يدور حول غار المسك في جبل أُحد بالمدينةالمنورة كثير من الأقاويل والآراء والقصص، فهناك من يقول إن رائحة المسك تروج داخله نتيجة سقوط قطرات من دم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعد دخوله إليه بعد «معركة أُحد»، وهناك من يطلق عليه غار «الطاقية» أو الخوذة نسبة إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم دخله أثناء المعركة واصطدمت خوذته بمدخل الغار. من جهته، نفى الباحث في تاريخ المدينةالمنورة عزالدين المسكي الروايات والقصص التي يتم تداولها من العامة حول الغار، إذ لم يثبت ذلك، كما نفاه مؤرخ المدينة السيد السمهودي رحمه الله. وينحاز المسكي إلى الآراء التي تقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم صعد إلى جبل أُحد ودخل الغار حينما اهتز الجبل في القصة المعروفة، وكان برفقته أصحابه الصديق والفاروق وذو النورين رضي الله عنهم، إذ قال: «اثبت أُحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان» بحسب الحديث الشريف. وأضاف: «من خلال البحث وجدت أن كثيراً من الأماكن الأثرية المشتهرة بين الناس لها أصل ظني ولم يكن لها دليل قطعي، وأطالب الجهات المعنية بالمحافظة على هذه الأماكن التاريخية والأثرية وإبرازها للجمهور بطريقة تليق بأهميتها الكبرى، لارتباطها بالسيرة النبوية التي هي جزء من ديننا وثقافتنا وهويتنا الإسلامية والعربية». وأوضح الباحث التاريخي في آثار المدينة فؤاد المغامسي ل«الحياة» أن «جبل أُحد» الواقع شمال المدينةالمنورة يعتبر من أبرز الحدود الطبيعية للمدينة، وله مكانة مهمة في السيرة النبوية، إذ ارتبط ارتباطاً وثيقاً بغزوة أُحد التي سميت باسمه، ويقع الغار الذي يعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم ارتقى إليه، في سفح الجبل من الجهة الجنوبية، وهو مطل على بعض المنازل. وقال: إن بعض المواقع التراثية لم يهتم بها ولم تثبت مواقعها بسبب القاعدة الفقهية التي استندت عليها بعض الجهات، سد باب الذرائع، ما جعلها مهملة، مضيفاً: «على هيئة السياحة والآثار وضع لوحة إرشادية حول الغار توضح مدى صحة القصص بلغات عدة، والموقف الشرعي والتاريخي منه، ووجود مرشدين تابعين لها للتوضيح والإرشاد، وأيضاً زيادة الوعي بأهمية الأماكن التاريخية كونها تاريخية ليس إلا». ويفيد بأن ما يذكر عن غار المسك أو غار الطاقية في جبل أُحد والمناداة بالحفاظ عليه ليس لها أساس من الصحة، وأضرت تلك الروايات بالمعالم التاريخية المثبتة التي حصرتها هيئة السياحة والآثار وغيرها من الجهات الرسمية في كتبها وبياناتها، ولفت إلى أن ادعاء آثار لا صدقية لها، أضر بجهد المهتمين والمنادين بالحفاظ على المعالم التاريخية المثبتة.