البابا يحث الإسرائيليين والفلسطينيين على (مواصلة حوار شجاع) للسلام

جمع محمود عباس وشمعون بيريز للمرة الأولى في الفاتيكان بحضور مسلمين ويهود ومسيحيين

بناء على دعوة مفاجئة من البابا فرنسيس أثناء زيارته للأراضي المقدسة الشهر الماضي التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس في مدينة الفاتيكان أمس الأحد في أول صلاة هي الأولى من نوعها تضم يهوداً ومسيحيين ومسلمين في حدائق الفاتيكان وهي أول مرة أيضاً يلتقي فيها عباس وبيريس علناً منذ أكثر من عام،كما شهد هذا اللقاء أول تلاوة للقرآن الكريم في مبنى الفاتيكان. ودعا البابا الجانبين إلى التحلي ب(الشجاعة) لصنع السلام وقال امام عباس وبيريز في حديقة الفاتيكان حسب الترجمة العربية الرسمية لكلمته ان (صنع السلام يتطلب شجاعة تفوق بكثير شجاعة خوض الحروب ... نحتاج الى الشجاعة لنقول نعم للقاء ولا للصدام نعم للحوار ولا للعنف، نعم للتفاوض ولا للعداوة، نعم لاحترام المعاهدات ولا للاستفزازات ، نعم للصدق ولا للازدواجية).
واضاف (إن العالم وإرث نلناه من آبائنا، لكنه أيضاً قرض من أبنائنا: أبناء تعبوا وأُرقوا بسبب الصراعات ويرغبون ببلوغ فجر السلام؛ أبناء يطلبون منا أن نهدم جدران العداوة وأن نسير في درب الحوار والسلام). وتابع (كثيرون للغاية هم الابناء الذين سقطوا كضحايا بريئة للحرب والعنف، إنهم كزرع سلخ في اوج نموه.
من واجبنا ان نعمل كي لا تذهب تضحيتهم سدى. إن ذكراهم تبث في داخلنا شجاعة السلام وقوة المثابرة في الحوار مهما كان الثمن والصبر اللازم لننسج شبكة قوية من التعايش السلمي. وقال ايضاً (يعلمنا التاريخ ان قوانا وحدها ليست كافية.لقد اقتربنا من السلام اكثر من مرة لكن الشر نجح في الحيلولة دون ذلك بوسائل مختلفة.
لذا نحن هنا...اننا لا نتخلى عن مسؤولياتنا بل نتضرع الى الله كضرب من المسؤولية السامية امام ضمائرنا وامام شعبينا) لنتحلى بالشجاعة للقيام بأعمال ملموسة من اجل بناء السلام وتجريد اللسان واليدين من السلاح وتجديد القلوب والعقول كي تكون الكلمة التي تجعلنا نلتقي كلمة (اخ) ويصبح نمط حياتنا: شالوم، باشيه ، سلام).
وذكر البابا بيريز وعباس بأن (هذا اللقاء تواكبه صلاة يرفعها اشخاص كثيرون، ينتمون الى ثقافات وأوطان ولغات وديانات مختلفة). بدوره دعا عباس الى (سلام شامل وعادل يحل على الفلسطينيين والاسرائيليين وعلى ربوع المنطقة).
وقال عباس (ربنا اجعل السلام الشامل والعادل يحل علينا وعلى ربوع منطقتنا نريد السلام لنا ولجيراننا) داعياً ايضاً الى (جعل مستقبل الشعب زاهراً وإلى ان يعيش بكامة وحرية في وطنه السيد المستقل.
كما حض بيريز من الفاتيكان الفلسطينيين والاسرائيليين على اقامة السلام.
وقال بيريز: إن (من واجبنا حمل السلام الى ابنائنا).نستطيع معاً والان، كاسرائيليين وفلسطينيين تحويل رؤيتنا (الدينية) الى واقع من الازدهار ورغد العيش..بامكاننا حمل السلام الى ابنائنا.هذا واجبنا ومهمتنا المقدسة كأهل.