حساب المواطن: 3.4 مليار ريال لمستفيدي دفعة شهر يونيو    الذهب يستقر عند 2296.17 دولار للأوقية    وزير التجارة يصدر قرارًا وزاريًا بإيقاع عقوبة مباشرة على كل من أخلّ بأداء واجبه في إيداع القوائم المالية    "التجارة" تضبط 374 مخالفة في المدينة    انحفاض الإنتاج الصناعي 6.1% في أبريل    إستخراج بطاقات إقامة ممن مضى على إقامتهم في مصر أكثر من 6 أشهر    طاقم تحكيم إماراتي لإدارة مباراة الأخضر والأردن    الطقس : حاراً إلى شديد الحرارة على الرياض والشرقية والقصيم    خادم الحرمين يأمر باستضافة 1000 حاجّ من غزة استثنائياً    تطوير مضاد حيوي يحتفظ بالبكتيريا النافعة    "ميتا" تزوّد "ماسنجر" بميزة المجتمعات    المنتخب السعودي للفيزياء يحصد 5 جوائز عالمية    بدء أعمال المنتدى الدولي "الإعلام والحق الفلسطيني"    "الرياض للبولو" يتوّج بطلاً لبطولة تشيسترز ان ذا بارك    كيت ميدلتون.. قد لا تعود أبداً إلى ممارسة دورها الملكي    «أرامكو»: 0.73 % من أسهم الشركة لمؤسسات دولية    بعد ياسمين عبدالعزيز.. ليلى عبداللطيف: طلاق هنادي قريباً !    شريفة القطامي.. أول كويتية تخرج من بيتها للعمل بشركة النفط    عبدالعزيز عبدالعال ل«عكاظ»: أنا مع رئيس الأهلي القادم    شرائح «إنترنت واتصال» مجانية لضيوف خادم الحرمين    استقبال 460 حاجاً من ضيوف خادم الحرمين من 47 دولة    زوجة «سفاح التجمع» تظهر من لندن: نجوت من مصير الفتيات !    400 مخالفة على الجهات المخالفة للوائح التعليم الإلكتروني    المجلس الصحي يشدد على مبادرة «الملف الموحد»    الداخلية تستعرض خططها لموسم الحج.. مدير الأمن العام: أمن الوطن والحجاج خط أحمر    أمير القصيم يشيد بجهود "طعامي"    محافظ الأحساء يرأس اجتماع لجنة السلامة المرورية    «فتيان الكشافة» يعبرون عن فخرهم واعتزازهم بخدمة ضيوف الرحمن    قيادات تعليمية تشارك القحطاني حفل زواج إبنه    «التعاون الإسلامي»: الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات جريمة نكراء    العطلة الصيفية واستغلالها مع العائلة    "السمكة المتوحشة" تغزو مواقع التواصل    11 مبادرة تنفيذية لحشد الدعم الإعلامي للاعتراف بدولة فلسطين    وزارة الحج تعقد دورات لتطوير مهارات العاملين في خدمة ضيوف الرحمن    إعادة تدوير الفشل    خلود السقوفي تدشن كتابها "بائعة الأحلام "    الحج عبادة وسلوك أخلاقي وحضاري    القيادة تهنئ ملك الأردن    الأمريكي" غورست" يتوج ببطولة العالم للبلياردو    رسالة جوال ترسم خارطة الحج لشيخ الدين    الأهلي يفاوض كيميتش والنصر يتخلى عن لابورت    شهد مرحلة من التبادل الثقافي والمعرفي.. "درب زبيدة".. تاريخ طويل من العطاء    "هيئة النقل" تدشن سيارة الرصد الآلي كأول تجربة لها في موسم الحج    استشاري:المصابون بحساسية الأنف مطالبون باستخدام الكمامة    الدكتورة عظمى ضمن أفضل 10 قيادات صحية    أمير الرياض يطلع على عرض لمركز صالح العسكر الحضاري بالخرج    رئيس جمهورية قيرغيزستان يمنح رئيس البنك الإسلامي للتنمية وسام الصداقة المرموق    وفد الشورى يطّلع على برامج وخطط هيئة تطوير المنطقة الشرقية    التخبيب يهدد الأمن المجتمعي    تغييرات الحياة تتطلب قوانين جديدة !    