تشارك المملكة في المؤتمر العربي ال12 لرؤساء أجهزة أمن الحدود والمطارات والموانئ في الدول العربية، الذي بُدئت أعماله في تونس أمس (الأربعاء) بحضور ممثلين عن مختلف الأجهزة العربية المعنية، وجامعة الدول العربية، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، والمنظمة الدولية للهجرة. ويناقش المؤتمر - بحسب وكالة الأنباء السعودية - عدداً من المواضيع المهمة المدرجة في جدول الأعمال، من بينها مشروع استراتيجية عربية شاملة لمكافحة جرائم القرصنة البحرية والسطو المسلح على السفن، وتصور لآلية التصدي لأعمال القرصنة البحرية في المنطقة العربية، إضافة إلى موضوع التكامل بين الأجهزة الأمنية في مكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية. كما يناقش المؤتمر دليلاً عربياً تقويمياً للأجهزة والمعدات المستخدمة في ضبط وتنظيم دخول البضائع. وسترفع الأمانة العامة توصيات المؤتمر إلى الدورة المقبلة لمجلس وزراء الداخلية العرب للنظر في اعتمادها. وأكد رئيس الوفد السعودي المدير العام لحرس الحدود الفريق ركن زميم السواط، خلال الجلسة الافتتاحية، أهمية مثل هذه الاجتماعات في تعزيز التنسيق والتعاون الأمني العربي وتبادل التجارب في مجال حماية الحدود، وخصوصاً في ظل ما تمر به المنطقة العربية من أحداث منذ أعوام. وأشاد بالجهود التي تبذلها أجهزة أمن الحدود والمطارات في سبيل حماية الأوطان العربية وأمن شعوبها ضد الأخطار المتزايدة التي تحدق بها. فيما أكد الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد كومان، في كلمته الافتتاحية، ضخامة المهمات الملقاة على عاتق أجهزة أمن الحدود والمطارات والموانئ، التي تزداد يوماً بعد يوم منذ الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية عام 2011. وقال: إن كل تنظيمات الإرهاب والإجرام وعصابات التهريب والإتجار بالبشر تحاول جاهدة أن تخترق هذا الحصن المنيع الذي تشكله أجهزة أمن الحدود والمطارات والموانئ، لتبث في الدول العربية سموم المخدرات وتفجر فيها قنابل الإرهاب وتنهك اقتصاداتها بالبضائع المهربة والسلع الفاسدة وتمتهن كرامة أبنائها وتعرض صحتهم بل حياتهم للخطر»، مشيراً إلى أن أجهزة أمن الحدود والمطارات والموانئ أصبحت هدفاً لعصابات الشر والإجرام وتتعرض لعمليات إرهابية. وعبّر كومان عن التقدير للتضحيات التي تبذلها هذه الأجهزة الأمنية، في سبيل أمن وسلامة الأوطان العربية وصون الحدود وتحصينها من مخاطر الإرهاب والمخدرات وسائر أنماط الجريمة المنظمة. وحض على دعم الدول العربية لهذه الأجهزة الأمنية بالكفاءات البشرية المؤهلة وبالمعدات اللازمة التي تمكنها من أداء مهماتها على نحو كامل، وبشكل يحد من حجم التضحيات التي تقدمها لأمن الوطن والمواطن. وأشاد بالمواضيع القيمة التي يبحثها المؤتمر والتي تلامس مختلف المجالات التي تهم أمن الحدود والمطارات والموانئ، داعياً إلى التركيز على التكامل بين الأجهزة الأمنية في مكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية، الذي يشكل شرطاً ضرورياً لنجاح مكافحة التهريب وترويج المخدرات والإتجار بالبشر، ونقل الإرهابيين والأسلحة والذخائر، مشدداً على ضرورة التنسيق بين الأجهزة الأمنية وقوات الجيش ليشمل كل الأجهزة المعنية في الدولة، معتبراً أن التنسيق بين أجهزة أمن الحدود والمطارات والموانئ وبين أجهزة الجمارك، وطنياً وعربياً، له نتائج إيجابية على صعيد التصدي للإرهاب والإجرام. وحذر كومان، من أن يحول تأمين الحدود وتشديد الرقابة في المنافذ دون تبسيط الإجراءات بما يسهم في تنشيط حركة السفر والسياحة، ويعزز الصورة الإيجابية عن الدولة العربية وأجهزتها الأمنية.