(الأقل حظاً) ؟!

في ديسمبر 2010 م قال السيد (بان كي مون) خلال اليوم العالمي للتضامن الإنساني (دعونا نتعاهد، كأمم وكأفراد بالتواصل مع جيراننا، ولنعش حياتنا اليومية في ظل روح التضامن مع هؤلاء الفقراء وكبار السن وغيرهم، حتى نبني عالماً أفضل)!.
بعد أربع سنوات من حديث (كي مون) نشرت الصحف البريطانية قصة الطالبة (دومنيك هاريسون)، والتي تقطعت بها السبل في ساعة متأخرة من الليل، بعدما ضاعت بطاقتها البنكية، ليتقدم منها متشرد اسمه (روبي)، ويمد لها كل ما يملك من المال (ثلاثة جنيهات إسترليني)، حتى تستقل (تاكسي) وتعود لمنزلها سالمة!.
صباح (اليوم التالي) استيقظت (دومنيك)، وبحثت عن (روبي) حتى وجدته، وأعادت له المبلغ، ثم أطلقت على (الفيس بوك) حملة لشراء منزل للمتشرد (روبي)، جمعت خلالها 10 آلاف جنيه أسترليني حتى الآن، بل إنّ الحملة كشفت أنّ (روبي) لم يساعد (دومنيك ) لوحدها، فقد انضم للحملة أشخاص آخرون، ذكروا أنّ هذا (المتشرد البريطاني) ساعدهم في استعادة (محافظ نقودهم) المفقودة، ومفاتيح سياراتهم الضائعة، دون أن يأخذ مقابلاً على ذلك!.
لسنا وحدنا من نساعد (المحتاجين)، هم أيضاً يملكون مشاعر، وأحاسيس مثلنا تماماً، وربما أنّ (روبي) اختصر قصة الكثير من المُعدمين حولنا!.
اليوم 20 ديسمبر يحتفل العالم (بيوم التضامن الإنساني)، الكثير منا يدّعي أنه يحمل (أخلاقاً وقيماً) إنسانية عالية، ولكنها سرعان ما تتبخر مع رؤية (أول محتاج)، أذكر أنني كنت بجوار أحد الأصدقاء في سيارته الفارهة جداً، وفي محطة الوقود أقترب منه شخص حاول أن يشرح معاناته، ولكن صاحبي أغلق كل الزجاج، وقاطعه - بإشارة وإيمائه - تطلب منه الذهاب!.
سألته هل تعرف ماذا يريد؟! .
فرد عليّ (قصص هؤلاء متشابهة) ، لقد مللت تكرارها؟!.
أعتقد أننا مُلزمون أخلاقياً وإنسانياً، بالاستماع إلى (معاناة) هؤلاء على الأقل، حتى لو لم نستطع أن نُغير من (حياتهم) شيئاً؟!.
عندما ترى مثل هؤلاء في شوارعنا، وتقرأ عن قائمة ( المليارديرات السعوديين)، تشعر أننا في حاجة لإعادة فهم معنى (الزكاة)، في اليوم العالمي الإنساني (ديننا هو الحل)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.