رئيس الأهلي!    الشاعر محمد أبو الوفا ومحمد عبده والأضحية..!    فشل التجربة الهلالية    انطلاق معسكر أخضر ناشئي الطائرة .. استعداداً للعربية والآسيوية    أمير تبوك يواسي عامر الغرير في وفاة زوجته    نصيحة للشعاراتيين: حجوا ولا تتهوروا    نفائس «عروق بني معارض» في لوحات التراث الطبيعي    توفير الأدوية واللقاحات والخدمات الوقائية اللازمة.. منظومة متكاملة لخدمة الحجاج في منفذ الوديعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أميركا بانتظار سيد جديد للبيت الابيض تنام وتصحو على قضاياها الداخلية . بوش وغور ... سياسة خارجية متشابهة وتهافت لإرضاء اسرائيل والأقليات العرقية
نشر في الحياة يوم 14 - 08 - 2000

يجمع الديبلوماسيون والمراسلون الاجانب في العاصمة الاميركية على ان السياسة الخارجية التي سينتهجها المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية جورج بوش الابن لن تختلف كثيراً عن سياسة ادارة الرئيس بيل كلينتون. ولهذا يعتقد بأن السياسة الخارجية لبوش الابن لن تختلف كثيراً عن السياسة التي سينتهجها المرشح الديموقراطي للرئاسة آل غور نائب الرئيس كلينتون. ولن يكون الشرق الاوسط استثناء من ذلك على رغم ان آل غور رأى النور في بلد تسمى قرطاج في ولاية تينيسي، وعلى رغم ان بوش الابن حصد ثروته من صناعة النفط المرتبطة بالشرق الاوسط اكثر من اي مكان آخر في المعمورة.
ولعلّ ما تتميز به الانتخابات التشريعية والرئاسية في الولايات المتحدة انها تتصل اساساً بالقضايا المحلية. ولذا فان اكثر القضايا اثارة للحماس والجدل تتعلق بالضمان الاجتماعي والتأمين الصحي، خصوصاً انه يتوقع الا يزيد عدد الناخبين الذين سيدلوا بأصواتهم على نحو 50 في المئة، كما كان 70 في المئة ممن تجاوزوا 75 عاماً من اعمارهم اكدوا التزامهم الادلاء بأصواتهم.
واكثر ما يلفت الى شخصية بوش الابن جهله الفاضح بشؤون السياسة الخارجية. فيما كان والده الرئيس السابق جورج بوش متمرساً في هذا المجال بحكم عمله رئيساً لوكالة الاستخبارات المركزية سي آي ايه ونائباً للرئيس السابق رونالد ريغان نحو ثماني سنوات. وتولى في احدى الفترات منصب المندوب الدائم للولايات المتحدة لدى مجلس الامن التابع للامم المتحدة، علاوة على قيامه بعدد من الرحلات الخارجية التي اتاحت له تعزيز خبرته بالشؤون الدولية. ومن النوادر التي تروى عن بوش الابن لجهة نقص معلوماته الخارجية انه تحدث عن "سلوفاكيا" وهو يريد "سلوفينيا".
وفي احدى المناظرات التلفازية طلب اليه ان يذكر اسماء رؤساء اربع دول يتواتر ذكرها في نشرات الاخبار، فقال انه يعرف ان رئيس تايوان اسمه "لي"، لكنه عجز عن تذكّر بقية اسم الرئيس التايواني. اما عن الرؤساء الثلاثة الآخرين فعجز عن تسميتهم، بل ذكر انه يعرف الرئيس الاسرائيلي ايهود باراك!!
