لقد تمت موافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ليكون رئيساً فخريا للجمعية الجغرافية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. إن موافقة سموه الكريم على الرئاسة الفخرية للجمعية الجغرافية الخليجية يعتبر نقطة تحول إيجابية، بحول الله تعالى، في مسيرة الجمعية، سمو الأمير سلطان وقبله والده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي عهد هذه البلاد، مساندين للعلم والمعرفة دافعين لوسائل ومناشط التطور العلمي ومسيرته في بلادنا، وعلى رأس قمة المساندة والدفع إلى الأمام ولي أمر بلادنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - ومن سبقه من الملوك رحمهم الله تعالى. سمو الأمير سلطان، الرئيس الفخري للجمعية الجغرافية بدول مجلس التعاون، جمعتني به مناسبات عديدة، كان منها محاضرة سموه التي دعت لها الجمعية الجغرافية السعودية، التي تشرفت برئاسة مجلس إدارتها عدداً من السنوات. وإن أنسى فلن أنسى تلكم المحاضرة في رحاب جامعة الملك سعود، لقد كان سموه في وسط جغرافي وتحدث في تلكم المحاضرة بخبرة رائد الفضاء الذي نظر إلى كوكب الأرض من مسافات بعيدة خارج أغلفتها الأربعة، الصخرية والمائية والحيوية والغازية، لقد استشعر سموه أعظم خالق، الله سبحانه وتعالى، خالق السموات والأرض. استشعر أعظم كائن، الإنسان الذي خلقه الله لعبادته وعمارة الأرض الذي استخلفه الله وسخر سبحانه وتعالى لهذا الإنسان كل شيء وأمده بجميع الوسائل لعمارة كوكب الأرض. كانت نظرة سموه «البانورامية» من المركبة الفضائية «ديسكفري»، نظرة تشمل الإنسان وكنفه - الأرض التي خلق منها ويدفن فيها وسيبعث منها، جمعت نظرة سموه فلسفة ثاقبة بين الطرح الفلسفي التأملي والنظرة البرجماتية - العملية - الواقعية، مثلما نظر أولئك الفلاسفة المنظرون لعلم الجغرافيا باعتباره علما يدرس كوكب الأرض باعتباره موطناً للإنسان. إن فكرة تكوين الجمعية الجغرافية الخليجية بدأت بناء على مبادرة فردية وبناء على عدد من الاتصالات برواد جغرافيين في عدد من أقسام الجغرافيا في جامعات خليجية، وعندما دعا قسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود إلى أول اجتماع لرؤساء أقسام الجغرافيا بدول مجلس التعاون طرحت عليهم فكرة تأسيس الجمعية وتمت الموافقة عليها وكون في ذلك الاجتماع لجنة تأسيسية أنيط بها وضع لائحة تأسيسية ومتابعة أمر تأسيسها إلى أن تعقد أول جمعية عمومية لها، وقد تم ذلك في العشرين من شهر المحرم من عام 1421ه وفي الثامن من شهر جمادى الآخرة من عام 1422ه صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبد العزيز، على أن يكون مقرها في دارة الملك عبد العزيز، وكان لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان عبد العزيز دوراً في دعمها منذ نشأتها من خلال منصبه كرئيس لمجلس دارة الملك عبد العزيز. اضطلعت الجمعية بعدد من المناشط العلمية منذ تأسيسها وهاهي تتوج تلكم المناشط باختيار صاحب السمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز ليكون رئيساً فخريا لها، وإني لمتأكد من أن الجميع، من رئيس وأعضاء مجلس إدارة، ومن أعضاء وعضوات في الجمعية، ليتطلع إلى مستقبل زاهر حافل بالنشاطات العلمية الجغرافية المتعددة، لتحقيق تطلعات مواطني مجلس التعاون لدول الخليج العربية، من خلال رئاسة سموه الفخرية للجمعية، ولتكون سندا وعضدا للجمعيات العلمية الأخرى في دول مجلس التعاون. مرحباً بك يا سمو الأمير «رئيساً فخريا» لجمعيتنا الجغرافية بمجلس التعاون العربي لدول الخليج العربية، ودعواتنا لك بالتوفيق والأخذ بهذه الجمعية للمزيد من النشاطات والعطاءات العلمية في علم أنت رائد فضائه، والله ولي التوفيق. [email protected] رئيس مجلس إدارة الجمعية الجغرافية السعودية سابقاً، رئيس مجلس إدارة الجمعية الجغرافية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سابقاً.