كشفت مستشارة تربوية واجتماعية عن ارتفاع حالات التحرش الجنسي بالأطفال خلال الأعوام الأخيرة، لافتة إلى نتائج دراسة تم إعدادها في المملكة، أوضحت أن «طفلاً واحداً من بين كل أربعة أطفال يتعرض إلى التحرش الجنسي»، بحسب المستشارة الدكتورة شيخة عودة العودة. ونفذت الدراسة الأستاذ المساعد في جامعة الملك سعود بكلية التربية وقسم علم النفس الدكتورة وفاء محمود، التي شددت على أهمية «وقاية الطفل من عملية التحرش، التي تُعدّ من الأمراض الاجتماعية المنتشرة في الوقت الراهن». وتطرقت العودة إلى دراسة أجريت في السعودية حول إيذاء الأطفال جنسياً، نفذتها منيرة عبدالرحمن في2002، أوضحت أن «49.23 في المئة ممن هم في سن ال14 من إجمالي عدد السكان، تعرضوا إلى التحرش الجنسي». وذكرت العودة خلال محاضرة عن «التحرش الجنسي والمراهقة»، نظّمها قسم رعاية الأيتام في مكتب الإشراف الاجتماعي النسائي بالمنطقة الشرقية، بحضور 75 من الأسر الحاضنة، أنه «ما زالت نسبة الاعتداءات الجنسية على الطفل غير المعروفة داخل الأسرة (سرية)، بسبب تكتم الأطفال أو حتى الأسر نفسها، خوفاً من المعتدي القريب أو حتى الفضيحة». وعددت المستشارة التربوية والاجتماعية أهم أسباب وقوع التحرش «تهاون الأم بالذات، والتساهل مع السائق أو العاملة، أو ارتداء الملابس غير الساترة للبنات والأولاد، إضافة إلى التساهل في إرسال الأطفال إلى البائع القريب من المنزل، أو عند توصيله من خلال أحد الأقرباء، أو التهاون في نوم الأبناء في غرفة نوم الآباء، أو العكس». وأوصت الأهل في حال وقوع التحرش ب «الحفاظ على هدوء الأعصاب وعدم تهديد الطفل، فهو بحاجة إلى الأمان والهدوء والدعم». وأكدت العودة ضرورة «عدم استسلام الأهل لتأنيب الذات واللوم، ما ينسيهم من هو المعتدي الحقيقي، الذي يجب أن ينال عقابه، وعدم إلقاء المسؤولية على الطفل أو استعمال لغة الطفل وعدم تبديل ألفاظه أو الكلمات التي يستخدمها، لأن راحة الطفل هي المهمة في هذه الأوقات». كما دعت إلى «تصديق الطفل فربما لا يقول كل شيء، ليس لأنه يكذب بل لأنه خائف، فكلما كانت الثقة قوية يكون الطفل أدق في وصفه للحدث». وقالت: من الضروري تعليم الطفل كيفية التوجّه إلى أشخاص آخرين باستطاعتهم المساعدة، والاستعانة بمرشد نفسي في حال عدم القدرة على السيطرة على غضبهم». ولتجنب التحرش؛ أوصت ب «تعويد الأطفال على قراءة المعوذات، وأن يحكي كل شيء لأمه، إضافة إلى وضع برامج ومناهج تثقيفية لتوعية الأطفال والأبناء بمقاومة التحرش في المدارس، وتزويدهم بمهارات الدفاع عن النفس وحسن التصرف، وأرقام الجهات الأمنية المختصة، أو أقرب جهة بإمكانها المساعدة»، منوهة إلى أهمية «توعية الأمهات بمسؤوليتهن والأمانة المكلفات بها». وتطرقت العودة في محاضرتها إلى كيفية الاستعداد لمرحلة المراهقة بنجاح، وضرورة «التحلي بالصبر، وتفهم طبيعة المرحلة، إضافة إلى أهمية تعلم فن الحوار، والتعوّد على تربية الجوهر».