على رغم الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون، بسبب الممارسات العنصرية اليومية لجنود الاحتلال الإسرائيلي في مختلف مدن فلسطين وبلداتها وقراها ومخيماتها، ينشط شباب وشابات في شهر رمضان، لينظموا أنفسهم في إطار مبادرات تهدف إلى مد يد العون للفقراء. ومن بين هذه الحملات، حملة «خير وبركة»، وتعمل منذ خمس سنوات مجسدة الاسم الذي تحمله، وتعرفها سهير أحمد، إحدى القائمات عليها والمتطوعات فيها بأنها حملة تضم مجموعة من المتطوعين والمتطوعات، ولا تتبع أية مؤسسة أو جمعية خيرية أو حزباً سياسياً. وقالت: «نحن مجموعة من الأصدقاء، أحببنا أن نستثمر جهدنا في ما يفيد المحتاجين في مجتمعنا. والبداية كانت بجمع النقود من جيوب الأصدقاء لمصلحة مسنة كانت بحاجة لعملية جراحية عاجلة فنجحت الحملة والعملية أيضاً فاستمر المشروع». ومن هنا انطلقت بل وتوسعت مع الوقت حملة «خير وبركة» بخاصة في شهر رمضان. وأضافت حامد: «نوفر الطرود الغذائية لعدد من الأسر المحتاجة، إضافة إلى ملابس العيد»، مشيرة إلى أن الحملة انطلقت عبر موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، وهي بصدد التوسع جغرافياً من رام الله باتجاه مدن فلسطينية أخرى. وساهمت الحملة، على مدار السنوات الخمس الماضية، في تقديم يد العون لعشرات العائلات، بخاصة تلك التي تعيش تحت مستوى الفقر، أو على حد تعبير سهير «تحت الصفر»، لافتة إلى أن ما يميز عمل الحملة متابعتها لتلك العائلات، وليس فقط الاقتصار على المساعدات الموسمية، حتى إن المتطوعين باتوا على علاقات متميزة مع أفراد العائلات التي يقدمون لها يد العون، فلا يشعرون بأنهم غرباء عن منازل هذه العائلات التي يشعرهم أفرادها بأنهم هكذا بالفعل. وتعتبر «قوارب الخير»، من الحملات الشبابية الرمضانية الفاعلة أيضاً، وانطلقت مع مجموعة شبابية تطوعية تحمل اسم «قوارب» وتقوم على «هدف استراتيجي هو تغيير واقع المجتمع باتجاه الأفضل». وعنها قال محمد مبيض وهو أحد مؤسسيها: «ما يجمعنا في قوارب الانحياز إلى الجانب الإنساني، ولذلك انطلقت في العاصفة الثلجية التي ضربت الأراضي الفلسطينية قبل عامين ونصف العام تقريباً، وعندما لامسنا حاجات الكثير من الأسر، تحولت المبادرة إلى حملة مستمرة، كوسيط للربط بين العائلات المحتاجة وبين المتبرعين لإعانتهم، بخاصة أننا اكتشفنا حجم الحاجات الكبير لعائلات بعضها يقيم في وسط مدن تشتهر بأنها مدن «غنية»، كما اكتشفنا أن هناك من هم على استعداد لتقديم المساعدة». وفي رمضان، وفرت «قوارب الخير» طروداً غذائية للعائلات المحتاجة، وتعمل بحسب مجموعات بعضها مهتمة تجميع الطرود، وأخرى تقوم بتوزيعها، والأهم أنها لا تقتصر على مدينة أو بلدة أو مخيم في محافظة فلسطينية معينة، بل تشمل كل أنحاء فلسطين، وبخاصة الضفة الغربية. وفي «قوارب الخير» متطوعون كثر، بعضهم طلاب في المدارس وآخرون في الجامعات، وبعضهم من العاملين في مؤسسات القطاع الخاص، أو المؤسسات الحكومية، وهناك متطوعون من كبار السن، ومن الأطفال، ومن كلا الجنسين. وأشار المبيض، إلى أن هناك تنسيقاً بين حملة «قوارب الخير»، وبين حملات مشابهة، التي تجمعت في رمضان 2014، تحت عنوان «فلسطين العونة»، وهي مجموعة انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصة «فايسبوك» و»تويتر»، للربط ما بين المبادرات الشبابية في مختلف المحافظاتالفلسطينية، لتتواصل الحملات طوال شهر رمضان، وفي أيام عيد الفطر.