«مسؤول صحي» يخالف قرار الوزير ويزيد ساعات العمل الرسمي من دون مقابل

ابتكر مسؤول صحي طريقة جديدة في إظهار الحزم الوظيفي مع زملائه عبر إجبارهم على الدوام نصف ساعة إضافية على الدوام الرسمي المقدر بثماني ساعات في اليوم، على رغم أن وزير الصحة شدد في تعميم رسمي على أن تكون ساعات الموظف ثماني ساعات في اليوم فقط.
واختار مساعد المدير العام للرعاية الصحية الأولية والطب الوقائي في منطقة الباحة عبدالله حسين الزهراني، إضافة نصف ساعة إلى الدوام الرسمي للعاملين في المراكز الصحية، وهو ما أثار جدلاً وغضباً كبيرين لدى العاملين المتضررين من القرار في المنطقة.وبحسب موظفين في صحة الباحة تحدثوا إلى «الحياة»، فإن الزهراني رفض كل اعتراضاتهم على الإجراء الذي وصفوه ب«السابقة في الدوام الرسمي للمؤسسات الحكومية»، لافتين إلى أن الزهراني ليس لديه مبرر مقنع لزيادة الدوام، وفيما تقدم العاملون في المراكز الصحية في منطقة الباحة بشكوى جماعية مكتوبة إلى المشرف الإداري على قطاع الباحة في وقت سابق، يتذمرون فيها من زيادة ساعات الدوام ومخالفة ذلك للوائح والأنظمة، فضلاً عن عدم مقدرتهم على الالتزام به، أيّد المشرف الإداري على قطاع الباحة شكوى العاملين بأهمية الالتزام بساعات الدوام الرسمي من دون زيادة، وهو ما يساعد العاملين على أداء عملهم بكل أريحية، بحسب ما ورد في تقرير رسمي (حصلت «الحياة» على نسخة منه).
لكن مساعد المدير العام للرعاية الصحية الأولية والطب الوقائي، واعتبر في خطاب حمل اسمه وتوقيعه، (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، أن إضافة نصف ساعة إلى الدوام الرسمي للعاملين في المراكز الصحية لا يتعارض مع الأنظمة، خصوصاً أنه استشار وزارة الصحة في هذا الإجراء قبل اعتماده، مشيراً إلى أن هذه المبادرة هي محاولة لتعويض النقص في ساعات العمل الأسبوعية للعاملين في المركز الصحية التي تعمل على نظام الفترة الواحدة، بهدف مساواتهم بزملائهم العاملين في المراكز الصحية التي تعمل على نظام الفترتين بما فيها يوم الخميس. ولم يكتفِ الزهراني بإجبار العاملين على زيادة ساعات عملهم لتصبح ثماني ساعات ونصف الساعة، بل زاد على ذلك رفض مطالبات العاملين في احتساب الزيادة في الوقت بمقابل مادي باعتباره خارج الدوام، بحسب العاملين الذين تحدثوا ل«الحياة»، وزوّدوا الصحيفة بتقارير رسمية تدعم شكواهم.
وكان آخر تعميم يتعلق بساعات الدوام ومهر بتوقيع وزير الصحة ووزع على مديريات الشؤون الصحية في المناطق، شدد على ضرورة عدم زيادة الدوام عن ثماني ساعات في اليوم بأي حال من الأحوال، وجاء في التعميم (حصلت «الحياة» على نسخة منه): «بشأن تنظيم الدوام المعتمد لتلافي السلبيات التي تم رصدها من العاملين والمراجعين، يكون الدوام من الساعة الثامنة وحتى الخامسة مساءً، أو من السابعة والنصف حتى الرابعة والنصف». من جهته، أكد مساعد مدير الشؤون الصحية في الباحة عبدالله الزهراني في اتصال مع «الحياة»، أنه لم يستند في قراره بزيادة الدوام إلى تعميم وزير الصحة الأخير، بل إلى نظام وزارة الخدمة المدنية الذي يعطي الحق لتشغيل العامل ساعات مناوبة وقت الحاجة بما لا يزيد على ثماني ساعات في الأسبوع، وبذلك لا يوجد ما يمنع أن يصبح دوام الموظف في المراكز الصحية 48 ساعة في الأسبوع»، لافتاً إلى أن العاملين في المراكز الصحية الذين يؤدون ساعات إضافية هم فقط العاملون على دوام فترتين في اليوم.
وحول تأكيد تعميم وزارة الصحة الأخير المنظم للداوم، الذي شدد على أن يكون عدد ساعات الدوام 176 ساعة في الشهر، بما لا يزيد على ثماني ساعات في اليوم، قال الزهراني،: «يضاف إلى هذه الساعات ساعات المناوبة وهي ثماني ساعات في الأسبوع».