عبدالكريم الجاسر

الزعيم أنهى الموسم قبل بدايته

* في أقل من عشرين يوماً أضاف الهلاليون انجازاً جديداً للوطن,, وقدموا فريقهم ضمن صفوة اندية العالم في بطولتها المقبلة,, انتصارات هلالية متتالية أنهى بها الهلاليون الموسم قبل بدايته,.
في العادة يكون الحصاد عند النهاية,, لكن ابطال الزعيم حصدوا ثمار فريقهم وجهدهم ونجومهم قبل البداية فلم يبدأ الموسم بعد بالنسبة للزعيم حيث لعب لقاء واحدا فقط ولازال هناك المزيد من البطولات خلال الستة أشهر القادمة.
انجازات الزعيم بدأت فعلياً في الموسم الماضي بعد القرار التاريخي لأعضاء شرف الزعيم بالتعاقد مع المدرب العالمي يوردانسكو والمهاجم البرازيلي سيرجيو,, نعم فقد كانت تلك هي بداية العمل لعودة الزعيم ووضعه على الطريق الصحيح نحو كأس العالم,, في ذلك الوقت كتبت ان (الطريق الى كأس العالم يبدأ بيوردانكسو) وبالفعل تسلم هذا الروماني الرائع دفة العمل وقاد الزعيم نحو ثلاث بطولات تاريخية,, وها هو الهلال يجني ثمار فوزه ببطولة الاندية الاسيوية ابطال الدوري ليتوج بطلاً للسوبر وممثلاً لاندية آسيا في كأس العالم للاندية هذه البطولة التي انتظرها الهلاليون طويلاً وخلالها بحول الله وقوته سيكون للزعيم كلمة مسموعة مهما كانت قوة الفرق المشاركة.
فالهلال يملك من الامكانيات ما يجعلنا واثقين من ظهور سعودي مشرف لزعيم القارة,, بنجومه الكبار وكرته الممتعة ذات الطابع الأزرق,, والنكهة المميزة,, فالهلال لا يقل عن أي ناد مشارك ونتائجه المعروفة مع أندية العالم المختلفة تؤكد انه فعلاً الواجهة المشرفة للكرة السعودية.
أنا لا استبق الاحداث لكن اذا لم يتألق الهلال,, وإذا لم ينتصر الهلال في اسبانيا فلن ينتصر غيره,, فهو الأفضل والأقوى والاكفأ والمؤهل فعلا لتكرار الانجاز السعودي في مونديال أمريكا 94.
بطولات الزعيم المتلاحقة والمتنوعة خلفت فريقاً هلالياً نادراً,, نادراً في تكامله ونوعية نجومه,, وتنوعهم وقدرتهم على الإبداع والانتصار والمنافسة,, بل ان المنافسة وحدها والتحدي هما سمة الزعيم وسر تفوقه منذ نشأته فقد اعتاد الجميع على ان يروا الهلاليين على حقيقتهم عند الشدائد وعند احتدام الأمور,, فالهلال ايها الاخوة ليس فريقاً يلعب الكرة فقط,, الهلال حضارة مستقلة تستمد وهجها وتفوقها من نمائها بين الهلاليين أنفسهم فالكل يعمل للهلال ومن اجل الهلال الكيان والمؤسسة والفكر,, نعم الفكر الهلالي بحد ذاته فكر مختلف ومتميز,, سواء من حيث الوعي او من حيث الادراك للامور او الانتماء لهذا المعقل الحضاري ذي السحر الأخّاذ والفاتن,, فقلما نجد هلالياً لا يتابع هذا الزعيم,, وقلما نجد هلاليا لا ينتمي له بصدق وقلما نجد هلاليا لا يعمل لرفعته أو يفسر الأشياء على غير حقائقها,, هكذا هم الهلاليون,, فكر واقعي,, ومنطق حصيف,, وواقعية صادقة,, ولذلك نجد هذا الزعيم يتبوأ المكان الملائم له واللائق بشعبيته وتاريخه ونجومه.
فهنيئاً للزعيم عالميته وهنيئاً للهلاليين فريقهم الذهبي ونجومهم الكبار وانتصاراتهم المذهلة.
بلاتشي كفى!!
* لم يختلف الهلاليون على مدرب قدر اختلافهم على هذا الروماني المثير,, فهو يقود الهلال من انجاز الى آخر والهلاليون يحاصرونه بالتشكيك والتقليل والاتهامات,, ثلاث بطولات حققها بلاشتي وأرقام قياسية في عدد مرات الفوز والخسارة (خسر مرتين فقط من الانصار بدون الدوليين) لم تكن كافية لتأكيد جدارته في قيادة الزعيم او حتى السماح له أن يؤدي مهمته بعيداً عن الضغوط,.
