حذّر وزير الزراعة السعودي فهد بالغنيم، من «اندفاع بعض المستثمرين السعوديين إلى الاستثمار الزراعي في الخارج» من دون درس كافٍ، مشيراً إلى وجود «أخطار في هذا المجال تختلف درجاتها من دولة إلى أخرى». وأوضح أن اختيار بلد الاستثمار «يعود إلى المستثمر ذاته وليس إلى صندوق التنمية الزراعية». وقال: «سننتظر عامين أو ما يزيد قليلاً لنشاهد منتجات الاستثمار الزراعي الخارجي في الأسواق السعودية». وأعلن بالغنيم بعد تدشينه الموقع الإلكتروني لمبادرة الملك عبدالله للاستثمار الزراعي في الخارج على شبكة الإنترنت في وزارة الزراعة أمس، أن الوزارة وصندوق التنمية الزراعية (الذراع الرئيسية للتمويل) «سيضعان إمكاناتهما لخدمة المستثمرين الزراعيين في الخارج، ولتأمين القدرات المالية المفترض تسخيرها لضمان نجاح تلك الاستثمارات». ولم يحدّد حجم الاستثمار الزراعي المتوقع ضخه خلال العام المالي الجديد، «لأنّ ذلك يعود إلى مشاريع المستثمرين المقترحة». ونفى تأثير الإقراض الخارجي في برامج صندوق التنمية الزراعية الداخلية، مؤكداً أن لدى الصندوق «التصور الكامل والآلية التي بموجبها يُقرض المزارعون داخل المملكة»، مضيفاً أن الاستثمارات الزراعية «طويلة المدى وتختلف عن المشاريع الأخرى». مخاطرة عالية وأوضح رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الزراعية عبدالله الربيعان أن الصندوق «لن يفرق بين أي مستثمر كان، وهو ما أكده الوزير نفسه». وقال: «الاستثمار الزراعي في أرجاء العالم فيه مخاطرة عالية ولا يحظى بإقبال كبير عليه، بسبب مردوده المادي القليل بدليل الشح فيه خلال الأعوام ال30 الماضية». وأشار إلى وجود «نفقات إدارية ستؤخذ من المستثمر في حال منحه القرض تحددها نوعية الاستثمار». وأعلن أن «قيمة الحد الأعلى للقرض الاستثماري لا تزيد على 60 في المئة من التكاليف الاستثمارية». وأشار مدير مكتب مبادرة الملك عبدالله للاستثمار الزراعي في الخارج سعد بن عبدالله خليل إلى جوانب مختلفة عن الموقع، وأهم الخدمات التي يقدمها للمستثمرين، مثل تعبئة طلبات الاستثمار إلكترونياً من خلال تعبئة الاستمارة الموجودة في الموقع، وترسل آلياً إلى مكتب المبادرة ودراستها واستكمال إجراءاتها. كما سيوضح الموقع للمستثمرين، الدول المستهدفة للاستثمار الزراعي في الخارج، بما في ذلك معلومات مبدئية عن مقومات الاستثمار والفرص الاستثمارية فيها، وما يتعلق بقوانين الاستثمار الخاصة بكل دولة وشروطه وفق المتاح والمنشور في هذا المجال. وذكر أن الموقع «يشمل السلع الزراعية الأساسية المهمة للأمن الغذائي في إطار مبادرة الملك عبدالله للاستثمار الزراعي في الخارج، فضلاً عن معلومات مفيدة للمستثمرين وروابط مهمة ذات علاقة. وتوقع أن يساهم تدشين الموقع في تفعيل المبادرة وإيضاح الصورة الحقيقية لها الهادفة إلى المساهمة في الأمن الغذائي الوطني والإقليمي والعالمي.