على رغم الأجواء الباردة التي تتسم بها المنطقة الشرقية، والهدوء الظاهر على معارض السيارات ومرتاديها، إلا أن الأحداث كانت «ساخنة» في كواليس انتخابات «شيخ المعارض». إذ استغل المرشحون، المجالس لتسويق برامجهم الانتخابية، ودعوة الناخبين للتصويت لهم، عبر الوعود والإصلاحات التي سيحدثونها. إضافة إلى الاتكاء على العنصر القبلي في ترجيح كفتهم. في خيمة الاقتراع، التي نُصبت على مرأى من مرتادي المعارض، تم تخصيص ثلاث ساعات أمس، ليمارس الناخبون دورهم في تحديد من يرونه «الأصلح» لتسلم هذا المنصب. على أن يُعلن اسم الفائز بعد ساعة من الفرز. وانطبقت على المتنافسين الثلاثة، الشروط، وأولها «أن من أراد أن يرشح نفسه أن يكون من أصحاب المهنة»، وهذا ما اعتبره الناخبون من أهم الشروط، «لضمان أن يأتي من هو معنيٌّ في قضايا المعارض، وليس متطفلاً يهتم في الوجاهة على حساب خدمة المواطنين». كما يشترط فيه أيضاًً، «أن يكون متفرغاً، ولائقاً طبياً، ويجيد القراءة والكتابة. وألا يقل عمره عن 30 وألا يزيد عن 60 سنة». ويشترط فيمن يحق له التصويت أن يكون من «أصحاب المعارض». وفُتح باب التسجيل لمدة 14 يوماً، وكانت الحصيلة تسجيل مئة ناخب. يمتلك كل واحد منهم «بطاقة ناخب» تشمل بياناته كاملة، وذلك لتسهيل عملية التدقيق. وتشرف على الانتخابات لجنة مُستقلة عن المعارض، مُكونة من مندوب من الإمارة، والشرطة، والأمانة. وقال مندوب الأمانة في اللجنة فهد البقعاوي، في تصريح ل «الحياة»: «إن وظيفة شيخ المعارض مهمة، فهو يمثل جهة ربط بين أصحاب المهنة والجهات الحكومية. كما يقوم بتدوين وجمع البيانات والمعلومات كافة، ما يسهل مهمة البحث والمتابعة من قبل الجهات الأمنية»، مبيناً أن شيخ المعارض «يقوم بتقديم خدمات معينة لأصحاب المعارض، تتمثل في تسهيلات تتعلق في خط سير عملهم». وعلى رغم وصول عدد الناخبين إلى مئة، إلا أن البقعاوي وصف العدد ب «الضعيف، وذلك مقارنة في عدد المعارض، إذ يشكل هذا الرقم نحو 60 في المئة». وعن حق كل مرشح في الترويج لنفسه، قال: «مسموح له أن يروج لبرنامجه، ويسوق نفسه حتى يتعرف عليه الناخبون، ما لم يسيء لأحد المرشحين المتنافسين معه، وكل الوسائل متاحة، منها إقامة مخيم داخل المعارض، إلا أنه لم يُقْدم أحد منهم على هذه الخطوة، وهي متاحة له».