ولهذا كله فإن التكهن بسياسة بوش الابن الخارجية، في حال فوزه في انتخابات الرئاسة، سيقتضي في الضرورة تقصي من سيضعون مبادئ تلك السياسة ممن يحيطون به. ويتصور هؤلاء نائبه ريتشارد ديك تشيني الذي عمل وزيراً للدفاع في ادارة بوش الاب، خصوصاً ابان حرب الخلج الثانية التي اسفرت عن تحرير الكويت من الغزو العراقي. يوصف تشيني، بوجه عام، بأنه من غلاة المحافظين، الى درجة انه اثناء عمله عضواً في مجلس النواب نصح حكومة جنوب افريقيا بعدم اطلاق المناضل الافريقي نيلسون مانديلا.
قال تشيني لاحقاً مُعلّقاً على ذلك الموقف ان كل سياسي يشعر بالندم والاسف حيال اشياء قالها او قام بها. ويبرر معارضته للدعوة الى زيادة المساعدات الخارجية الاميركية للدول الاخرى بأنها بُنيت آنذاك على وجود عجز كبير في الموازنة الاميركية.
اكبر مستشاري بوش الابن في الشؤون الخارجية هي الدكتورة كوندليزا رايس، وهي ادارية اكاديمية من السود، غير متزوجة، وتجمع التكهنات على انها ستتولى حقيبة الخارجية او منصب مستشار الرئيس لشؤون الامن القومي. وعادة ما يضطلع مستشار الامن القومي بإبلاغ الرئيس الاميركي بحدود الساعة الثامنة صباح كل يوم بآخر تطورات الشؤون الدولية. ويمارس المستشار ووزير الخارجية نفوذاً كبيراً على شؤون السياسة الخارجية، وان كان المستشار يبقى بعيداً نسبياً عن الاضواء الاعلامية التي تُسلّط عادة على وزير الخارجية. وفي الغالب تنمو عداوة سريعة بين شاغلي هذين المنصبين بسبب تداخل الاختصاصات. وهي علاقة بدأها هنري كيسنجر الذي نجح في زحزحة وزير الخارجية وليام روجرز ليحلّ محلّه. ولا تخلو العلاقة حالياً بين الوزيرة مادلين اولبرايت ومستشار الامن القومي صمويل بيرغر من توتر.
ومثلما تعود جذور الدكتورة رايس الى افريقيا، فإن ابرز المرشحين لتولي منصب وزير الخارجية في ادارة بوش الابن هو ايضاً اميركي اسود، وهو الجنرال كولن باول الذي قاد حرب "عاصفة الصحراء" في الخليج اثناء تولي تشيني منصب وزير الدفاع في عهد بوش الاب. ويقول اصدقاء باول انه يفضّل بشكل مثالي ان توكل اليه حقيبة الدفاع. ويوصف باول ورايس بأنهما محافظان، ويتهمهما السود بأنهما مثل حلوى الفانيلا المطلية بالشوكولا، كفاية عن سواد السحنة وبياض الطويّة. وقد عمل كلاهما في ادارة ريغان وبوش الاب.
غير انه بما ان الحزب الجمهوري هو حزب "بازار" كبير، يحرص دوماً على تعزيز المناصب التجارية والاقتصادية نجح بوش الابن في جمع تمويل لحملته يُعدّ الاكبر في تاريخ الولايات المتحدة، فان باول ورايس - وهي متخصصة في الشؤون الروسية - يتوقع ان يغضّا الطرف عن انتهاكات حقوق الانسان في الصين مثلما فعل الرئيس كلينتون، وذلك بسبب اهمية السوق الصينية للمنتجات الاميركية.
وفي ظل المشورة التي سيلقاها بوش الابن، في حال فوزه، من تشيني ورايس، لا يتوقع ان تأتي سياسته حيال اوروبا مخالفة لسياسة ادارة كلينتون او ادارة غور المحتملة.
في ما يتعلق بالشرق الاوسط ، وعد بوش الابن بتحويل السفارة الاميركية لدى اسرائيل من تل ابيب الى القدس من دون ان يحدد موعداً لذلك. اما غور فهو مرتبط بالممولين اليهود اكثر من ارتباط كلينتون وبوش الابن.
