تأخرت هذا العام بالمعايدة لأن عيدنا كان أعياداً! فرحتنا بفطرنا الذي لا تضاهيه فرحة، ثم اليوم الوطني ومعه افتتاح صرح علمي عالمي في بلادنا. ياه فإذا حلمت وقلت لكم إننا قد نصل إلى يوم لا نعود فيه محتاجين إلى الغرب ولا إلى الشرق، فهل ستصدقونني؟ وإذا قلت لكم ان الكثير من دول العالم تشتهي بعض ما يجري عندنا، فهل ستصدقونني؟ لا، لا، لن تصدقوني، ستعتبرونه ضرباً من الجنون. نعم، وقد تكونون على حق إذا لم تستغلوا الفرص، والفرص اليوم كثيرة، وأرجوك ألا يذهب عقلك إلى الفرص المادية، إلى تكوين الثروة وتجميع الأموال، فالثروة الحقيقية في العقل في الفهم في العلم في الوجدان. الثروة الحقيقية في الشباب، ونحن لن نحقق أي نجاح ما لم نحسن في شكل مستمر عملية تعليم أولادنا وبناتنا، إن لم نرعاهم في التنشئة والعلم والثقافة، ففي هذا خيرهم وخيرنا. فأنت تستطيع أن تسرق من الإنسان أمواله وعاطفته وما شئت، إلا علمه وروحه وثقافته، فهذه كلها أشياء لا تخضع لعالم الأموال ولا سابك ولا كيان ولا ينساب. إنها ثروة تفوق ثروات النفط والغاز والذهب وجميع المعادن مجتمعة. إنه العلم الذي يحتاج إلى الوعي الكافي والتخطيط السليم والتفكير الصحيح. إذن العلم في حاجة إلى حكومة تقدره وتهتم به، في حاجة إلى حكومة تسأل وتقرر وتخطط وتنفذ، وإنها حكومة السعودية المهتمة اهتماماً عالياً بحركة التعليم، فيا هناكم، لأنني وأنتم تعرفون بلاداً يهاجر أبناء شعبها منها ويتركون أهلهم إما لمتابعة التحصيل العلمي أو البحث عن لقمة العيش. فيا هناكم بمملكتكم ويا هناكم بملككم، فلهذه المملكة ملك يطور في شكل مؤثر عملية تعليم أولاده وبناته، لهذه المملكة ملك همه تحسين النبوغ الأكاديمي ووقف أي تراجع في مستوى المدارس والجامعات، لهذه المملكة ملك يقدم المنح للنابغين والموهوبين والعاديين أيضاً من أبناء شعبه ليواصلوا نبوغهم ويصلوا إلى أعلى المراتب، لهذه المملكة ملك يفتح الجامعات ويبتعث كل من رغب في مواصلة تعليمه محلياً وعالمياً. إنه ملك يهتم بالطلبة ويؤمن لهم المستقبل اللائق بكراماتهم وطاقاتهم الفكرية والعقلية والعلمية والثقافية. إنه ملك يساهم في نمو هذه البراعم الصغيرة وتفتحها وصقل مواهبها وإمكاناتها بما يتفق وأحدث أساليب التربية والقيم المعاصرة بكل جدية وشمولية لدفع العقل الغض نحو مناهل العلم والمعرفة، وها هو نهر العلم ينساب وعلى ضفافه المدارس والجامعات، فهل سنعب ونشرب؟ وهل ستساهم كل أم وكل أب في الحث على العلم والعمل؟ وهل سيعطي كل معلم ومعلمة من قلبه وعقله وفكره أفضل ما عنده لتعليم هذا النشء؟ وهل سنحافظ كلنا على حرمة جامعاتنا ومدارسنا؟ أم أن كل هذه الجهود وهذه الملايين ستنفق سدى؟ هل سيستفيد كل منا من هذه الفرصة الذهبية التي تحلم بها الأمم؟ وهل سنستفيد من كل علوم ومعارف ومناهج وثقافة كل خريج ونوظفه في المكان المناسب وفي القطاعين الخاص والعام؟ وهل سنعطي كل متعلم حقه، وكل أستاذ قدره، وكل معلم انحناءة احترام وشكر؟ يا جماعتي، يا أهلي ويا ناسي أذكركم بمقولة: من علمني حرفاً صرت له عبداً. وها آنذا أقدم احترامي وولائي لكل من ساهم ويساهم مع مليكنا في الحركة التعليمية التطويرية هذه وقد قالها أوباما من شهرين فقط: «أميركا لن تحقق أي نجاح من دون تحسين عملية التعليم». عفواً أوباما إن كانت حقيقة العلم في أميركا ساطعة كالشمس، إلا أن عبدالله هو شروق شمس العلم على مملكتنا، ومن يدري أن يأتي يوم ننافس فيه الغرب. ياه... كم أنا خيالية، لكنه خيال علمي، فلنساعد ملكنا لتتحقق أحلامنا لواقع علمي... يا ربي كن معه وكن معنا. خلف الزاوية يا من منحتك فرصة لتكون ظلي إنما أصبحت شمسي بل محوت جنون أمسي فانصرفت إلى الحقيقة باختصار ونفضت عن قلبي الغبار [email protected]