«في كل يوم تمر علينا مشاهد عن انتهاك حقوق المسنين في فلسطين. ذات يوم رأيت مسنة تطلب من شاب مساعدتها في حمل بعض الأكياس فرفض، فبادرت وأخريات إلى اطلاق مبادرة لمساعدة المسنين»، بهذه الكلمات بررت الشابة إيمان هريدي الشروعَ وفريقاً من المتطوعين بإطلاق مبادرة بعنوان «لنرفع الابتسامة في وجه المسنّ الفلسطيني». وقالت هريدي، صاحبة فكرة المبادرة ومنسقتها: «نحن مجموعة من الشباب الإعلاميين والمتطوعين، قررنا منذ فترة العملَ على مبادرة لدعم المسنين الفلسطينيين، فالمسن الفلسطيني كشجرة الزيتون المعطاء». وتقوم المبادرة على فعاليات عدة، من بينها جمع تبرعات، وزيارات لدور المسنين والمسنات ومنازلهم، والوقوف على أوضاعهم، بحيث تكون المبادرة والقائمين عليها من الشباب حلقة وصل بينهم وبين من يمكن أن يدعم حاجاتهم من مؤسسات رسمية وأهلية وشركات خاصة، علماً أن محافظة رام الله والبيرة وهيئة التقاعد العسكري كانتا من أوائل المؤسسات المبادِرة لدعم هذه اللفتة الشبابية. وقالت هريدي، وهي صحافية في تلفزيون فلسطين: «في إطار مبادرة «لنرفع الابتسامة بوجه المسن الفلسطيني»، سنعمل على الضغط بشتى الوسائل باتجاه إقرار قانون للضمان الاجتماعي، يشتمل على بنود خاصة بالمسنين، فصحيح أن المبادرة انطلقت من رام الله، وتقتصر في مرحلتها الأولى على مدينتي رام الله والبيرة، لكننا نسعى إلى تعميمها على مختلف المحافظات». وقال أشرف عباهرة، مدير دائرة الشباب المتطوعين في الهلال الأحمر: «ما شجعنا على المشاركة في هذه المبادرة، إضافة إلى الوضع العام المزري الذي يعيشه المسنون الفلسطينيون، هو إداركنا أنه لا بد للشباب من التطوع لخدمة المجتمع في شتى المجالات، ونحن في الدائرة نخدم المبادرات الخلاقة في المجالات الثقافية، الاجتماعية، الاقتصادية... وغيرها». أما الصحافية ميساء عواد، فأشارت إلى أن حماستها للمبادرة نابعة من رغبتها في رسم البهجة على وجوه مسنين، وقالت: «لم تعتد وجوههم على الابتسام منذ زمن، فهم يعانون أيضاً إهمالَ المؤسسات الرسمية والأهلية، وهذا ما نسعى لتسليط الضوء عليه، كما أنشأنا صفحة خاصة على فايسبوك». وقالت محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام، إحدى أكبر الداعمات للحملة: «هذه المبادرة، وتعود لأسابيع ماضية أو يزيد، تستحق كل الدعم، بخاصة أنها مبادرة شبابية تعكس الروح الحقيقية للشباب الفلسطيني الساعي إلى الحفاظ على متانة الروابط الاجتماعية»، لافتة إلى أن التقرير الذي أعدته الصحافية ضياء حوشية لتلفزيون فلسطين حول حكاية المسنة عائشة تميم في مخيم قدورة، جاء ليؤكد أهمية مبادرات من هذا النوع. وأضافت: «نحن بصدد إطلاق مشروع مكمل لهذه المبادرة الشبابية تحت عنوان «البحث عن مسن»، بالتنسيق والشراكة مع المؤسسات الرسمية، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، ورجال الدين، والإعلاميين، وعموم المهتمين، بهدف الوصول إلى من لا يستطيع الوصول إلينا، وإلى من هم بحاجة لدعمنا على الصعيدين المادي والمعنوي، لافتة إلى أن الروابط الاجتماعية في المجتمع الفلسطيني «متينة»، وأن المسنين المهملين من أبنائهم وأقاربهم حالات نادرة». وقال عميد قنداح، مدير راديو «مزاج»، أحد الشركاء في المبادرة: «هذه مبادرة شبابية أطلقها الراديو بهدف خلق ثقافة مجتمعية، لا سيما بين الشباب، نحو توسيع دائرة اهتمامهم بالمسنين، لتكون للمسن مكانته غير الهامشية كما هي حاله في الكثير من دول العالم.