أمير المدينة يستقبل سفير إندونيسيا لدى المملكة    سمو وزير الخارجية يشارك بالإجتماع الوزاري بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية.    أمير الرياض يعتمد ترقية 238 موظفاً من منسوبي الإمارة    توقيع مذكرتي تفاهم لتعزيز استدامة إدارة النفايات وتشجيع المبادرات التوعوية    النيابة العامة: التستر وغسل الأموال يطيح بوافد و3 مواطنين لإخفائهم 200 مليون ريال    أمير المدينة يدشن مهرجان الثقافات والشعوب بالجامعة الإسلامية    المنتدى العالمي للتمويل الإسلامي يدعو لتعزيز التنمية المستدامة    القبض على 8 أشخاص لقيامهم بالسرقة وسلب المارة تحت تهديد السلاح    «الفضاء السعودية» تنشئ مركزاً عالمياً متخصصاً في مجالات الفضاء بالشراكة مع «المنتدى الاقتصادي العالمي»    "جائزة الأميرة صيتة" تُعلن أسماء الفائزين بجائزة المواطنة المسؤولة    سياسيان ل«عكاظ»: السعودية تطوع علاقاتها السياسية لخدمة القضية الفلسطينية    رصد 54 مخالفة في منشآت التدريب الأهلية في شهر مارس    افتتاح الملتقى السنوي الثاني للأطباء السعوديين في إيرلندا    أمطار مصحوبة بعدد من الظواهر الجوية على جميع مناطق المملكة    «مطار الملك خالد»: انحراف طائرة قادمة من الدوحة عن المدرج الرئيسي أثناء هبوطها    لتحديد الأولويات وصقل الرؤى.. انطلاق ملتقى مستقبل السياحة الصحية    فيصل بن فرحان: الوضع في غزة كارثي    عباس يدعو إلى حل يجمع غزة والضفة والقدس في دولة فلسطينية    وزيرا الإعلام والعمل الأرميني يبحثان التعاون المشترك    عبدالله خالد الحاتم.. أول من أصدر مجلة كويتية ساخرة    الأهلي بطلاً لكأس بطولة الغطس للأندية    النصر والنهضة والعدالة أبطال الجولة الماسية للمبارزة    تتضمن ضم " باريوس" مقابل "فيجا".. صفقة تبادلية منتظرة بين الأهلي وأتلتيكو مدريد    فيصل بن بندر يؤدي الصلاة على عبدالرحمن بن معمر ويستقبل مجلس جمعية كبار السن    دولة ملهمة    نائب أمير مكة يطلع على تمويلات التنمية الاجتماعية    رابطة العالم الإسلامي تُعرِب عن بالغ قلقها جرّاء تصاعد التوترات العسكرية في شمال دارفور    اللواء الزهراني يحتفل بزفاف نجله صلاح الدين    استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    منصور يحتفل بزواجه في الدمام    اللجنة الوزارية العربية تبحث تنفيذ حل الدولتين    " ميلانو" تعتزم حظر البيتزا بعد منتصف الليل    منتدى الرياض يناقش الاستدامة.. السعودية تتفوق في الأمن المائي رغم الندرة    الفيحاء يتوّج بدوري الدرجة الأولى للشباب    ديوانية الراجحي الثقافيه تستعرض التراث العريق للمملكة    النقد وعصبية المسؤول    مهنة مستباحة    فئران ذكية مثل البشر    إستشاري يدعو للتفاعل مع حملة «التطعيم التنفسي»    منجزات البلدية خلال الربع الأول بحاضرة الدمام    شوبير: صلاح يقترب من الدوري السعودي    محمية الإمام عبدالعزيز تشارك في معرض أسبوع البيئة    جامعة «نورة» تفتتح منافسات الدورة الرياضية لطالبات الجامعات الخليجية    ميتروفيتش ومالكوم يشاركان في التدريبات    اكتمال جاهزية كانتي.. وبنزيما انتظار    المصاعد تقصر العمر والسلالم بديلا أفضل    سعود بن بندر يستقبل أعضاء الجمعية التعاونية الاستهلاكية    صحن طائر بسماء نيويورك    أول صورة للحطام الفضائي في العالم    ذكاء اصطناعي يتنبأ بخصائص النبات    تطبيق علمي لعبارة أنا وأنت واحد    أمير تبوك يواسي أبناء أحمد الغبان في وفاة والدهم    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    المسلسل    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القرن العشرون في علاماته ومغامراته الانعطافية .الفضاء : خطوة صغيرة للإنسان ... قفزة عملاقة للبشرية 4
نشر في الحياة يوم 13 - 12 - 1999

طائرة الاخوين رايت التي افتتحت القرن العشرين بالأمتار القليلة التي ارتفعتها، كانت بداية اوصلت البشرية الى سطح القمر، والى سطوح أخرى أبعد منه، وحركت العيون والأفئدة بأسرع مما حركت المخيلات أحياناً. فكان قرننا الراحل قرن الفضاء، والآتي... أضخم.
