هولندا وإسبانيا تبحثان عن مجد طال انتظاره في النهائي

يترقبه الجميع اليوم بشغف كبير

سيواجه أكثر المنتخبات دقة وروعة في تنفيذ التمريرات على مستوى العالم وهو المنتخب الإسباني نظيره الهولندي صاحب الهجوم الهادر والقوي في نهائي يترقبه الجميع بشغف كبير في بطولة كأس العالم لكرة القدم اليوم، ويبدو أن الحقيقة المؤكّدة فيه هي ظهور بطل عالم جديد يرفع الكأس لأول مرة.
وعلى الرغم من التقاليد العظيمة والعريقة للدولتين وتعاقب أجيال من كبار اللاعبين عليهما ووجود الكثير من الأندية الكبيرة لديهما فإن هولندا وإسبانيا لم تتمكنا من الفوز على الإطلاق بأكبر البطولات على صعيد كرة القدم في العالم.
ولم تتجاوز إسبانيا بطلة أوروبا دور الثمانية للبطولة على الإطلاق سابقاً بينما بزغ نجم هولندا عقب سنوات من المجد في حقبة السبعينات من القرن الماضي والتي شهدت خسارتها في نهائي كأس العالم مرتين متتاليتين عامي 1974 و1978 .
وكان لطريقة لعب إسبانيا التي تعتمد على التمريرات المتقنة التي تتسم بالروعة خلال هذه البطولة مفعول السحر في مباراة الدور قبل النهائي أمام ألمانيا التي أثارت إعجاب الكثير من المتفرجين والمتابعين بسبب انتصاراتها المدوّية على إنجلترا والأرجنتين إلا أنها خسرت 1- صفر أمام إسبانيا.
وأظهرت هولندا قدراتها لتبلغ ثالث نهائي للبطولة بفوزها على أوروجواي 3-2 في الدور قبل النهائي، حيث سجّل ويسلي سنايدر وارين روبن صاحبا المستوى المتميز عقب تسجيل القائد جيوفاني فان برونكهورست ما يعد أفضل أهداف البطولة حتى الآن.
وستدخل هولندا إلى النهائي بمسيرة انتصارات بارزة، حيث فازت في 14 مباراة تنافسية متتالية إلى الآن بما في ذلك كافة مبارياتها في تصفيات كأس العالم إلا أنها لا تعتبر مع ذلك مرشحة للفوز على إسبانيا التي خسرت مرتين فقط ضمن آخر 53 مباراة خاضتها.
وبالنظر إلى تاريخ المنتخبين فإننا سنجد أن هذه هي أول مباراة تجمع بينهما منذ 16 نوفمبر - تشرين الثاني 1983 عندما لعبا في تصفيات بطولة أوروبا في روتردام وخرج الهولنديون بانتصار 2-1 بفضل هدف الفوز الذي سجّله رود خوليت.
وتبدو تشكيلة هولندا جاهزة ومستعدة بشكل كامل كما سيعود جريجوري فان دير فيل ونايجل دي يونج اللذان أوقفا خلال مباراة الدور قبل النهائي أمام أوروجواي إلى التشكيلة ثانية.
وجاء نجاح إسبانيا على الرغم من ابتعاد هداف الفريق الأول فرناندو توريس عن مستواه إلا أن أهداف ديفيد بيا الخمسة عوَّضت مشكلات مهاجم ليفربول بينما استعاد الجناح الخطير اندريس انيستا مستواه في الوقت المناسب.
وخسرت إسبانيا مباراتها الأولى في البطولة أمام سويسرا إلا أنها تقدّمت تدريجياً وبقوة لتصل إلى قمة مستواها عندما تطلب الأمر منها ذلك.
وعلى الرغم من تميز إسبانيا بالسرعة والتمريرات القصيرة والاحتفاظ بالكرة وهو ما لا يؤدي إلى لعب مباريات مفتوحة كثيراً فإنها تركّز جهودها على خوض المواجهات الخططية ذات الصبغة الجمالية وهو ما ساهم في هزيمة ألمانيا التي وجدت صعوبة في تطبيق أسلوب الهجمات المرتدة أمام الماتدور الإسباني.
ويعشق الهولنديون الاختراق والهجوم السريع والكثافة العددية إلا أنهم ربما سيتعين عليهم أن يواجهوا مباراة في الشطرنج في خط الوسط إذا ما أرادوا تجنب مصير الألمان.
وفازت البرازيل بعدد قياسي لبطولات كأس العالم بلغ خمس مرات بينما توجت إيطاليا بأربعة ألقاب وحققت ألمانيا اللقب ثلاث مرات. وفازت الأرجنتين وأوروجواي باللقب مرتين لكل منهما وفازت إنجلترا وفرنسا باللقب مرة واحدة لكل منهما.