بعد مضى 16 يوماً على كارثة نوفمبر، شهدت أول من أمس قائمة المفقودين التي حوت في حناياها 48 اسماً تطورات لافتة، عقب العثور على خمسة منهم أحياء، في منحى رسم الفرحة وبث الأمل في نفوس ذوي المفقودين الآخرين بعودة الغائبين بصحة جيدة. وتقلصت القائمة إلى43 مفقوداً بعد أن اتضح أن أربعة سعوديين من أسرة واحدة عادوا إلى ذويهم الذين أبلغوا الجهات المختصة عن فقدهم، ولم يبادروا بسحب البلاغ وإخطار الدفاع المدني عن عودتهم، فظلت أسماؤهم في قائمة المفقودين حتى اكتشف ذووهم خطأهم وعادوا أول من أمس لتداركه، والإبلاغ عن عودتهم، أما الخامس طفل سعودي في الرابعة من العمر احتفظت به أسرة تشادية، مشيرة إلى أن ما منعها من تسليمه طيلة هذه المدة عدم قدرته على الكلام أو تحديد مقر أسرته أو اسمه. وكان كل من كمال حسن عبدالله النخلي ومهدي حسن عبدالله النخلي وإلهام حسن عبدالله النخلي وفاطمة حسين فراج عبدالله النخلي، تغيبوا عن منزلهم بعد السيول، واضطرت أسرتهم إلى إبلاغ الجهات المختصة عن فقدهم، بيد أن الغائبين عادوا من دون أن يسحب ذووهم البلاغ، فظلت أسماؤهم مدونة في قائمة المفقودين ولم يُزلها سوى إصدار القائمة، ما أجبرهم على تدارك خطئهم والمسارعة إلى إبلاغ الدفاع المدني حول عودتهم. أما طفل الرابعة عبدالرحمن عطية الشهابي فكان افتقده ذووه في سيول كيلو 11، وتلقفته أسرة تشادية منذ ذلك اليوم، ولم تقرر تسليمه للجهات المختصة حتى أول من أمس، بحجة أنه لا يستطيع الكلام ولم يحدد مقر أسرته أو اسمه، ما اضطر الجهات الأمنية إلى استجواب الأسرة عن دواعي التأخير في تسليم الصغير إلى جهاز أمني حتى وإن كانت لا تمتلك معلومات عن هويته. وفي السياق ذاته، شهد تقرير الدفاع المدني ليوم أمس ارتفاع حصيلة ضحايا سيول جدة إلى 120 شخصاً بعد العثور على جثة إلى جوار قاعدة الملك فيصل البحرية يجري العمل على تحديد هويتها، فيما سجلت قائمة المفقودين 43 اسماً وفق ما ذكره مدير المركز الإعلامي لمواجهة الحالة الطارئة في محافظة جدة العميد محمد بن عبدالله القرني، الذي كشف ل «الحياة» عن أن هناك آلية جديدة في أعمال البحث بدءاً من يوم أمس وتستمر إلى الجمعة المقبل، ومن ثم يجري العمل على تغيير أو الاستمرار بها وفق ماتحققه من نتائج. وأوضح أن أعمال البحث متواصلة في المواقع كافة، مشيراً إلى وجود تركيز على مواقع تحمل أهمية قصوى في أعمال البحث وهي حرم جامعة الملك عبدالعزيز وحي الحرازات وحي الصواعد بشقيه الشمالي والجنوبي. وأكد العميد القرني أنه جرى التنسيق مع عدد من جهات خبيرة داخل وخارج السعودية للاستفادة منها في أعمال البحث، موضحاً أن جميع ساكني الشقق مدد لهم السكن لمدة أسبوعين آخرين وتوفير الإعاشة لتلك الفترة حتى الانتهاء وجاهزية مساكنهم للعودة إليها.