شدد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري على تطبيق معايير خاصة لاختيار الدعاة العاملين مع الوزارة في موسم الحج، منها أن يكون مؤهلاً شرعياً وجامعياً ومجازاً من هيئة تتكون من خمس جهات حكومية. وأكد في حوار مع «الحياة» عدم وجود مهمات رسمية لداعيات في موسم الحج واكتفاء وزارته بتعاون عدد منهن في مجال الدعوة معتمدات من جانب الوزارة لبرامج ومناشط معينة في مختلف مناطق المملكة ومشاركتهن في الحج بشكل غير مباشر من خلال بعض البرامج المعتمدة ومكاتب الدعوة التعاونية. وتطرق الحوار مع السديري إلى موضوع دعاة البعثات من الخارج، مفيداً أن أمر مراقبتهم من مسؤولية وزارة الحج وليس لوزارته شأن في ذلك، وهنا تفاصيل ما دار معه من حديث: { جدة - أحمد العمري بداية، ما هي خطة وكالة الوزارة للدعوة والإرشاد وشؤون المساجد لموسم حج هذا العام؟ - تنفذ الوزارة مجموعة من البرامج المتعلقة بشؤونها في موسم الحج ومنها رعاية وتهيئة مساجد المواقيت لتكون جاهزة لاستقبال جموع ضيوف الرحمن وكذلك المساجد المقدسة في منى ومزدلفة وعرفات، وتهيئة المساجد في مكةالمكرمة والمدينة المنورة بما تحتاجه من الفرش والمصاحف وزيادة المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة في موسم الحج، إضافة إلى توزيع هدية خادم الحرمين بواقع نسخة من المصحف الشريف لكل حاج من إنتاج مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وتوزيع الكتب والمطويات الإرشادية المتعلقة بأحكام الحج عند قدوم الحجاج في المنافذ وفي مساجد المواقيت والمشاعر بحسب الحاجة، وتنفيذ برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين من مختلف دول العالم. هل هناك من جديد عن خطة العام الماضي؟ - إن البرنامج الرئيس الذي اعتمدته الوزارة خلال هذا العام هو برنامج التوعية الإسلامية في الحج وسيتم تنفيذها على مرحلتين الأولى فترة القدوم والثانية فترة المغادرة، ولكل منهما برامج مختلفة تتناسب مع حاجات الحجيج ويتم تنفيذها على مستوى عال من الدقة وداخل مساحة شاسعة تشمل جميع المناطق والمحافظات والمدن والمواقيت والمنافذ وفي المساكن والمخيمات كافة وأماكن التجمع في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة ووسائل النقل، ويساندهم في تنفيذ الخطة عدد من الشركات والمؤسسات الوطنية المختصة في أعمال الصيانة والتشغيل ومجموعة من المهندسين والفنيين والإعلاميين المختصين ومن ذوي الخبرة الفنية والتقنية التراكمية بما يحقق النجاح المأمول. إذن ما هي الآليات التي تحكم تنفيذ هذه الخطة؟ - نصت التعليمات على ضرورة تنفيذ الخطة المعتمدة في شكل كامل وبما يعزز وصول المعلومة للحجاج قبل وبعد وصولهم، وعندما يحتاجون للمعلومة على مدار الساعة وبالوسائل التقليدية والعصرية وعبر وسائل الإعلام، كما أخذت معها ضرورة تهيئة وتجهيز مراكز التوعية الإسلامية في الحج وتطويرها وزيادة أعدادها بإضافة مجموعة جديدة من كبائن التوعية وإعادة توزيعها بما يسهم في الانتشار المطلوب والتواجد قرب الحجاج، إلى جانب المراكز المخصصة لإجابة السائلين الموزعة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة تم دعمها بالكوادر والمستلزمات والوسائل التي تسهم في تنفيذ الخطة وتقديم أفضل الخدمات الإرشادية، كما جندت الوزارة عدداً كبيراً من الدعاة البارزين والمترجمين المتميزين لتوعية الحجاج وشرح المناسك ونشر ثقافة العلوم الشرعية في أوساطهم والرد على ما يشكل عليهم من الأحكام المتعلقة بالمناسك والعقيدة والمسائل الفقهية، إضافة إلى ذلك فإن مراكز التوعية تسهم في عملية التيسير على الحجاج وتزويدهم بالمعلومات والتعليمات وتجنبهم الوقوع في ما لا ينفعهم أو قد يكون مصدراً يجلب المشقة عليهم خصوصاً في مكةالمكرمة، والمدينة المنورة، والمشاعر، وساحات الحرمين الشريفين، والمنافذ الجوية والبرية والبحرية، والمواقيت، وفي جميع أماكن الخدمة في ظل أن الحاج يسعى ويبحث عن الأجر والثواب وتطبيق السنة من دون أن يهتم بمفهوم الاستطاعة في الحج وهذا الموضوع من أهم المهمات التي نركز عليها ونحث الدعاة بالحرص عليها بما يحقق سلامتهم وراحتهم ويجنبهم الوقوع في ما يكلفهم ما لا يتحملون، إذ استطعنا استخدام الإعلام كوسيلة تواصل مع الحجاج وهم في بلادهم