ويريد باول ورايس ان ينتهج بوش الابن نهجاً اكثر تشدداً مع العراق على رغم تنامي الشعور الاميركي بضرورة تخفيف العقوبات المفروضة على الشعب العراقي.
ويلاحظ بوجه عام ان الدكتورة رايس ليست اقل ريبة وتشككاً في العرب من وزيرة الخارجية الحالية اولبرايت. فقد ابلغت "الوسط" اخيراً بأنها تعتبر "حزب الله" اللبناني منظمة "ارهابية".
ويتوقع الخبراء ان يعمل باول ورايس على اقناع بوش الابن بالابقاء على الموقف الاميركي المتصلّب ازاء ليبيا والسودان، على غرار الادارة الديموقراطية الحالية. غير ان عامل النفط، خصوصاً بيع معدات التنقيب وتكرير النفط الاميركية الصنع، قد تحمل بوش الابن على بذل مساع لتلطيف العلاقات بين الولايات المتحدة وايران.
ويدفع كلاً من غور وبوش الابن باتجاه الفوز بأصوات الناخبين السود والمتحدرين من اميركا اللاتينية ويمثلون نحو 20 في المئة من اجمالي الناخبين، وهم تقليدياً مؤيدين للديموقراطيين. لكن هذه الاقلية ليست مهتمة كثيراً بالشؤون الخارجية بقدر ما هي حريصة على قضايا البطالة والإيدز والحرب الاهلية في سيراليون. وتكاد اهتمامات الناخبين المتحدرين من اصول لاتينية تنحصر في تسيير شروط حصول ذويهم على تأشيرات للدخول للاراضي الاميركية.
وليست ثمة دلائل على ان الاميركيين العرب نحو واحد في المئة من السكان سيؤيدون المرشح الجمهوري بناء على الحقيقة الممثلة في ان يهود اميركا نحو 2 في المئة من السكان يصوّتون تقليدياً لصالح المرشحين الديموقراطيين.
وحتى لو قرر بوش الابن تخصيص اهم حقيبتين في ادارته الاميركية أفارقة باول ورايس، فهو على الارجح سيُخصص الخزانة، التي تأتي في مرتبة ثالثة من حيث اهميتها في الادارة الاميركية، ليهود. وينطبق ذلك ايضاً على منصب رئيس الاحتياط الفيديرالي البنك المركزي.
ولكن الى اي مدى يمكن لبوش الابن، في حال انتخابه رئيساً، ان ينحاز ضد شعوب بعينها؟ للاجابة عن ذلك يمكن القول ان الرؤساء الاميركيين يساندون الدول ويعادونها من منطلق علاقاتهم مع زعمائها وليس بسبب الايديولوجيات التي تنادي بها. وتمكن بوجه خاص ملاحظة ان الشقيق الاصغر لبوش الابن متزوج من مكسيكية.
والى جانب مرشحيه للشؤون الخارجية والامن القومي، سيكون مثيراً ترقب ما ستسفر عنه المشاورات لتحديد مرشح بوش الابن لمنصب المندوب الدائم للولايات المتحدة لدى الامم المتحدة.
وعلاوة على احتمال الابقاء على الديموقراطي ريتشارد هولبروك في هذه الحقيقة المهمة، فان هناك من لا يستبعدون ان يعهد بها بوش الابن الى السناتور جورج ميتشل الذي أثبت قدراته التفاوضية بالتوصل الى اتفاق "الجمعة العظيمة" بين الفرقاء في ايرلندا الشمالية.
وعلى رغم ان رجل دين اسلامي تلا آيات قرآنية في مستهل مؤتمر الحزب الجمهوري في فيلادلفيا، فإنه لم تبرز اي تكهنات في شأن احتمال تعيين اي اميركي من اصل عربي في ادارة بوش الابن.