التطورات والانجازات الهائلة التي حققها الانسان في حقلي الطيران والفضاء خلال القرن العشرين، جاءت وليدة أحلامه المستمرة في سبر أغوار الفضاء وسعيه الحثيث لزيارة الكواكب واستكشافها واستيطان الصالح منها.
فمنذ آلاف السنين كان المصريون القدماء يراقبون الكواكب ويستخدمون مواقع النجوم والقمر بمثابة ساعة عملاقة لتحديد مواعيد احتفالاتهم الدينية والأحداث الطبيعية المهمة في مصر، كموعد الفيضان السنوي لنهر النيل وكيفية تقسيم العام الى 365 يوماً.
أولى محاولات الطيران في العالم قام بها عباس بن فرناس الأندلسي في القرن التاسع الميلادي لكنها لم تتكلل بالنجاح. بعد ذلك جاءت محاولة الاخوين الفرنسيين جوزيف وجاك مونغولفييه الناجحة في العام 1783 للطيران بواسطة منطاد هوائي.
وفي العام 1898 تمكن المهندس الألماني فرديناند فون زابيلين من بناء سفينة منطادية تلاها عدد من السفن الأخرى مثل "غراف زابيلين" التي قامت ب144 رحلة عبر المحيط الأطلسي، الى ان جاءت كارثة ال"هندنبرغ" هي أكبر سفينة منطادية في العالم والتي قتل فيها 35 شخصاً في العام 1937 إثر حريق شب فيها.
وفي العام 1903 من بداية القرن العشرين تمكن الاخوة أورفيل وويلبور رايت الأميركيان من انتاج أول طائرة بمحركات وقيادتها. أما بداية عصر الصواريخ فجاءت بعد قرنين من توقع العالم البريطاني اسحاق نيوتون قيام الانسان باطلاق جهاز ما في الفضاء، عندما نجح مدرس روسي يدعى قنسطنطين تشيولكوفسكي في قياس السرعة التي يتوجب على الصاروخ اعتمادها لاجتياز حاجز الكرة الأرضية. وفي العام 1926 أطلق العالم الأميركي روبرت غودارد أول صاروخ يعمل بالوقود السائل، وأصبح السفر عبر الفضاء ممكناً بفضل جهود المهندس الألماني البارون فيرنر فون برون الذي صمم صواريخ في-2 أثناء الحرب العالمية الثانية. وقد عمل فون برون بعد انتهاء الحرب في برنامج الفضاء الأميركي حيث بنى نظام "جوبيتر" في العام 1958 الذي استخدم في اطلاق أول قمر اصطناعي أميركي. إلا أن بداية عصر الفضاء الحقيقية جاءت في العام 1961 عندما انطلق رائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين في مدار حول الأرض، وبعده وطأت قدما رائد الفضاء الأميركي نيل ارمسترونغ أرض القمر في العام 1969. وكان لرحلات "أبولو" ال17 في الستينات والسبعينات الأثر الأكبر في رحلات استكشاف الفضاء. فقد وضعت هذه الرحلات 12 رائد فضاء فوق القمر واعادتهم الى الأرض سالمين. واليوم ازداد عدد رواد الفضاء من الرجال والنساء الذين ينطلقون في رحلات فضائية لفترات متفاوتة تتراوح بين بضعة أيام وبضعة أشهر.