قد يعتقد البعض أنني أدافع عن بلاتشي,, لكنني اقول ان ما يحدث له مع الهلال أمر غريب حقا,, فقد تحول الهلاليون جميعاً الى مدربين يريدون اللعب بطريقة كذا,, وإشراك فلان وتغيير علان,, وهذا بالمناسبة امر طبيعي بل ومطلوب حين يكون الفريق سيئاً وبحاجة للتدخل,, لكن السؤال هو اين الهلاليون عن الفريق في الموسم الماضي حين كان يترنح في المركز السابع مع البرازيلي لوري,,؟
وأين هم عنه وهو يضم عناصر أفضل من الحالية ويعجز عن تحقيق الفوز على الطائي والنجمة ويخسر من الشباب ويتعادل من الاتفاق,, امر غريب فعلاً حين سكت الهلاليون جميعاً في الوقت الذي كان الهلال يحتاج لتدخلهم,, والمؤلم بالفعل ان حركة التصحيح جاءت من لوري نفسه حين أيقن انه لن يتمكن من الاستمرار فاستقال بحجة عدم إحضار عائلته,,؟!
شخصياً اعتقد ان السبب بسيط جداً ويتلخص في عدم الفهم الفني من قبل معظم المتحدثين فهم يرون الفريق مكتملا ويفشل في تحقيق الفوز ولذلك صبوا جام غضبهم على اللاعبين!! وحتى لوري نفسه تفنن في تحميل اللاعبين مسؤولية الاخفاق فتارة يخرج سامي واخرى الهويدي وثالثة نواف وهكذا,,
باختصار أتمنى ان يوفر الهلاليون لفريقهم الاستقرار مع مدربهم فإن كانت هناك رغبة في عودة يوردانسكو هو بلاشك مدرب كبير ومكسب للهلال بدون جدال فيجب ان تكون لمدة موسمين على الأقل,, اما التعاقد معه لبقية هذا الموسم (ثلاثة اشهر فقط) فإن ذلك لن يفيد الهلال في شيء,, وسيتواصل عدم الاستقرار الفني للهلال,, وهو أمر هام جداً ومؤثر وللمعلومية فمدرب شيميزوا الياباني (مثلاً) أمضى خمس سنوات مع الفريق,, وغيره كثير والجميع يعلم ذلك ومن هنا اتمنى ان يبقي الهلاليون على مدربهم الناجح والمحظوظ جداً بلاتشي لموسمين قادمين,, وان يتركوا الامور الفنية للمدربين طالما أنهم يحققون المطلوب ويفوزون بالبطولات بالطريقة التي يرونها ويكفي اشادة أكثر من مدرب ومختص سواء في السوبر أو البطولة العربية بأداء الهلال وطريقته الحديثة وكرته المثمرة.
لمسات
* يستحق النجم الخلوق محيسن الجمعان التكريم وان يشارك منتخبنا الوطني في تكريمه,, لكن السؤال لماذا لا يشارك المنتخب ايضا في تكريم نجوم عديدين خدموا المنتخب والكرة السعودية طويلاً,, وهي المرة الثانية التي يشارك فيها منتخب الوطن في تكريم لاعب نصراوي من دون لاعبي الأندية الاخرى.
* * *
* لو ان المنتخب السعودي شارك في تكريم لاعبي الهلال فقط ترى هل ستكون ردة الفعل من الصحافة والآخرين كما هي الآن؟!
* * *
* استقبل الهلاليون النجم الدولي عبدالله سليمان ببطولة وتقدير خاص,, قبل ان يشارك فعليا ,, وربما سيحقق في عامين ما لم يحققه في سنوات!
* يستحق الرئيس الذهبي للهلال الشاب سعود بن تركي التهنئة,, فقد قدم نفسه هلالياً خالصاً يعمل للهلال ومن اجل الهلال فقط فاستحق بطولتين في شهر واستحق الهلاليون ان يكون رئيسهم الشاب نموذجا لجيل المستقبل الهلالي الواعد.
* * *
* في كل مرة تستمع فيها الى سمو الأمير محمد العبدالله الفيصل تتأكد بالفعل ان الرياضة السعودية كسبت قيادياً وطنياً رائعا,, هذه كلمة حق أقولها دون رتوش.
* * *
* في الوقت الذي كان فيه الهلاليون يتهيأون لتشريف الوطن وتمثيله في مناسبة وطنية لتحقيق كأس السوبر الاسيوي كان هناك من يسيء لهم ويشتمهم ويقلل من ناديهم وفي نفس يوم الإنجاز,, ممن وضع الوطن شماعة لقذف الآخرين والاستهزاء بهم,,!!