ويذكر ان بوش الاب كان عيّن الاميركي اللبناني الاصل جون سنونو رئيساً لموظفي البيت الابيض، وهو منصب يعادل رئيس الوزراء في الانظمة الديموقراطية في ارجاء العالم الاخرى.
ورأى الصحافي الاميركي ديك كيرتيس انه ليس ثمة سبب يجعل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات يتوقع قدراً من المساعدة من بوش الابن اكثر من كلينتون. لكنه يقرّ بأن توقعات عرفات من بوش الابن ستكون اكثر من آل غور
فيلادلفيا... لماذا؟
كانت فيلادلفيا ثاني اكبر مدن الولايات المتحدة. وقد توافد اليها مندوبو الولايات التي لم يكن عددها يزيد على 12 ولاية في ايار مايو 1787 ليُقرّوا الدستور الاميركي. وفي 1790 اختيرت فيلادلفيا عاصمة موقتة للولايات المتحدة. ولا تزال توجد فيها معالم مهمة ارتبطت باستقلال اميركا وتحولها دولة صناعية حديثة. غير ان اختيارها للمؤتمرات العامة للحزبين الجمهوري والديموقراطي تم بسبب التلفزيون في عام 1948. لم يكن عدد اجهزة التلفزيون يزيد في الولايات المتحدة كلها عامذاك على 350 ألف جهاز. وكانت هناك شبكات تلفزة في 18 مدينة اميركية فقط. كانت فيلادلفيا عندئذ ثالث اكبر مدينة في البلاد. وقد اختارها الجمهوريون مقراً لمؤتمرهم في ذلك العام. لكن الديموقراطيين بدأوا يفكرون بسان فرانسيسكو بدعوى انه يوجد بها قدر اكبر من الفنادق لإيواء المشاركين في مؤتمر الحزب الديموقراطي.
غير ان مدير احدى شبكات التلفزة في فيلادلفيا اقنع الديموقراطيين بأن شركة الهاتف الاميركية ستفرغ قريباً من مدّ شبكتها من الاسلاك، بما يوفر الخدمة التلفزيونية في نحو تسع مدن رئيسية. وذكر ان أهمية توصيل الخدمة المرئية تكمن في وصولها وتأثيرها في ثلث عدد الناخبين. فيما سترسل المادة المرئية مسجلة عن طريق البريد السريع، الى بقية المدن البعيدة التي لا يمكن توصيل البث الحي لها. ومن معالم فيلادلفيا المرتبطة بالتاريخ السياسي الحديث للولايات المتحدة: "ناقوس الحرية" الذي قُرع في 8 تموز يوليو 1776 لجمع أهالي المدينة لتُتلى عليهم فقرات من إعلان استقلال الولايات المتحدة. وقد اعتراه شق في القرن التاسع عشر، واستُخدم آخر مرة في الاحتفال بذكرى انشاء مدينة واشنطن العام 1846 .
آل غور... مشكلته في شعبيته!
يُعاب على جورج بوش الابن انه يبدو غير جاد بما فيه الكفاية للنهوض بمسؤولياته، لكنه يُحاط بحب الجماهير في كل مكان يرتاده. أما منافسه الديموقراطي آل غور، النائب الحالي للرئيس كلينتون، فهو دقيق ومُنظّم ومتعلّم في أرفع المدارس والجامعات، لكن مشكلته ان الآخرين لا يُحبّونه!
