الثري تيتو يخضع لنظام طبي للتأقلم مع الجاذبية الارضية

بعد رحلته الناجحة

اعلن سائح الفضاء دنيس تيتو الثلاثاء الماضي في مدينة النجوم القريبة من موسكو انه عاش )حياة ثانية( خلال الايام الثمانية التي امضاها في المركبة سويوز والمحطة الفضائية الدولية. واكد تيتو في مؤتمر صحفي لتقييم تجربته )الرائعة والعميقة( التي دفع 20 مليون دولار ثمنا لها لوكالة الفضاء الروسية: لقد عشت 60 سنة على الارض وثمانية ايام في الفضاء. وفي نظري كأنني عشت حياتين منفصلتين(. واعرب المليونير عن امله في ان تكون رحلته الى المحطة الفضائية الدولية قد مهدت الطريق امام هواة اثرياء آخرين. واكد الستيني الثري عن اقتناعه بوجوب السماح لغير الا ختصاصيين بزيارة المحطة الدولية، وذلك بعد يومين من انتهاء رحلته التي اثارت جدلا كبيرا بين وكالة الفضاء الامريكية الناسا ووكالة الفضاء الروسية.
وقال تيتو في مدينة النجوم حيث يخضع لبرنامج طبي للتأقلم مجددا مع الجاذبية الارضية ان المال امر نسبي. بالنسبة الي كانت هذه الرحلة هي حلم حياتي. وللاسف فان الحياة قصيرة، واتمنى ان تكون رحلتي مصدر الهام لآخرين. واضاف انه لو كان ذلك ممكنا لكنت بقيت اشهر عدة هناك في المحطة الدولية ويهمني الان ان اعود الى الولايات المتحدة لارى ما اذا كانت هذه الرحلة قد استهوت اشخاصا آخرين. وكان تيتو يرتدي بزة زرقاء تحمل تطريزا للعلم الاميركي على احد اكمامها، وقد علق بدون حدة على معارضة الناسا لرحلته قائلا )اتمنى ان تدرك الناسا ان هذا الامر يدر الارباح( لبرنامجها الفضائي وان مدنيا مؤهلا يستحق ان يسمح له ان يشارك في مهمات في الفضاء(. ونصح تيتو المهتمين بتقليده والذين يملكون طبعا الاموال اللازمة بان يباشروا التدريبات بدون تأخير يجب ان تتمتعوا بالصبر، ان تركزوا على هدف حتى ولو استغرق ذلك سنتين، ثلاث سنوات، اربع، خمس وحتى عشر سنوات. ركزوا على هدف ولابد من ان تصلوا اليه على حد قول الاميركي الذي كان يحيط به الرائدان الروسيان اللذان رافقاه في رحلته الفضائية. وعدد الرائد تلغت موساباييف مساهمات رجل الاعمال في عمل الطاقم، مذكرا بان تيتو ساعد في اجراء الاتصالات وتوزيع المياه والطعام. وقال الرائد الروسي ان الرحلة الفضائية لا تشبه السفر على متن طائرة بوينغ 747. انها ليست في متناول اي كان انها تحتاج الى الذكاء والى مستوى جيد من اللياقة البدنية. وقد اثار نجاح هذه الرحلة مخاوف لدى الاميركيين من ان تسعى روسيا الى تحسين الاوضاع المالية لقطاعها الفضائي عبر ارسال المزيد من السياح الاثرياء الى المحطة الفضائية الدولية واكدت الناسا ان رحلة الاميركي الى الفضاء قد عرضت موظفيها الارضيين لضغوط نفسية كبيرة وتسبت بمصاعب لطاقم ا لمحطة. وفي نهاية الامر، فان تيتو المهندس السابق في الناسا تمنى ان ينظر اليه على انه رجل جدي كان له حلم وسعى لتحقيقه رغم المصاعب الكبرى.