لا يعرف عشرات الآلاف من سكان مدينة العامرات العُمانية، الواقعة بين جبال مسقط، أن اسم مدينتهم الذي اعتادوه لم يكن كذلك في مطلع النهضة التي شهدتها البلاد مع تولي السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم العام 1971. تغير اسم المدينة من «المتهدمات» إلى «العامرات»، وثمة فارق شاسع بين المعنيين، فالأول كان مرادفاً للمكان عندما لم تكن المدينة سوى بيوت تهدمت بفعل الهجرات السكانية والظروف المناخية في وقت لم تكن السلطنة تعرفت الى «الذهب الأسود» (النفط) الذي أشعل نهضة عمرانية واسعة في أرجاء البلاد. لكن «العامرات» ليست المدينة الوحيدة التي تغيّر اسمها، فمع جولات السلطان قابوس في ولايات السلطنة وزيارته قراها... رأى عدم ملاءمة بعض المسمّيات لأماكن كانت ترتبط بمسببات جغرافية أو تاريخية لها ظروفها. ويشير وزير الاتصالات السابق أحمد سويدان، وهو أحد المقرّبين من السلطان قابوس ورافقه في جولاته السنوية داخل مناطق السلطنة، إلى أن السلطان أوعز بتغيير المسمّيات التي لا تليق بالأماكن، ومن بينها قرية «وبال» (مصيبة) في وادي بني رواحة التي تغيّرت إلى «منال»، و «الحمّة» (الحمى) لتصبح «العافية»، وقرية أخرى في ولاية عبري كان اسمها «عقرب» فأصبحت «أرحب»، فضلاً عن أسماء كانت تشير إلى قبح معين، منها «قيقة» التي تحولت «فيحة»، و «الفاسقة» في مدينة صحار إلى «العفيفة»! ويتحدث سويدان عن فلسفة السلطان قابوس في إطلاق العديد من الأسماء التفاؤلية على الأماكن التي تستضيف مخيمه السلطاني خلال جولاته السنوية. ومن الأسماء التي سمّى بها مخيماته: «سيح المكارم» و «سيح المسرّات» و «سيح الراسيات» و «سيح الخيرات». والسيح هو السهل الممتد خارج عمران الولاية، ويقيم فيه السلطان بضعة أسابيع برفقة عدد كبير من الوزراء ورجال الدولة ويجتمع مع المواطنين في لقاءات مباشرة. ومن المقرر أن تبدأ جولته هذا العام خلال الأيام المقبلة لتكون في محافظة الداخلية.