يشترك المتنافسان في انهما يتحدران من أسرتين سياسيتين حتى النخاع. وُلد آل غور لسناتور ديموقراطي انتخبته ولاية تينيسي كان متمسكاً بشدة بمبادئه الليبرالية مما انتهى به الى هزيمة قاسية انتزعت منه مقعده في مجلس الشيوخ. فيما وُلد بوش الابن لسناتور جمهوري صمد في اللعبة السياسية حتى انتهى به المطاف سيداً للبيت الابيض. ولما واجه بوش الأب احتمال افلاس البلاد وانهيارها بسبب عجز الموازنة قرر زيادة الضرائب، وهو القرار الذي انتهى به الى هزيمة مُنكرة أتت بكلينتون خلفاً له. وعلى رغم ان الوسامة المفرطة لآل غور، فإنه يصعب على الآخرين الشعور بأي حرارة او دفء تجاهه. ومع ان نبأ مولده حظى بتغطية على الصفحات الاولى في الولاية، بحكم الاهمية الاجتماعية والسياسية للأب، فإن غور خضع لتدريب شاق على حلب الأبقار وجرّ المحاريث في قرية قرطاج الصغيرة التي أبصر النور فيها. وذهب بعد ذلك لتلقّي تعليمه في أرقى مدارس واشنطن، ومنها الى جامعة هارفارد العريقة. اما بوش الابن فتلقّى تعليمه في جامعة ييل. وفيما قضى بوش سنوات تعليمه الجامعي عربدة ولهواً وكسلاً عن فهم التغيرات السياسية التي واكبت ثورة الطلبة في الستينات، فإن غور عكف على الدرس والتحصيل ومحاولة الإحاطة بالسياسة العالمية من حوله.
وكما يلتقي فيه المرشحان المتنافسان استعانة كل منهما بالماريوانا لإزاحة القلق والضجر اللذين لازما احداث ثورة الطلبة العام 1968. وربما لذلك لم تعد الاخلاق الشخصية سلاماً ذا بال في الحملة الانتخابية الراهنة.
في 1988 سعى غور للحصول على تأييد مؤتمر الحزب الديموقراطي لترشيحه في انتخابات الرئاسة، منافساً للقس جيسي جاكسون ومايكل دوكاكيس، غير انه لم يُوفّق. وحاول ان يعيد الكرّة سنة 1992، إلا ان كلينتون برز فجأة في الساحة ليطلب منه ان يخوض معه الحملة إلى جانبه.
ويقول اصدقاء للمرشحين انهما يختلفان في ان غور يضيق ذرعاً بتفويض صلاحياته للآخرين، لانه يريد في قرارة نفسه ان يعرف كيف تُساس الامور وتُعالج لتتكون لديه الخبرة اللازمة اذا كان بحاجة اليها مستقبلاً. أما بوش الابن فهو يفضّل ان يترك لمساعديه مهمة التفكير ليتخذ القرارات في ضوء ما ينصحونه به.
زوجة تشيني... وزيرة في إدارة بوش؟
تشير الدلائل بقوة الى أن لين تشيني زوجة وزير الدفاع السابق المرشح نائباً للرئيس في حال فوز بوش الابن في انتخابات الرئاسة قد تحتل مقعداً في الادارة الجمهورية الجديدة. ومن المفارقات انها شاركت قبل بضع سنوات في تأليف رواية سياسية ساخرة يصاب فيها نائب رئيس الولايات المتحدة بنوبة قلبية قاتلة أثناء مضاجعته مراسلة احدى شبكات التلفزة. وبعد الوفاة وافتضاح الحقيقة تقرر ان تخلف نائب الرئيس زوجته!
وراجت إثر اختيار بوش الابن تشيني نائباً له تكهنات بأن لين تشيني ستكلف حقيبة التعليم في الادارة الجديدة. عملت تشيني 58 عاماً رئيساً للوكالة الوطنية لدعم العلوم الانسانية، وهي مقدمة برامج تلفزيونية على شبكة "سي ان ان". وتحمل آراء محافظة للغاية جعلتها تحظى بشعبية كبيرة وسط اليمينيين.
التقى تشيني ولين أثناء دراستهما الثانوية وكانت لين ملكة جمال محلية وارتبطا عاطفياً منذ ذلك الوقت. وحصلت الزوجة الطموحة على درجة الدكتوراه بأطروحتها عن الأدب الانكليزي في القرن التاسع عشر.
عينها الرئيس الأسبق رونالد ريغان رئيسة للوكالة الوطنية لدعم العلوم الانسانية التي تتولى تخصيص ملايين الدولارات منحاً سنوية للأكاديميين والمؤرخين والمتاحف. لكن خصومها أعابوا عليها تسييس المنح وتفضيل التقليديين. وأغضبت الأقليات والليبيراليين بتشديدها على التقاليد الغربية في الدراسات المتعددة الثقافات.
