ليس الغذاء غير الكافي أو الرديء النوعية السبب الوحيد الذي يؤدي إلى إصابة الأولاد بسوء التغذية في افريقيا، إذ قد تتسبب بعض البكتيريا المعوية بهذه المشكلة ايضا، على ما جاء في دراسة أميركية. وأجريت هذه الابحاث طوال ثلاث سنوات في ملاوي، وهي شملت 377 توأم منذ ولادتهم، فضلا عن فئران مخبرية. وبينت هذه الدراسة الممولة من مؤسسة بيل وميليندا غيتس ومن المعاهد الوطنية للصحة في الولاياتالمتحدة كيف يؤدي خلل في النبيت الجرثومي المعوي، تفاقمه تغذية سيئة، إلى الإصابة بنوع من سوء التغذية يعرف بمرض الكواشيوركور. وشرح الطبيب جيفري غوردن من كلية الطب التابعة لجامعة واشنطن في سانت لويس وهو القيم الرئيسي على هذه الدراسة التي تشرت في مجلة "ساينس" الأميركية أن "إطعام الأطفال المواد الغذائية الغنية بالسعرات الحرارية لا يحسن النبيت الجرثومي المعوي إلا بصورة موقتة، وهو غير كاف لمعالجة هذا الخلل". وأضاف أن "نتائجنا تدفعنا إلى الظن أنه لا بد من اللجوء إلى وسائل جديدة لمعالجة النبيت الجرثومي المعوي عند هؤلاء الأطفال". ويذكر أن سوء التغذية منتشر في ملاوي، لكن الباحثين ركزوا في هذه الدراسة على مرض الكواشيوركور الذي يؤدي إلى انتفاخ البطن وتضرر الكبد وتقرح البشرة، فضلا عن فقدان الشهية. ولطالما تساءل العلماء لماذا يصاب بعض الاطفال بسوء التغذية، علما أن أطفالا آخرين من العائلة عينها يتناولون الاغذية نفسها ولا يعانون منه. وقد عززت نتائج هذا الدراسة أيضا من خلال تجارب إضافية أجريت على فئران مخبرية نقلت إليها البكتيريا المعوية التي كانت في أمعاء هؤلاء الاطفال.