جعلت بريدة آنذاك مركزاً من مراكز العلم في منطقة نجد كلها.واختتم الركيان كلمته بشكره لوفاء أسرة الصقعبي حيث جاءت هذه المبادرة وباركها صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود تفاعلاً وتقديراً وتكريماً للشيخ - رحمه الله، وقال: تعتز الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم بالإشراف على هذه المبادرة النوعية مؤكدةً الاهتمام والتفاعل والتقدير لكل الرموز العلمية والثقافية واستعدادها أيضاً لتبني مثل هذه المبادرات عبر طرقها الرسمية. وكان لرئيس اللجنة التنظيمية للحفل صالح الصقعبي كلمة شكر فيها سمو أمير القصيم على مبادراته الدائمة ورعاية مثل تلك المبادرات العلمية، مشيداً بالدعم الكبير الذي وجده من سمو أمير المنطقة لتكريم رموز هذا الوطن، كما دعا الصقعبي إلى ضرورة التكاتف لتكريم رموز بريدة وحفظ تاريخهم، وقال الصقعبي: على جميع المدن في مملكتنا الغالية الاحتفاء بالرموز وتسمية المعالم والمدارس والطرق بأسماء رموزها.فيما اشتمل الحفل على كلمة لأبناء وأحفاد طلاب المدرسة ألقاها عنهم عبدالله الوابلي، وعرض لوحة وطنية عبارة عن شيلة طرزت كلماتها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولجنودنا البواسل المدافعين عن حياض الوطن. كما تم عرض فلم وثائقي يحكي تاريخ مدرسة الصقعبي وسيرة مؤسسها الشيخ صالح محمد الصقعبي -رحمه الله- وكيفية التعليم في المدرسة سابقاً والذي يشبه إلى حد كبير التعليم النظامي الحالي. وفي ختام الحفل كرَّم مدير عام التعليم بالقصيم رعاة الحفل والمساهمين بنجاح الاحتفالية.