وقال ديك تشيني، بعد اختياره نائباً لبوش الابن، ان زوجته هي أهم مستشاريه. وقال أحد أصدقائهما ان ديك يميل لأن يكون أكثر نعومة من لين، اذ يميل الى مصادقة الناس والثقة بهم سريعاً، ويظن خيراً في كل من يلتقيهم... أما لين - يقول صديقهما المشترك - "فهي أكثر واقعية"!
أول يهودي يخوض انتخابات الرئاسة الأميركية
أثار قرار المرشح الرئاسي الديموقراطي آل غور اختيار السناتور اليهودي جوزيف ليبرمان نائب ولاية كونيكتيكات نائباً له ردود فعل متباينة. فهو أول يهودي أميركي يخوض سباق الانتخابات الرئاسية. ويعني ذلك انه - في حال فوز غور - يمكن أن يتولى رئاسة الولايات المتحدة إذا فقد الرئيس أهليته بسبب المرض أو الموت أو الاستقالة.
ورجح المراقبون أن غور أقدم على هذا الاختيار في مسعى من الديموقراطيين لوقف ابتعاد الناخبين اليهود عن الحزب الديموقراطي وكبح تدفق الأموال التي تنهال على حملة المنافس الجمهوري جورج بوش الابن. وأثار الاختيار استياء في صفوف الحزب الديموقراطي نفسه، وذلك بسبب قرار ليبرمان تأييد محاكمة الرئيس كلينتون أمام الكونغرس في اعقاب افتضاح علاقته مع المتدربة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي العام الماضي. ورحب بوش الابن بقرار منافسه، معتبراً أن من شأن ذلك تشجيع الناخبين الديموقراطيين على الامتناع عن التصويت في تشرين الثاني نوفمبر المقبل.
وينتمي ليبرمان إلى الأقلية اليهودية المتدينة التي توصف بالاعتدال، وهي فئة تحرص على التزام قواعد الديانة اليهودية وتعليماتها على الصعيدين الشخصي والمنزلي، لكنها تقبل على الحياة في المجتمع الأميركي من دون اعراض. وحذرت صحف روسية، غداة اختيار ليبرمان، من أن فوز غور يعني ان "معارضاً مزعجاً لروسيا" سيتولى منصباً رفيعاً في الإدارة الأميركية الجديدة.
جورج بوش
موقفه من القضايا المطروحة:
الإجهاض: التركيز على سبل خفض حالات الاجهاض. سيساند تعديل قانون الاجهاض.
الموازنة: الحكومة الاتحادية يجب ان تبقى بعيدة عن الاسواق.
الحقوق المدنية: خدمة الأقليات ولكن من دون نظام الحصص.
الجريمة: مؤيد لعقوبة الاعدام ونظام لتسجيل الجرائم الجنسية.
الدفاع: زيادة رواتب العسكر ونفقات التسلح وعدم خوض الحروب لأسباب المخدرات: يساند تشديد قوانين مكافحتها.
التعليم: التركيز على القيم الاخلاقية.
البيئة: يعارض معاهدة كيوتو.
الاسرة: تكثيف الرعاية الاخلاقية للطفل.
السياسة الخارجية: يدعو لحمل عصا غليظة!
التجارة: مؤيد للتجارة الحرة واتفاقية "نافتا"
الحكومة: سيعمل على تخفيف قيود تمويل الحملات وزيادة القيودة على مقاضاة الشركات الكبرى.
الحدّ من البنادق:
تهم جنائية وأحكام بالسجن.
الصحة: تعزيز التأمين الصحي وتوفير مزيد من الحوافز الضريبية لتعميم التأمين الطبي.
جنح الصغار: اصلاحيات.
المدارس: بنظام الكوبون وتعدد الاختيارات.
الضمان الاجتماعي: سيدرس زيادة عمر التقاعد وخصخصة نظام الضمان الاجتماعي.
