يد تبني، ويد تذود عن البيئة!!

ضحى الغد

* بنينا بيوتا جميلة مكسوة بالقرميد والحجر والرخام، تحفها شوارع أجمل وحدائق خضراء واستراحات في غاية الراحة والتشويق!
كل هذه مكتسبات جديدة، غالية المعنى والمبنى، لكنها تصبح رخيصة جداً، إذا غزاها البعوض، واكتسحتها روائح عفن مستنقعات المجاري، وحفتها مساحات من قصب البردي وشجر الطرفاء!
ولوثها غبار مصانع الاسمنت، ومعامل الطوب، ومواقع الكسارات، وأدخنة حرائق القمامة!
الدور الجميلة، الاستراحات الثمينة، بل المدينة كلها لا قيمة لحضارتها إذا فسدت بيئتها وتلوث هواؤها، لابد من الالتفاتة إلى أهمية صحة البيئة من حولنا، في نقاء الهواء، ودفع التلوث، ومجاهدة كل الأسباب التي تؤدي إلى الحيلولة بيننا وبين التمتع بثمرات حضارتنا المدنية المبنية عبر عرق السنين لرفاهية الإنسان وراحته! أتقدم بهذا التمهيد وأنا متفائل بالبدايات الجيدة التي كافحت فيها بلدية مدينة بريدة (البوص والبعوض) حيث بدأت هاتان الظاهرتان تختفيان بنسبة كبيرة، ونتوقع أن تختفيا نهائيا خلال مدة قصيرة! لابد من تفعيل إدارة (صحة البيئة) ببلدية بريدة وإدارة (الصحة الوقائية) بالشؤون الصحية، ولابد من تعاون (وزارة المياه) ممثلة بمصلحة المياه والمجاري، وجميع الجهات ذات العلاقة ومنها (إدارة الأرصاد وحماية البيئة).
لابد من إلزام المصانع التي تبعث الدخان والغبار باستخدام طرق حديثة للقضاء على مصدر هذا التلوث الذي يخنق المدن الجميلة!
لابد من القضاء على الطفح، ومستنقعات مياه المجاري، بتعميم شبكات الصرف الصحي، واستبدال شبكات المياه التالفة التي نفقد بسببها الماء الثمين، ونُغرق الأرض من تحتنا!
لابد من مكافحة البعوض في مصادر توالده للقضاء عليه تماماً! لابد من التوسع بمشاريع التشجير والحدائق فهي تُنقي الهواء وتمتص الغبار والدخان والتلوث وتبعث الأكسجين الذي يحتاجه الإنسان!
لابد من تغريم السيارات التي تبعث الدخان الأسود الذي يفتك بالمدينة الجميلة ويقتل الإنسان!
النهضة العمرانية مطلب مهم، والبيئة الصالحة للحياة مطلب أهم منه بدرجات عالية!
فلنتعاون جميعاً لتحقيق الهدفين معاً، يد تبني المدينة، ويد أخرى تذود عن سلامة البيئة!
بريدة ص.ب 10278