جدد البطريرك الماروني بشارة الراعي دعوتَه من تورونتو-كندا السياسيين في لبنان الى ان «يتصالحوا مع السياسة وبعضهم مع بعض، وان تكون لديهم الجرأة للجلوس الى طاولة واحدة من أجل الوصول الى عقد وطني جديد انطلاقاً من ميثاق 1943». وقال: «آن الاوان ليكون لدينا رجالات دولة شجعان وأحرار ومتجردون». وشدد الراعي في لقاء أقامته «رعية سيدة المعونات»، على الحاجة الى وحدة المغتربين وتضامنهم، «وعليكم إصدار بيانات تدعو اللبنانيين لكي يبنوا بلداً كالبلد الذي أنتم فيه، وتدعونهم الى الوحدة وإلى بناء وطن يكون ولاء أبنائه له وليس للطائفة او الحزب. هذه هي مشكلتنا في لبنان، وهذا لا يعني ان لا قيمة للأشخاص والاحزاب والطائفة، ولكن الانتماء الى حزب او دين او طائفة او شخص تربطنا صداقة به يجب ان يكون قيمة مضافة لولاء واحد اسمه لبنان. من هنا نقول إننا في لبنان بحاجة الى كل هذه التعددية كقيمة مضافة واحدة نضعها كلها في سبيل بناء وطننا الحبيب». ورأى ان «العمل السياسي اليوم في لبنان ليس لعمل الخير العام، بل لخير خاص وفئوي». ورأى انه «لا يجوز ان تبقى التعيينات الإدارية والديبلوماسية متوقفة والبلد ينزف». وخاطب السياسيين قائلاً: «لا يحق لكم ان تتدخلوا بالتعيينات الإدارية ككل مشاكلنا، كل سياسي يريد إيصال الشخص التابع له لكي يخدمه شخصياً، وهذا لا يجوز، فالموظف يجب ان يخدم لبنان وليس زعيمه». وذكّر الراعي بما كان يقوله الرئيس الراحل رشيد كرامي: «قاتَلَ الله السياسة والسياسيين، فما تدخلت السياسية في أمر إلاّ وأفسدته». وقال: «هذه كل مشاكلنا، لذلك ندعو السياسيين الى كف يدهم عن الادارة، فلا يحق لك ايها السياسي ان تعطي لونك السياسي لا في الامور الاجرائية ولا التشريعية ولا القضائية ولا للإدارة، ولا يحق لك ان تعطي لونك للموظف، الذي عليه ان يبقى حراً يخدم سيداً واحداً اسمه لبنان». وشدد على أنه «لا يجوز ان يختلف الشعب بعضه مع بعض لأن هناك خلافات سياسية بين السياسيين، فهذه مأساة كبيرة، وكأنك مرغم على معاداة الآخر من دون ان تعرف السبب، وهذا يدل على اننا أصبحنا في قمة الإجرام، فاذا كنتُ على عداوة معك لا يجب أن أسعى لأن يعاديك أحد معي، فالمشكلة تكون بيني وبينك، أما أن أكون على عداوة معك وأطالب الناس بأن يعادوك، فهذا جرم كبير جداً، فالسياسي لا يحق له ان يعيش على الأنقاض، إذ ليس بالخلافات تكون السياسة، وليس بالأعداء تُكسب الانصار، الشعب يجب ان يكون واعياً، أنا لا أريد معاداتك مجاناً ولا أقبل بأن تعاديني مجاناً بالكذب والتضليل، فنحن بحاجة لأن نعيش مصالحة». وقال: «نحن في لبنان بحاجة الى مصالحة وطنية، وعام 1943 يوم كان عندنا رجالات، جلس المسيحيون والمسلمون حين كان الوضع متوتراً بعدما كان لبنان الجديد يفتش عن هويته، ودعوا الى بناء وطن مبني على لاءين: لا لأي تبعية للشرق، ولا لتبعية للغرب لأي دولة، فلنبن معاً دولة بالمساواة والثقة، ونتعايش معاً، ونفصل الدين عن الدولة، ويكون نظامنا ديموقراطياً، فنحن اليوم في لبنان بحاجة الى رجالات يجلسون بشجاعة الى الطاولة، والمرجلة لا تكون بالوقوف أمام المذياع والإساءة الى الناس، بل المرجلة بالجلوس على طاولة والتفاوض مع هذا الحاضر وليس الكلام عن الغائب». وجدد دعوة المغتربين الى «التسجيل لدى البعثات الديبلوماسية لتسجيل الوقوعات الشخصية في القيود الرسمية للحصول على الجنسية اللبنانية، واذا كنتم اضطررتم الى بيع أرضكم عودوا واشتروا غيرها، فلبنان باق». والتقى الراعي في مقر إقامته وفداً من «التيار الوطني الحر» في تورونتو.