وفي العام 1997 هبطت عربة "سوجونر" الروبوتية فوق سطح المريخ وباشرت استكشاف أجواء الكوكب الأحمر بمساعدة علماء "ناسا" الذين كانوا يتحكمون بها عن بعد من كوكب الأرض.
ثم جاء اكتشاف مسبار الفضاء الأميركي "لونار بروسبكتر" وجود مياه متجمدة منتشرة في جيوب صغيرة فوق مساحة شاسعة من القطبين الشمالي والجنوبي لكوكب القمر. وتمكن هذا المسبار الفضائي المتواضع من قلب مفاهيم وثوابت صمدت عبر اجيال، متحدياً في ذلك الاستنتاجات والنتائج التي خلفتها مهمات ورحلات "أبولو" السابقة.
ولا شك ان وجود الماء على سطح القمر يغير كل المفاهيم السابقة، فاذابة الثلج توفر مياهاً للشرب. وتعرض الماء للتحليل الكهربائي عن طريق استخدام الطاقة الشمسية يوفر الاوكسيجين للتنفس والهيدروجين لانتاج وقود الصواريخ. ويعتبر القمر قاعدة علمية ممتازة للمراقبة الفلكية، فإذا كانت الصور الرائعة التي نقلها تلسكوب هابل الفضائي الى الأرض مثيرة جداً، فكيف تكون الحال عندما يشيّد العلماء مرصداً فلكياً متكاملاً فوق سطح القمر.
وفي العام 1998 تمكن رائد الفضاء المخضرم السناتور الأميركي جون غلين من العودة الى الفضاء والدوران حول الأرض وهو في السابعة والسبعين من عمره. مؤكداً للعالم ان كبار السن قادرون على سبر أغوار الفضاء أيضاً.
وبينما نجحت الصين في دخول عصر الفضاء عبر مركبة فضائية غير مأهولة دارت الكرة الأرضية 14 مرة أواخر هذا العام، فشلت وكالة ناسا في محاولاتها الأخيرة لانزال مركبة "بولار - لاندر" فوق سطح المريخ قبل نهاية هذا القرن بثلاثة أسابيع.
تلسكوب هابل الفضائي
وإذا ادركنا ان كوكب الأرض هو واحد من تسعة كواكب تدور حول الشمس، وان الشمس مجرد نجم بين 200 ألف مليون نجمة موجودة في مجرة درب التبانة. وان هذه المجرة هي واحدة من المجرات العديدة الأخرى في الفضاء، لأمكننا تقدير الكم الهائل المتاح أمام الانسان لاستكشاف الفضاء وأسراره.
من أروع الانجازات التقنية الفضائية في القرن العشرين. أطلقته وكالة الفضاء الأميركية ناسا على متن مركبة الفضاء ديسكفري في العام 1990، ومنذ ذلك الحين وهو يتحف العلماء بالصور والاكتشافات التي لم يسبق لها مثيل في عصر الفضاء. ففي العام 1995 نجح تلسكوب هابل في التقاط صور رائعة لموقع ولادة النجوم، والأعمدة الضخمة الحاضنة لها والمكونة من غاز الهيدروجين ودقائق الغبار المجهرية التي يصل طولها الى 9.5 ترليون كيلومتر. وسوف تساعد هذه الصور علماء الفلك على فهم طريقة ولادة النجوم وأسباب احاطة بعضها بكواكب عدة بينما لا يحاط البعض الآخر بأي من الكواكب. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يساهم فيها تلسكوب هابل بمعلومات وصور تهم البشرية، فقد سبق وزوّد العلماء بحقائق عن الانفجار الكبير وكيف أن بعض النجوم الموجودة في الكون هي أقدم عمراً من الكون ذاته. كما اكتشف فجوة عميقة أو ثقباً أسود بحجم 3 مليارات كوكب الشمس داخل لب أحد المجرات. وارسل التلسكوب صوراً فريدة عن ارتطام مذنب "شوماكر - ليفي" بكوكب المشتري في العام 1994. وباشر التلسكوب في حل لغز المنارات الضوئية المشعة خارج المجرات التي تعرف باسم "كوازار".
