أكد وزير الداخلية اللبنانية نهاد المشنوق أن «لبنان بلد التنوع والاتفاق، وليس بلداً إسلامياً، بل هو بلد كل الطوائف، ومن لا يرضى لا يرضى»، معتبراً أن «الاعتدال أصعب من التطرف وهو ما تمثله بيروت، والغلو والمبالغات واستعمال الدين كواجهة سياسية هي الأسهل وتؤسس للعصبية، لكن هذا ضد الدين بمضمونه لأن الدين هو تسهيل حياة الناس». ورأى المشنوق أن «بعضهم يحمل علماً أسود في طرابلس وغيرها عليه كلمات مقدسة وهي الأولى والأصدق بديننا كمسلمين، ويعتبر أن هذا العلم هو علم دولة الإسلام». وقال: «ليست الراية راية ولا الكلام مقدساً عندما يذبح عسكري لبناني تحت العلم الأسود»، مشدداً على ان «هذا ليس بالإسلام، ولبنان ليس دولة للمسلمين وحدهم والعشرات ممن ساروا في طرابلس لا يمثلون المدينة وأهلها، لأن ما قاموا به هو اعتداء على المدينة والدين والإسلام وهو تشويه للدين». ورأى المشنوق خلال حفلة تكريم له أقامتها جمعية متخرجي المقاصد الإسلامية في بيروت أن «الفراغ في رئاسة الجمهورية لا يملأ بأن نعطل المجلس النيابي أو الحكومة، لأنه بذلك يكون الفراغ ينسحب على الجمهورية وليس على المجلس النيابي أو الحكومة». وقال: «الأهم ما فعلته المملكة العربية السعودية قبل المساعدات وهو يقظتها لمكافحة التطرف، ونحن لنا مصلحة بذلك قبل السوريين والعراقيين، لأننا لا نقبل ولا للحظة بأن يكون وضع المسيحيين في لبنان كما حصل في سورية والعراق من باب حفظ توازن البلد وحكمة وعقل البلد، ومن دون ذلك تنتقل الحرائق إلينا كما في سورية والعراق». ولفت إلى أن «نتائج التنسيق بين قيادتي قوى الأمن الداخلي والجيش ممتازة، وأعطت نتائجها حتى الآن، وما يسمع من مشاكل منذ سبعة أشهر وحتى اليوم أقل بكثير مما كان يمكن أن يحصل سابقاً». وقال: «لفتني كلام رئيس الجمعية (متخرجي المقاصد الإسلامية محمد مازن الشربجي) عن مسألة العلاقة بين قيادتي قوى الأمن الداخلي والجيش، هذه نقطة أساسية كانت في عقل الرئيس رفيق الحريري وحاول أن يرتبها دوماً، لكن الوصاية السورية كانت تمنع نشوء هذه العلاقة على أسس طيبة وعاقلة ومتينة، كان همّ الرئيس الشهيد في وزارة الداخلية كيف تنشئ قوى الأمن مؤسسة أمنية جدية شريكة في القرار الأمني اللبناني وليست شاهدة على عمل الآخرين. ما كان لهذا الأمر أن يتم إلا من خلال علاقة صحية وسليمة مع الجيش»، لافتاً إلى أنه «في الأشهر الستة الأخيرة استطعنا تحقيق جزء جدي من العلاقة مع قيادتي قوى الأمن والجيش، إذ تبيَّن من التجربة الحكومية أن لا يكون للأمن جدياً إلا في التعاطي مع الجيش». وتابع: «حضرت ثلاثة اجتماعات في وزارة الدفاع قلت لهم: أمثل جهة سياسية معنية بالأمن في البلد قبل أي شيء آخر، وبيروت عاصمة، الجميع يعلم مدى أهمية الأمن فيها، فأنا ومن أمثل لا يمكن أن نكون شاهدين بل شركاء في القرار والتنفيذ والنتائج». وأعلن عن «تحقيق ما نسبته 40 في المئة من النجاح في نتائج التنسيق، وقوى الأمن الداخلي بتعدّد فروعها وخصوصاً شعبة المعلومات إحدى أهم مراكز الاستشعار في المسائل الأمنية في البلد أعطت نتائج ممتازة حتى الآن، وما تسمعون عنه من مشاكل منذ سبعة أشهر حتى اليوم أقل بكثير مما كان يمكن أن يحصل». وأشار إلى أننا «على خط الحرائق، بدأ بالحريق السوري منذ 3 سنوات وبعده الحريق العراقي، وبفضل وعي اللبنانيين وهذه الشراكة حصل ما هو محدود جداً على عكس الشائع». وقال: «عاشت الحكومة السابقة ثلاث سنوات، اعتقد مريدوها أن باستطاعتهم أن يغيّروا الدنيا والآخرة في البر والبحر والجو، وأنهم قادرون على إلغاء الآخرين، لكن تبين أنه بعد ثلاث سنوات لم يستطيعوا فعل شيء، فأعادوا الطلب للجلوس مع الذين يمثلون حقيقة، والحكومة التي مرّت كأنها لم تكن، هذا دليل على أن العقل والحكمة والاعتدال والنجاح الاقتصادي العظيم، هي التي تمثل بيروت». وكان عضو الجمعية خضر لاوند أشاد بمهمات المشنوق في الوزارة «على نحو يذكّرنا بمدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي عايشها وتربى بها وعلى نحو يجسّد بأمانة، نظرة الرئيس سعد الحريري إلى كيفية جعل السياسة في السلطة استمراراً». كما لفت الشربجي إلى أن «المشنوق هو من الشخصيات الوطنية الذي نجح وللمرة الأولى في لبنان بتفعيل التعاون والشراكة بين قيادتَي الجيش والقوى الأمنية والتي بدورها تقوم بالكثير من التضحيات الكبرى»، شاكراً «خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على المكرمة السخية على المؤسسة العسكرية». وحضر الحفلة ممثل الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة النائب عمار حوري، وممثل مفتي الجمهورية الشيخ مروان كصك وشخصيات.