تحدثنا أثير (10 أعوام) عن أول مرة صامت فيها رمضان، إذ كان عمرها تسعة أعوام، تقول: «بداية كنت أصوم صوم الدجاج، مثلما يقولون في عائلتي، إذ كنت أصوم يوماً وأفطر اليوم الآخر إذا اشتد جوعي، وفي اليوم الأول من صومي كنت أسأل كثيراً عن موعد الأذان، وكنت أطلب الطعام ولكن أمي تصبرني بقولها لم يبق إلا القليل وسنفطر جميعاً إلى أن أعدت الصيام، ولأن أمي ذكرت لي فضل صيام رمضان، وعلى الأجر الذي أحصل عليه بفضل ربي، وأن الصيام هو الركن الثالث من أركان الإسلام، كان دافعاً قوياً لأن أفعل مثلما يفعل الجميع وأصبر على الصيام ولا أطلب الطعام مثل اليوم الأول الذي صمت فيه، إذ كنت أتساءل كيف يصبر الكبار على الصيام، ولكن علمت بأن هدفهم أسمى من الأكل والشرب، فكانوا يستطيعون الصيام، وحين كنت أرى صغار عائلتنا يدّعون الصيام ثم يختبئون خلف الباب ليشربوا الماء لكني لم أفعل مثلهم، وكنت أردد عليهم بأن الله يرانا إلى أن ابتعدوا عن فعلتهم هذه وأصبحنا نتنافس من الذي يكمل مدة الصيام، وفي يوم من أيام رمضان كان اجتماع عائلتنا وكنت ألعب مع الأطفال وقت العصر وشعرت بالعطش الشديد وتناولت كأس الماء وشربته كله وفسد صومي، ولكني لن أعيدها في رمضان هذا العام، ولن ألعب إلا بعد الإفطار حتى لا أشعر بالعطش والتعب، ومن الأشياء المحببة لي فعلها في رمضان مساعدة أمي في المطبخ، ومن ثم إعطاء الجيران بعضاً من أطباق فطورنا، وأخيراً تتمنى أثير للصغار بأن يساعدوا أمهاتهم في رمضان، ولا يضيعوا أوقاتهم في مشاهدة التلفاز، وتنصح الأطفال الذين لم يصوموا بتاتاً بأن يحاولوا الصيام ولو نصف اليوم كبداية حتى يتعودوا، وأن يتذكروا الأجر العظيم الذي سيحصلون عليه.