بفترة كافية لنشر المعلومات عبر البرامج المرئية والمسموعة والمقروءة، ووسائل الاتصال المباشر وغير المباشر، ووسائل الإعلان بأنواعها كافة، لإيصال المعلومات الفقهية والتوعوية والإرشادية التي يحتاج إليها الحجاج ب32 لغة عالمية، مستخدمة فيها الكتاب، والشريط، والفيلم، والتلفاز، والإذاعة، والمجلة، والصحيفة، ورسائل الهاتف الخليوي والثابت، والإنترنت، والمطوية، والأقراص المدمجة، والرسائل الإعلانية المسموعة والمرئية والمقروءة، والمحاضرات، والدروس، والمواعظ، وخدمة الرد على أسئلة المتصلين بالهاتف المجاني 8002451000، كما وفرت خدمة مناسك للتوعية الآلية عبر الهاتف 8002488888 بثماني لغات عالمية (هي العربية والإنكليزية والفرنسية والأوردية والإندونيسية والتركية والبنغلاديشية والهوسا)، وقد حققت هذه الخدمة التفاعلية نجاحاً ملموساً ومتميزاً في الأعوام الأخيرة، وما زلنا نتطلع للتطوير الدائم بما يضاعف حجم انتشار هذه الخدمات. هل هناك نية لعمل داعيات مختصات في الدعوة والإرشاد في موسم الحج يرشدن ويبينّ للنساء ما يخلط عليهن؟. - لا توجد داعيات رسميات في الوزارة وإنما هناك الكثير من المتعاونات في مجال الدعوة، معتمدات من الوزارة لبرامج ومناشط معينة في مختلف مناطق المملكة ومشاركتهن في الحج تكون في شكل غير مباشر من خلال بعض البرامج المعتمدة ومكاتب الدعوة التعاونية. في السياق نفسه، ما هي المعايير التي تطبقها الوزارة لاختيار الدعاة في موسم الحج؟. - من أبرز المعايير أن يكون الداعية مؤهلاً تأهيلاً جامعياً شرعياً على الأقل، ويجاز من هيئة التوعية الإسلامية بالحج المشكلة بقرار سام والمكونة في الوزارة من ممثلين لعدد من الجهات الحكومية كرئاسة الإفتاء ووزارة الحج وبعض الجامعات السعودية والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ويرأسها وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد، وتعقد الهيئة اجتماعاً سنوياً بداية كل عام هجري يتم خلاله تقويم عمل الموسم الماضي وإقرار خطة العام الجديد متضمنة أسماء المرشحين. مساجد المشاعر ومكةالمكرمة بحاجة إلى الكثير من الصيانة والتجديد وهي تعتبر وجهة حضارية، وهناك قصور في إعادة تجديدها خصوصاً أن هناك متسعاً من الوقت طوال العام، فما هي الإجراءات المتخذة في هذا الصدد؟. - لا يخفى على الجميع ما تضطلع به الحكومة السعودية من جهود وأعمال لخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وحجاج بيت الله الحرام والزوار، إذ تعمل الوزارة على قدم وساق في تهيئة الراحة والطمأنينة للحجاج وفق ما أتيح لها من إمكانات إلى تطوير العمل للوصول إلى المستوى الذي يليق ببيت الله، وإلى ما يتمناه الجميع في أقرب وقت ممكن، وهناك وكالة مختصة في الوزارة بالشؤون الفنية، إضافة إلى الإدارات الفنية الهندسية في فروع الوزارة. ما هي أكثر الصعوبات التي تواجه أعمال الوزارة في موسم الحج؟ - لا يخلو أي عمل من معوقات وصعوبات تقف في طريقه، وتتمثل أهم ما يواجه الوزارة من صعوبات للقيام بالمهمات المناطة بها تعدد أجناس وجنسيات وثقافة ولغات الحجاج، وكذلك مشكلة الزحام عموماً في المنطقة المركزية والمشاعر التي تعيق التنقل والوصول إلى الهدف في السرعة والدقة التي رسمت عليه خطة الوزارة ومحدودية الوقت في أيام معلومة حددها الشارع الكريم لأداء هذا الركن العظيم، ومع هذا كله دائماً ما تسعى الوزارة إلى تفعيل التعاون مع الجهات المعنية بتنظيم الحج والمشاركة معها لتذليل الصعوبات والمعوقات كافة لتيسير أداء رسالتها وتنفيذ برامجها وخططها المختلفة والظهور بالصورة التي تليق بها لخدمة حجاج بيت الله الحرام. بالنسبة لعوائق اللغة، هل وضعت الوزارة حلولاً لها خصوصاً للغات التركية والفارسية وغيرهما؟. - بلا شك تمثل عائقاً، لكن الوزارة تتعاقد كل عام مع المترجمين المتميزين ممن يدرسون في جامعات المملكة مثل الجامعة الإسلامية وجامعة أم القرى وغيرهما بأكثر من 20 لغة للترجمة المباشرة و13 لغة للبرامج الإعلامية وثماني لغات للهاتف المجاني الآلي و32 لغة للمطبوعات. على من تقع مسؤولية الدعاة الخاصين لحجاج الخارج في المخيمات؟، الشؤون الإسلامية أم الحج؟. - بعثات الحج الرسمية من اختصاص ومتابعة وزارة الحج، وبالتالي فإن أمر مراقبة دعاتها من مسؤوليتها.
