- هل يداهمك وجع في جهة واحدة من الرأس الى درجة أنك تضع يدك عليه؟ - هل يتزامن نبض الوجع مع نبض القلب؟ - هل هناك ما يثير وجع الرأس؟ - هل يترافق وجع الرأس مع الغثيان والتقيؤ؟ - هل يتزايد الوجع مع زيادة الجهد؟ إذا أجبت بنعم على معظم الأسئلة السابقة وبنعم ايضاً على اثنين من الأسئلة اللاحقة فأنت بلا شك تعاني من مرض الشقيقة الصداع النصفي: - هل لديك احساس بأن عصاباً يغلف رأسك؟ - هل تشعر بآلام في الرقبة أو في الكتف؟ - هل تعاني من الصداع بعد جهد يتطلب منك تركيزاً كبيراً؟ - هل تصطك أسنانك عندما يداهمك الصداع؟ - هل تستطيع ان تتابع عملك على رغم نوبة الصداع؟ الشقيقة هي الصداع الدوري النابض الشامل لنصف الرأس، وهو يبدأ عادة في الطفولة أو اليفع أو الكهولة وتستمر نوباته بمعاودة المريض طيلة حياته، الا ان تواترها يخف مع التقدم في العمر. ونوبة الشقيقة قد تأتي على حين غرة من دون انذار، حتى ان بعضهم لا يتوانى عن نطح رأسه بأقرب حائط للسيطرة على نوبة الصداع القوية. والشقيقة ضربت رؤوس العديد من العلماء والمشاهير، من أمثال جول سيزار، بسمارك، بيتهوفن، داروين، اينشتاين، كَانْتْ، وحتى أبو التحليل النفسي فرويد لم يسلم من شره. ونوبات الشقيقة قد تُثار بعوامل عدة ومتنوعة مثل الشدة الفيزيائية أو العاطفية، أو نتيجة نقص النوم أو زيادته أو بسبب الكحول أو العادة الشهرية، أو اثر تناول وجبة ثقيلة أو بعد تناول أغذية معينة. ودور الغذاء في اثارة نوبات الصداع النصفي أمر واقع اليوم، ولكنه يتباين بين مصاب وآخر، غير ان ثلاثة مرضى من أصل خمسة أشاروا بأصابع الاتهام الى وجود العديد من الاغذية التي تقف وراء أزمة الشقيقة. والشوكولاته تحتل مرتبة الصدارة في قائمة الأغذية المحرضة لنوبة الصداع النصفي، وسبب ذلك يرجع الى احتوائها على مادة موسعة للأوعية الدموية هي "فينيل ايتيلامين" الشبيهة بمادة "تيرامين". وهذه الأخيرة ايضاً تعتبر من المواد المثيرة للشقيقة وهي تتواجد بكمية عالية في الاغذية الغنية بالبروتين والتي خضعت للتخمر مثل الاجبان والأسماك البحرية والنقانق وغيرها. ولكي يعرف المصاب بأنه حساس حيال مادة "التيرامين" بإمكانه ان يطبق طريقة بسيطة جداً تقوم على تناول واحد من الاطعمة الغنية بالتيرامين، فإذا حصلت نوبة الشقيقة بعد 30 الى 40 دقيقة فهذا يشير الى ان الغذاء المذكور مثير للنوبة. البوظة ايضاً يمكن ان تقدح زناد نوبة الصداع النصفي. من منا، ولو لمرة واحدة، لم يشعر بذلك الألم القوي اللاذع الذي ينتاب جبهتنا عقب تناول البوظة المثلجة كثيراً. ان البوظة قد تكون مصدراً لإثارة زوبعة قوية للصداع النصفي لدى المصابين به. والسبب في ذلك يعود الى فعل البرودة على النهايات العصبية القابعة في سقف الحنك. والمضافات الصناعية يمكن بدورها ان تشعل فتيل الصداع النصفي، وهذه المضافات تستخدم بكثرة في هذه الأيام، ومنها: - نيرات الصوديوم التي تستعمل في حفظ اللحوم، وهي مادة غير سامة، لكنها بجرعات متوسطة أو عالية قادرة على ان تمهد لحدوث نوبة الشقيقة وذلك بإثارتها لتوسيع الأوعية الدماغية. - نيتريت الأميل. في العام 1975 ظهر وباء أثار دهشة في الولاياتالمتحدة. ان مستهلكي النقانق "Hot Dogs" أخذوا يعانون من آلام الرأس عقب تناولهم النقانق. وعندها أوعزت مؤسسة الاغذية والأدوية الاميركية الى المختصين لدرس هذه الظاهرة، فجاءت النتيجة ان مادة نيتريت الأميل هي السبب في ذلك. - غلوتامات الصوديوم. اكتشف دور هذه المادة في تحريضها لآلام الرأس في العام 1968، اذ ان بعض رواد المطاعم الصينية كانوا يعانون من الصداع كلما ترددوا عليها. وفي محاولة لتفسير ذلك تبين ان مادة غلوتامات الصوديوم هي التي تقف وراء ذلك، ان الطباخين الصينيين يستعملون هذه المادة بكثرة بهدف تحسين نكهة المأكولات التي يحضرونها. - الإمساك القبض يمكن ان يثير النوبة بشكل واضح، والسبب علمه عند الله. لكن الشيء المعروف هو ان علاج الإمساك يساهم الى درجة كبيرة في تحسين حالة المرضى الذين يعانون من الشقيقة. وبعض المصابين بالشقيقة يمكن ان تداهمهم النوبة بعد الصوم أو بعد حذف وجبة واحدة من الطعام أو حتى بمجرد التأخر عن تناول الطعام. وفي محاولة لتفسير ذلك وجد البحاثة ان هبوط مستوى السكر في الدم هو السبب في تأجيج النوبة لدى الكثيرين من المرضى. أخيراً يجب ان لا ننسى التبغ، فرائحة دخان السجائر وحدها يمكن احياناً ان تطلق العنان لنوبة الشقيقة، لكن الغريب في الأمر ان تدخين سيجارة من قبل المصاب الذي يعاني من الشقيقة الوعائية يمكن ان يساعد كثيراً في اخماد النوبة. إذا كنت من المصابين بالشقيقة، وداهمتك النوبة على حين غرة أنصحك بأن ترشف فنجان قهوة قوية، فقد يستطيع لوحده ان يضع حداً لنوبتك، واذا كنت من أولئك الذين لا يحبون القهوة، فبامكانك ان تجرب منقوع البابونج المنتشر في الشرق الأوسط.