قبل أسابيع قليلة، احتضنت «مكتبة الإسكندرية» المؤتمر الصيفي الحادي عشر ل «الجمعية المصرية لأمراض القلب»، وحضره 4500 طبيب، تقدّمهم رئيس «الجمعية الأميركية لأمراض القلب» الدكتور وليام زغبي، وهو أميركي من أصل لبناني. وفي سياق المؤتمر، أعلن رئيسه الدكتور محمد صبحي أن «جمعية القلب الأميركية» قررت إنشاء شعبة علمية تعليمية في مصر بالتعاون مع نظيرتها المصرية، وأنها تضمّ 30 طبيباً شاباً. وكشف صبحي عن تخصيص 6 مراكز طبية مجانية في مصر لعلاج مرضى جلطات القلب خلال الساعات الأولى من الإصابة. وذكر أن هذا المشروع يُطبّق تماشياً مع المواصفات العالمية، مع تحمل وزارة الصحة مسؤولية نقل مرضى جلطات القلب إلى هذه المراكز في القاهرةوالإسكندرية. وأوضح أن هذه المراكز تنشأ بالتعاون مع «الجمعية الأوروبية لأمراض القلب». وأضاف أن الوصول المُبكر للمصابين بجلطات القلب لا يشمل كل المُصابين، حتى في الدول المتقدمة، إذ تصل نسبة من يصلون مبكراً إلى 30 في المئة في فرنسا وإيطاليا، ولكنها لا تتعدى 8 في المئة في مصر، مُبيّناً العزم على رفع هذه النسبة إلى 12 في المئة في السنة الأولى ثم 18 في المئة في السنة التالية، عبر رفع الوعي بهذا الإجراء، مع ملاحظة أن عدد مصابي الجلطات يصل إلى 600 مصاب لكل مليون من السكان. زغبي وأكد زغبي في المؤتمر أن تطورات كثيرة شهدها طب القلب خلال الفترة الأخيرة. وأضاف: «قبل عشرين عاماً، كنّا نعالج الارتجاف البطيني بأدوية لتسييل الدم، وحاضراً نعالجه بأدوية تعالج خلل كهرباء القلب مباشرة. وصار من المستطاع استبدال صمّامات القلب عبر تدخّل جراحي بسيط، هو القسطرة، ما يعني التخلي عن الجراحات الكبرى التي كانت ضرورية في تلك الحالات». وأعرب عن فخوه بكونه أول أميركي من أصل عربي يترأس «الجمعية الأميركية للقلب»، موضحاً أن هذه الجمعية تضم 40 ألف عضو. وأضاف: «أسعى إلى زيادة التعاون العلمي بين الجمعية ونظيراتها عربياً، وكذلك الحال بالنسبة للجامعات العربية. اتّفقنا مع الجمعية المصرية على عقد مؤتمرات مشتركة بالتناوب بين الإسكندرية وأميركا». وشهد المؤتمر تطبيقاً عملياً لاستخدام القسطرة في تشخيص أمراض القلب وعلاجها. وشهد عقد 120 جلسة تركزت في مشاكل تضخم عضلة القلب والمشروع القومي لعضلة القلب، وبحوث توسيع شرايين القلب، والعيوب الخلقية في القلب والشرايين. وناقش المؤتمر بحثاً عن اضطراب ضربات قلب الجنين للدكتورة هالة المرصفاوي، مديرة مستشفى الأطفال التابع لجامعة المنصورة (شمال مصر). وأشارت إلى أن نسبة الإصابة باضطراب ضربات القلب في الأجنة تتراوح بين 20 و30 في المئة في مصر. وأرجعت الإصابة بهذا الاضطراب إلى اختلال مناعة الأم أثناء الحمل وتعرضها للإصابة بأمراض تؤدي إلى تباطؤ ضربات قلب الجنين. وطالبت المرصفاوي اختصاصيي أمراض النساء والولادة بالكشف على قلب الجنين أثناء متابعة الحمل، خصوصاً في منتصف الحمل. وأشار الدكتور شريف الطوبجي، رئيس «الجمعية المصرية لأمراض القلب» إلى أن الجمعية تولي عناية لشباب الأطباء، وتسعى لرفع المستوى العلمي للبحوث في أقسام القلب في الجامعات المصرية. وتقدم الجمعية هذا العام 6 منح بحثية لأحسن البحوث المقدمة في أقسام القلب، كما تقدم منحة للتدريب في أحد المراكز العالمية المتخصصة. وأوضح الدكتور أشرف رضا، رئيس قسم القلب في كلية الطب في جامعة المنوفية (شمال مصر)، حدوث تطور كبير في أدوية التحكّم في سيولة الدم، موضحاً أن الأزمات القلبية الحادة الناتجة من قصور الشرايين التاجية مثل الذبحة الصدرية غير المستقرة والجلطات الحادة تأتي في مقدم هذه الأمراض التي نجح الطب في تخفيف مضاعفاتها.