اثنا عشر ألف حاج سوري سيؤدون مناسكهم تحت إشراف الائتلاف الوطني

رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية.. المطوف فيصل نوح ل«الجزيرة»:

كشف رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية فيصل بن محمد نوح أن مائة وعشرين مجموعة خدمة ميدانية ستقدم خدماتها لثلاثمائة ألف حاج عربي. وأبان نوح في حواره مع «الجزيرة» تقليل عدد مجموعات الخدمة الميدانية بعد قرار تخفيض نسب الحجاج 20 % بسبب توسعة صحن المطاف، مؤكداً أن جميع الدول العربية تقبلت قرار التخفيض من حصتها. وأفاد رئيس مجلس الإدارة بأن الحجاج السوريين سيحجون هذا العام تحت إشراف الائتلاف الوطني السوري، مشيراً لوجود آلية لاستقبالهم وضمان مغادرتهم. ونفى نوح عدم تشغيل المطوفين، مؤكداً أن جميع المطوفين سيعملون هذا الموسم رغم تخفيض أعداد مجموعات الخدمة. وأكد أن خفض نسبب الحجاج سيساهم في رفع مستوى الخدمات المقدمة، ولن يكون له تأثير على المؤسسة.
وإلى تفاصيل الحوار:
بداية ما آخر استعداداتكم لحج هذا العام؟ وما جديدكم على مستوى الخدمات المقدمة لحجاج الدول العربية؟
- بلا شك، إن استعدادات المؤسسة لموسم حج هذا العام استعدادات متواصلة منذ نهاية موسم حج العام الماضي؛ إذ بدأنا بوضع الخطط والاستعدادات لتقديم خدمة متميزة على مستوى المؤسسة وفق توجيهات وتطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله - ووزير الحج الدكتور بندر حجار، وذلك بالتواصل مع الجهات ذات العلاقة في خدمة الحاج.
والخطة التشغيلية بالمؤسسة خضعت لمراحل إعداد داخل المؤسسة على مستوى العملية الإدارية، ووضعت البرامج المعدة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام وتقديم الخدمات المختلفة لهم، وقد دخلنا الآن في المرحلة التنفيذية الميدانية.
أما عن جديدنا هذا العام فقد كان التركيز بالدرجة الأولى على رفع جانب الوعي لدى الحاج والتعريف بما هو مطروح من مشروعات تطويرية، سواء في المشاعر المقدسة أو توسعة المطاف، من خلال التعاون مع مكاتب شؤون الحجاج ومجموعات الخدمة الميدانية.
وشددنا على المطوفين بضرورة الاهتمام بالخدمات المقدمة، وخصوصاً في مرحلتي الاستقبال، والعمل على مساعدتهم لأداء نسكهم بشكل صحيح كما هو متبع كل عام.
ولاحظنا هذا العام تنامياً كبيراً في الخدمات الإضافية المقدمة للحجاج المطلوبة من قِبل بعثات الحج، سواء في النقل من ناحية تحديث نوعية الحافلات المستخدمة، أو داخل المخيمات من ناحية تحسين مستوى الخدمة التي تقدم لراحة الحاج داخل المشاعر. ولا شك إن جميع هذه الأمور تصب في مصلحة الحاج الكريم حتى يستطيع أن يؤدي نسكه بكل راحة واطمئنان.
نسبة الحجاج
كم عدد حجاج حج هذا العام؟
- قبل التخفيض كانت المؤسسة تستقبل ما يربو على 350 ألف حاج، ولكن بعد التخفيض سيصبح عدد الحجاج الذين تتشرف المؤسسة بخدمتهم قرابة ثلاثمائة ألف حاج.
هل نسب الدول ثابتة؟ وهل حجاج سوريا ضمن الحصص هذا العام؟
- نعم، نسب الدول ثابتة، ولم يحصل عليها تغييرات إلا نسبة التخفيض لجميع البعثات.
