افتتح مهرجان التصوير الصحافي «فيزا بور ليماج» في بربينيان (جنوبفرنسا) محتفلاً بمرور 25 سنة على تأسيسه مع 25 معرضاً في رهان على مستقبل مهنة تعاني أزمة متفاقمة. وفي برنامج أكبر مهرجان دولي مكرس للتحقيقات المصورة الذي يستمر حتى 15 أيلول (سبتمبر) الجاري، معرض استعادي للمصور البريطاني العملاق دون ماكولين، وهو أحد أرباب التحقيقات المصورة بالأبيض والأسود. وسيعود ماكولين الذي يبلغ الثامنة والسبعين بالزمن في مسيرته المهنية التي قادته إلى تصوير الاضطرابات الأهلية في قبرص عام 1964 وحرب فيتنام الطويلة ونزاعات أفريقيا والشرق الأوسط فضلاً عن فرقة «البيتلز». وسيعرض جواو سيلفا المصور البرتغالي المقيم في جنوب أفريقيا والذي بترت ساقاه بعدما انفجر فيه لغم في أفغانستان في تشرين الأول (أكتوبر) 2010، مجموعة من تحقيقاته التي نشرت في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية. وسيقدم فيل مور المصور البريطاني الشاب الذي يتعاون مع وكالة «فرانس برس»، معرضاً حول المتمردين الكونغوليين في حركة «إم 23». أما رافايل فابريس فقد تتبع وحدات الشرطة التي انتقلت إلى مدن الصفيح في ريو دي جانيرو لمكافحة الجريمة المنظمة مع اقتراب كأس العالم لكرة القدم في عام 2014 ودورة الألعاب الأولمبية 2016 اللتين تستضيفهما البرازيل. وسيكرم مصوران من وكالة «فرانس برس»، مع عرض تكريماً لقيس حسين المصور الصحافي الأفغاني الذي توفي في سن الخامسة والعشرين، فضلاً عن عرض تحقيقات خوسيه كابيثاس حول عصابات أخطر الأحياء في عاصمة السلفادور. واستقبلت دورة عام 2012 حوالى 221 ألف زائر، وهو عدد يشهد ارتفاعاً متواصلاً منذ إنشاء المهرجان في عام 1989، في حين أن المهنة تعاني أزمة. ويقول جان - فرنسوا لوروا مؤسس المهرجان: «ثمة تناقض هنا، فعدد الزوار يرتفع من سنة إلى أخرى، وأعرض صوراً لم تعد الصحف تنشرها لأن مسؤولي التسويق فيها يقولون لها إن هذه الصور لا تهم الجمهور». وتعاني المهنة التي شهدت اضطرابات بسبب حلول العصر الرقمي، وتراجعاً لا بل اختفاء وكالات الصور الكبيرة، في الصميم من وابل صور الهواة الناجمة عن انتشار الهواتف الذكية. يضاف إلى ذلك الأزمة التي تمر بها الصحافة التي تميل إلى خفض الطلب على التحقيقات المصورة. ويؤكد جان - فرنسوا لوروا أن «الأجواء لا تدفع إلى الحماسة في هذه المهنة. عندما بدأت فيزا بور ليماج (1989) كنا نعرف مئات من المصورين الذين يعيشون بكرامة من نشر تحقيقاتهم في الصحف. ولم تعد الحال كذلك بتاتاً اليوم». وكتب لوروا على الموقع الإلكتروني للمهرجان إن «المجلات كانت تنتج كثيراً والوكالات كانت مزدهرة والمصورين الموهوبين يعملون بفرح وفي ظل ظروف مادية جيدة... باختصار لقد ولى هذا الزمن». وقال بأسف: «اليوم تستمر بعض المجلات بالإنتاج لكن عددها يتراجع باستمرار وبكلفة أقل دائماً. وقد اختفى عدد كبير من الوكالات أو أنها لم تعد ما كانت عليه، وهذا أسوأ».