بكين، موسكو - أ ف ب - انتقدت إيران وروسيا والصين بشدة خطة الرئيس باراك أوباما لمحاربة تنظيم «داعش»، وفيما أعلنت طهران أنها لن تكون جزءاً من تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة، وشككت في صدق نيات واشنطن، دعت كل من موسكووبكين «التحالف إلى احترام القانون وسيادة الدول». وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية مرضية أفخم إن التحالف الدولي الذي أعلن، بعد اجتماع الحلف الأطلسي في ويليز «يكتنفه الغموض. وهناك شك في مدى صدقيته وجديته في القضاء بشكل نهائي على ظاهرة الارهاب». وأضافت، تعليقاً علي الخطة التي اعلنها الرئيس باراك أوباما لمواجهة الإرهاب إن «بعض الدول المشاركة في التحالف من الداعمين الماليين والأمنيين للإرهابين في العراق وسورية، فيما الآخرون تقاعسوا في تحمل مسؤولياتهم، علي أمل في تطورات سياسية مطلوبة في العراق وسورية». وأفادت مصادر إيرانية بأن مسؤولين اجتمعوا بنظرائهم الأميركيين في أمكنة مختلفة لمناقشة أبعاد دخول «داعش» محافظة نينوي «وطرح الجانب الإيراني ما لدية من وثائق تثبت تورط دول إقليمية بدعم التنظيم»، وطالب الإيرانيون ب «تجفيف مصادر الإرهاب في المنطقة». ورأت هذه المصادر أن «إيران لا يمكن ان تكون تحت القيادة الأميركية لتنفيذ برنامج للقضاء علي ظاهرة كانت واشنطن ضالعة في تأسيسها منذ ثمانينات القرن الماضي». وأكدت افخم ان «السياسات المتناقضة، والكيل بمكيالين، واستغلال الإرهاب والتطرف، لم تؤد إلا الي ترويجه وظهور واجهات عدة لهذه الجماعات في مناطق مختلفة من العالم، وللجوء إلى أساليب استعراضية لم يحقق سوي التستر علي ماضي داعمي الإرهاب، واذا كانت هذه الدول جادة وخائفة من انتشار الإرهاب فما عليها إلا الابتعاد عن الشعارات، ووضع نهاية لسياساتها المتناقضة وتأكيد صدقيتها في إطار دولي واسع». ونفت أفخم المعلومات التي اوردها وزير الخارجية جون كيري من «أن يكون اجتماع جنيف الذي عقد في 4 الجاري بين الجانبين الايراني والأميركي وشارك فيه معاون وزير الخارجية وليم بيرنز، قد تتطرق إلى موضوع التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب». وكانت مصادر مطلعة قالت ل«الحياة» ان المفاوضين الإيرانيين لم يكونوا مخولين تناول مواضيع غير تلك المتعلقة بالمسألة النووية في اجتماع جنيف «الا انه قد تم السماح له بعرض موقف طهران وسماع وجهات نظر الطرف الآخر من دون التوصل إلى نتائج». إلى ذلك، اعتبر الرئيس حسن روحاني ان الارهاب والتطرف مشكلة کبري في المنطقة والعالم، داعياً كل الدول إلى التكاتف لمكافحته. وقال روحاني أمس في كلمة أمام قمة منظمة شنغهاي للتعاون الذي عقد في العاصمة الطاجيكية دوشانبه ان «مكافحة الارهاب ليست امراً سهلاً وهي في حاجة الي ارادة جماعية وقرار حازم». وطالب نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري منصور حقيقت بور الولاياتالمتحدة ب «إثبات عدم تورطها في تشكيل تنظيم «داعش» بدلاً من السعي إلى محاربته». وقال: «نحن نعلم ان مواجهة «داعش» كذبة كبري تحاول واشنطن تمريرها في المنطقة». في موسكو، (أ ف ب) قال الناطق باسم الخارجية إن أي ضربة أميركية موجهة إلى «الدولة الاسلامية» في سورية من دون موافقة الأممالمتحدة تشكل «انتهاكاً فاضحاً» للقانون الدولي. وزاد ان «الرئيس الاميركي أعلن احتمال ضرب مواقع الدولة الاسلامية في سورية من دون موافقة الحكومة الشرعية. إن مثل هذه المبادرة في غياب قرار من مجلس الأمن الدولي عمل عدائي وانتهاك فاضح للقانون الدولي». أما في بكين فقالت الناطقة باسم الخارجية هوا تشون ينغ إن «العالم يواجه تهديداً ارهابياً يمثل تحدياً جديداً للتعاون الدولي». وأضافت في تصريح إلى صحيفة يومية تعليقاً على تصريحات أوباما أن «الصين تعارض كل أشكال الإرهاب وتوافق ان على المجتمع التعاون لضربه ودعم جهود الدول المعنية للحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي، وفي الوقت ذاته يجب احترام القانون الدولي وسيادة واستقلال وسلامة أراضي الدول المعنية أيضاً». وتابعت أن بلادها «ترغب في استمرار المداولات والتعاون في محاربة الإرهاب مع المجتمع الدولي على أساس من الاحترام والتعاون المتبادل».