أما فيما يتعلق بحجاج سوريا فسيكونون حاضرين هذا العام من خلال الائتلاف الوطني الذي سيكون ممثلاً لبعثة الحج السورية هذا العام، وسيبلغ عددهم اثني عشر ألف حاج حسب المحاضر التي وقعت معهم. علماً بأن نسبة التخفيض طالتهم، وسيكون قدومهم من أربعة دول مجاورة لسوريا، هي لبنان والأردن ومصر وتركيا عبر مطارات عواصم هذه الدول.
هل هناك ضمانات لعودة حجاج سوريا وعدم بقائهم في المملكة بعد انتهاء موسم الحج؟
- نعم، جميع التوجيهات في هذا الشأن إلزامية؛ إذ تم الاتفاق مع الائتلاف الوطني السوري لتنظيم عملية دخولهم وإسكانهم وعودتهم مرة أخرى إلى الدول التي قدموا منها.
ما مدى تقبُّل الدول العربية لنسبة التخفيض؟
- من خلال تعاملي مع بعثات الحج التي تشرف عليها المؤسسة، البالغ عددها 19 بعثة من الدول العربية، كان هناك تفهم كبير من قبل مسؤولي البعثات والقائمين على الأعمال الخاصة بشؤون الحج، من خلال ما وضح لهم من قِبل وسائل الإعلام، كما تم توزيع مقاطع فيديو توضح آلية توسعة صحن المطاف، وكان هناك عدة لقاءات تحضيرية مع بعثات الحج قبل قرار التخفيض، ثم بعد التخفيض، والحمد لله كانت جميع بعثات الحج متفهمة تماماً لقرار التخفيض؛ وذلك حرصاً على سلامة الحجاج وراحتهم وامنهم.
تخفيض مكاتب الطوافة
هل تم تخفيض عدد المكاتب الميدانية والمطوفين هذا العام؟
- بلا شك، تم تخفيض عدد المكاتب؛ إذ كان عددها مائة وأربعين مكتباً؛ ليتم تخفيضها لمائة وعشرين مكتباً، وإدارة المؤسسة حريصة على جميع المطوفين أن يعملوا في الموسم؛ لذلك وجَّهنا المطوفين الذين لا يعملون في حج هذا العام إلى العمل في مجموعات المكاتب الميدانية، ولم يحرم أي مطوف من هذه الخدمة.
متى سيكون أول وصول لأفواج حجاج بيت الله الحرام؟
- حجاج الدول العربية لقرب دولهم من المملكة يأتون متأخرين، ومعظم الذين يأتون مبكرين يذهبون إلى المدينة المنورة، وسيكون وصول أول أفواج حجاج بيت الله الحرام إلى مكة المكرمة في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة الجاري.
كيف سيتم تغطية خسائر المطوفين بعد قرار تخفيض بما نسبته 20 %؟
- نحن كمؤسسة منذ أن صدر القرار بدأت عملية التعديل من بعض الخطط التشغيلية بالتعامل مع نقص عدد الحجاج، والهدف كان واضحاً بأنه لن يتم التعامل مع تخفيض عدد الحجاج على حساب خدمة الحجاج أبداً، لكن سيتم الاستفادة من التخفيض لتقديم خدمة أفضل للحاج الكريم، لكن عملية التعامل مع الحاج هي عملية نسبية، وآلية التخفيض لن يكون لها تأثير كبير على المؤسسة، وإن حصل فهو تأثير نسبي، ولم نكن ننظر إلى الخسائر بل تركيزنا سيكون كيف سنقوم بخدمة الحاج على الوجه المطلوب.
كم بلغت عقود الإسكان التي أبرمت، سواء في مكة المكرمة أو المشاعر المقدسة؟
- عقود المشاعر المقدسة مبرمة تلقائياً؛ لأن كل بعثة مخصص لها ما تحتاجه من مخيمات إلا في حالة إن كان هناك خدمة إضافية، أما عقود الإسكان كمؤسسة فعانينا كثيراً في الأيام القليلة الماضية في تأخر بعثات الحاج في توثيق العقود، لكن الآن الحركة بدأت تستمر. مشيراً إلى أن البعثات التي تأخرت عن توثيق العقود جرت مخاطبتها رسمياً وإشعار الجهات الرسمية بذلك.
