استؤنفت في جنيف أمس، جلسات الحوار الليبي التي انطلقت في 15 الشهر الجاري، بهدف التوصل إلى حل للأزمة في البلاد، عبر وقف النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وأعلنت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا التي ترعى الحوار، توسيع دائرته ليشمل أربعة مسارات، بين المجالس البلدية المنتخبة والتشكيلات المسلحة والتيارات السياسية والأحزاب، إضافة إلى ما وصفته بالنسيج الاجتماعي المشكل من مشايخ وأعيان قبائل ومناطق. واستؤنف الحوار بحضور ممثلين عن طرفي النزاع في مجلس النواب المنعقد في طبرق وفاعليات سياسية واجتماعية، في غياب المؤتمر الوطني العام (المنتهية ولايته) الذي قرر المقاطعة. وعلمت «الحياة» أن جلسة حوار ستعقد غداً الأربعاء، وتضم ممثلي 12 مجلساً بلدياً وافقت على الحضور، وهي طرابلس ومصراتة والزنتان والبيضاء وبنغازي وطبرق وسبها والقطرون ومرزق وغات ونالوت والزاوية. ومن شأن ذلك أن يسحب المبادرة من أيدي القوى المتحاربة التي تستمد قوتها من تجنيد شبان من مختلف المناطق والمدن، إضافة إلى رهان الأممالمتحدة على دعم أعيان ومشايخ القبائل للحوار. ترافق ذلك مع عملية تبادل محتجزين بين غريان من جهة والزنتان والرجبان وورشفانة من جهة أخرى، وتمت العملية في بلدية الأصابعة يوم السبت الماضي وشملت 70 محتجزاً. ورحّب السفير البريطاني لدى ليبيا مايكل أرون بعملية تبادل المحتجزين، واعتبر في تغريدة على صفحته في موقع «تويتر» عمليات الاعتقال التي تقوم بها الأطرف، إجراء غير قانوني وغير مقبول، وطالب بضرورة الإفراج عن جميع المحتجزين. ودعا أرون إلى بدء المصالحة بين الأفراد والأسر والمدن، دعماً للحوار السياسي الذي ترعاه الأممالمتحدة. ويأمل مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا في أن يؤدي الحوار إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكنه يرى أن خطوات صغيرة مثل وقف إطلاق النار في مناطق معينة وتبادل الأسرى، خيار عملي أكثر وقابل للتحقيق ويشكل بداية جيدة. على صعيد آخر، أفرج خاطفون عن وكيل وزارة الخارجية حسن الصغير بعد 24 ساعة من خطفه من غرفته في فندق في البيضاء (شرق) تتخذ منه الحكومة مقراً لها. ووعد الصغير بالتحدث عن ملابسات خطفه لاحقاً، فيما أفادت تقارير بأنه تم التعرف إلى رأس المجموعة الخاطفة، وهو ينتمي الى الشرطة. وأكدت مصادر في وزارة الداخلية أنها تعتزم نشر صورة للمشبوه الذي توارى عن الأنظار. وترافق استأنف الحوار في جنيف أمس، مع تصعيد عسكري ملفت على الأرض، إذ شنت قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر غارات جوية على مواقع في منطقة الجفرة (جنوب) وعلى منطقة بئر الغنم (غرب البلاد)، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات حفتر والإسلاميين في بنغازي وتركزت في منطقتي الليثي وقاريونس. واستنكرت رئاسة الأركان التابعة للمؤتمر الوطني المنعقد في طرابلس، غارات حفتر، واعتبرت أن «هدفها توسيع قاعدة الصراع من أجل إعاقة المساعي المبذولة لنقل الحوار إلى داخل ليبيا». كما استنكرت رئاسة الأركان تهديد قوات حفتر باستهداف ناقلة وقود متجهة إلى مصراته. في الوقت ذاته، أكد مصدر في «مجلس شورى الثوار» في بنغازي أمس، مقتل أكثر من 30 عنصراً من قوات حفتر خلال مواجهات عنيفة في منطقتي الليثي وقاريونس. وأشار المصدر إلى أن مقاتلي المجلس الإسلاميين، أسروا 3 عناصر من قوات حفتر في المواجهات التي اندلعت على خلفية تقدم مقاتلي المجلس في محور بوهديمة – الليثي. في المقابل، تحدثت مصادر قوات حفتر عن سقوط 13 قتيلاً و38 جريحاً في اشتباكات بنغازي، واتهمت تنظيم «أنصار الشريعة» المتشدد بقصف مبان سكنية.