الاصلاح الضريبي: خفض معدل الخصم الى 10 - 33$
التكنولوجيا: إبقاء الانترنت بعيداً عن الرسوم والضرائب.
جورج بوش - الميلاد: 6/7/1946 عمره 53 عاماً.
التعليم: مجاز في الآداب، جامعة ييل 1968، ماجستير ادارة اعمال، جامعة هارفارد 1975.
الخبرة: رجل اعمال متعدد الاهتمامات، ركّز اساساً على النفط 1968 - 1989. مدير عام لأحد اندية كرة القدم الاميركية بيسبول 1989 - 1994. حاكم ولاية تكساس منذ 1995.
الأسرة: زوجته لورا ويلش، ولهما ابنتان توأم.
"من المهم ان تقوم الحكومة ببعض الاعمال على اساس متقن، وحين يبقى فائض من المال، مثلما هي الحال اليوم، فبدلاً من التوسّع في اشغال الحكومة يجب علينا ان نُخفّض الضرائب. انني اعتزم اعادة ذلك الفائض الى دافعي الضرائب. ولاحظوا كلماتي: في عهد الرئيس بوش سيكون هناك نظام ضمان اجتماعي جيد".
آل غور
موقفه من القضايا المطروحة:
الاجهاض: يؤيد حرية الاختيار وضمان سلامة عمليات الاجهاض ومشروعيتها وعدم لزومها الا في الضرورات.
الموازنة: انضباط مالي وخطة ذات خمس نقاط للنمو.
الحقوق المدنية: مؤيد لحقوق النساء، وللسماح للمثليين بالالتحاق بالجيش.
الجريمة: يؤيد قانون "الضربات
الدفاع: مؤيد للاسلحة النووية.
المخدرات: يساند تقديم دورات بعد التعليم: فصول اصغر، مزيد من الرعاية قبل المدرسة وبعدها.
التعليم: فصول اصغر، مزيد من الرعاية قبل المدرسة وبعدها.
البيئة: خفض الغازات الضارة، وبناء حدائق اكثر، وخفض السيارات.
الأسرة: حماية الاطفال من مخاطر الانترنت السياسة الخارجية: يشجع دور اميركا دولياً وتدخلها كذلك.
السياسة الخارجية: يشجع دور اميركا دولياً وتدخلها كذلك.
التجارة الحرّة: ينادي بفتح اوروبا واليابان للأغذية المعدّلة جينياً.
الحكومة: تجديد الادارة.
البنادق: تشديد قوانين حيازة الاسلحة.
الصحة: ضمان التأمين ل15 مليوناً.
جنح الصغار: تشديد العقوبات في الجريمة الثانية.
المدارس: يرفض نظام الكوبونات.
الضمان الاجتماعي:حماية نظام الضمان الاجتماعي.
الاصلاح الضريبي: التجديد وخفض الضرائب.
التكنولوجيا: يؤيد تطويرها وتعزيز الانترنت.
الميلاد: 21/3/1948 العمر 51 عاما
التعليم: بكالوريوس الآداب، تخصص في الحكم، هارفارد 1969، التحق بمعهد متخصص في الأديان 71 - 1972، ثم بكلية الحقوق 74 - 1976.
الخبرة: مُجنّد في الجيش 69 - 1971، صحافي 73 - 1976، عضو كونغرس 77 - 1985، نائباً للرئيس منذ 1993.
العائلة: زوجته ماري اليزابيث - لهما أربعة أطفال.
"لقد تخلّصنا من عجز الموازنة، لكننا نواجه اليوم عجزاً أشد خطراً، وهو عجز يبدو انه لا يتعمّق الا كلما زاد انتاجنا وتحسّن اداؤنا. انه العجز الزمني في حياتنا الاسرية، ونقص الاحترام في ثقافتنا العامة، والعجز في رعايتنا لصغارنا وكبارنا. ان أسرنا حانية علينا لكنها مشدودة ومضغوطة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.