بالنسبة لعدم التعجل هل كان لوزارة الحج توجيه نظراً للمشروعات التطويرية التي يشهدها المطاف؟ وكيف سيتم التعامل مع ذلك؟
- وضعت منذ وقت مبكر توجيهات معالي وزير الحج الدكتور بندر حجار حيز التنفيذ للتعامل مع الحجاج لعدم التعجل حفاظاً على عدم التدفق في المسجد الحرام في ليلة النقرة، وعمل التوجيه للحجاج من خلال مكاتب شؤون الحجاج، وأنه نُسق مع بعثات الحج وكذلك وضعت خطط مع النقابة العامة للسيارات ومع جميع الجهات المعنية بخدمة الحاج؛ وذلك لتفويج الحجاج على شكل دفعتين يوم 12 و13 حتى يخفف الضغط على صحن المطاف.
ما توجيهات وزير الحج لكم خلال اللقاء الماضي؟
- كانت توجيهات معالية واضحة جداً بأن الكل يعمل قصارى جهده، ويقدم أفضل خدمة يستطيع أن ينفذها لحجاج بيت الله الحرام، والتركيز على أهم عنصرين في الحج، هما عنصرا النقل والمخيمات وتجهيزها، وكانت توجيهات واضحة جداً بألا يكون هناك تهاون في تقديم الخدمة المقدمة للحجاج. مشيراً إلى أن معاليه حث جميع مؤسسات الطوافة والمؤسسة الأهلية لمطوفي الدول العربية بشكل على خاص على بذل المزيد من الجهد.
هل تمت زيادة الأعداد الرقابية على مكاتب الخدمة الميدانية؟
- برنامج الرقابة أو المتابعة الميدانية رصدت له المؤسسة ميزانية ضخمة وفرق عمل تعمل على مستوى مدار الساعة منذ بداية مجموعات الخدمة، حتى إغلاقها بعد موسم الحج هناك فرق مكلفة موزعة على مناطق مكة المكرمة وزعت على خمس مناطق داخل مكة المكرمة، ويجدد فريق العمل كل بعد ثماني ساعات، وأيضاً هناك فريق عمل رقابي آخر مماثل له في المشاعر المقدسة. مشيراً إلى أن هذه التقارير التي تكتب سيتم رفعها إلى جهاز المتابعة، ويتم تصنيفها.
هل فعلتم الجانب التقني في أقسام المؤسسة من أجل الإسراع في تقديم الخدمة للحاج؟
- بلا شك، نفتخر بأننا مفعلون الجانب التقني في معظم أقسام المؤسسة، مشيراً إلى أنه الآن تم الانتهاء بموافقة وزير الحج من تحديث جميع الخدمات الإلكترونية من خلال شركة تم التعاقد معها لمدة ثلاث سنوات؛ لتقوم بجميع برامج المؤسسة وربطها أيضاً بوزارة الحج، وهو ما يسمى بالمسار الإلكتروني لخدمات الحجاج. مؤكداً أنه من العام المقبل ستكون خدمة جميع الحجاج إلكترونياً.
هل تم ضم مؤسسة الدول العربية إلى منظومة النقل الترددي؟
- سيكون انضمام المؤسسة إلى النقل الترددي العام المقبل.
هل أبرمت عقود لتحجيج ذوي الاحتياجات الخاصة؟
- إلى الآن لم يتم إبرام أي عقود بهذا الجانب، ولكن المؤسسة هذا العام بالتنسيق مع مكاتب شؤون حجاج ليبيا وتونس ومصر ستقوم بتحجيج ذوي الاحتياجات الخاصة وأسر الشهداء في تلك الدول.