اقترحت إسبانيا للمرة الاولى على المغرب "أجهزة ومعدات أمنية متطورة جدا" من أجل محاربة الهجرة السرية بعد ان تدفقت أفواج من المهاجرين السريين على إسبانيا خلال هذا الصيف. لكن المغاربة اعتبروا الاقتراح استفزازياً. وكان "تراشق ديبلوماسي" قد تصاعد بين الجانبين في اعقاب استدعاء وزير الخارجية الاسباني جوزيب بيكي سفير المغرب في مدرية عبدالسلام بركة وابلاغه "استياء اسبانيا من تهاون المغرب في شأن تعزيز الحماية على حدوده لمنع الهجرة السرية". وحين استدعي السفير المغربي للمرة الثانية غاب عن اللقاء وأناب عنه نائبه فاعتبرت أوساط اسبانية هذا الغياب "إهانة". لكن "التراشق الديبلوماسي" لم يقف عند هذا الحد، فقد استدعى وزير الدولة في وزارة الخارجية المغربية الطيب الفاسي بدوره القائم باعمال اسبانيا في المغرب وأبلغه ان الرؤية الاسبانية لموضوع الهجرة المغربية "اختزالية ولا تعكس الطابع المعقد لهذا الملف". وقال الفاسي في تصريح "من الخطأ والمستغرب تحليل الوضعية الحالية وتقييم آثارها انطلاقا من مسؤوليات ملقاة على المغرب فقط". وتقول وزارة الخارجية الاسبانية إن مسألة الهجرة السرية في مضيق جبل طارق مشكلة ثنائية بين المغرب واسبانيا اذ ان المغرب "يوفر المافيا والأموات فيما توفر اسبانيا شواطئ الوصول". وكان أكثر من 800 مهاجر سري وصلوا الى الشواطئ الإسبانية خلال ليلة واحدة الأسبوع الماضي، وهو ما اعتبرته الحكومة الإسبانية "القطرة التي أفاضت الكأس".