في الحادي عشر من آب اغسطس 1999، حلَّت ظاهرة طبيعية نادرة للكسوف الكلي للشمس، هي الأخيرة في هذا القرن. وقد شاهدها أكثر من ملياري نسمة مباشرة أو عبر الوسائل الإعلامية المختلفة. حيث بدأت تجربة العمر ظهراً في منطقة كورنوال البريطانية مروراً بمدن ريمس الفرنسية وشتوتغارت الألمانية وبخارست الرومانية، ثم انتقل الكسوف الكلي الى تركيا والعراق وايران وباكستان وأخيراً الهند. وخلال تلك التجربة حل الظلام وظهر كوكبا عطارد والزهرة للعيان واستحمت الأرض بوهج ارجواني أضفى برودة غير طبيعية على الجو. ومع حلول ظلام غير عادي ظهرت النجوم واستجابت الطيور لهذا الحدث والتغيير المفاجئ فسارعت الى أعشاشها، واتجهت بعض الحيوانات الأخرى الى اوكارها وانكمشت أوراق الورد، بينما انتاب بعض الناس الذعر والانبهار والخشية. أدرك خلاله الحاضرون أسباب الخوف الشديد الذي كانت شعوب الحضارات الماضية تعيشه كلما حدثت ظاهرة الكسوف الكلي. وحرص الناس في الدول العربية والاسلامية على متابعة الكسوف وأخباره بكافة الوسائل، واتخذوا احتياطات مناسبة لوقاية عيونهم وعيون أطفالهم من خطر الاشعاعات فوق البنفسجية. بينما استفاد العلماء من دراسة الظاهرة فلكياً وفيزيائياً وبيولوجياً وفضائياً.
فتحت الاكتشافات الرائعة في علوم الفيزياء والرياضيات والفضاء التي أرسى قواعدها العالمان البرت آينشتاين وستيفين هوكنغ، كالنظرية النسبية والثقوب الفضائية السوداء وامكان السفر عبر الزمن، الطريق مشرعاً أمام طموح الانسان لزيارة المستقبل والعودة منه الى الحاضر. وما قصة "الة الزمن" التي كتبها الروائي البريطاني ه.ج. ولز وبيّن فيها امكان سفر الانسان عبر الزمن آلاف السنين لرؤية المستقبل بما فيه من غرائب وعجائب وما سيؤول اليه وضع الكرة الأرضية ومن عليها، وقصة الروائي الأميركي مارك توين "جندي أميركي في قاعة الملك آرثر" التي حملت مسافر الزمن الى الماضي، والأفلام العديدة التي وصفت رحلات متنوعة عبر الزمن من الحاضر الى الماضي ومن الحاضر الى المستقبل بواسطة سيارة في سلسلة أفلام "العودة الى المستقبل" أو بواسطة صندوق للهاتف العمومي في سلسلة أفلام "مغامرات بيل وتيد الممتازة"، الا خير دليل على أن السفر عبر الزمن والطموح الى تحقيقه أمران لن يتجاهلهما الانسان لأنه بطبيعته مسافر يومي عبر الزمن في رحلاته الخيالية التي يعيشها في صحوته وأحلامه. وقد يأتي اليوم الذي تنجح فيه جهوده وتجاربه لاختراع وسيلة أو مركبة تنقله الى المستقبل القريب أو البعيد. ومن غير المستغرب ان تتجه الجهود العلمية حالياً الى تطبيق نظرية السفر ذهاباً واياباً عبر الزمن باتجاه المستقبل، داخل مسلك دودي ذي فتحتين يخلقه أحد ثقوب الفضاء السوداء. وذلك بعدما أثبت علماء الفيزياء الأميركيون رياضياً ان تقريب فتحتي المسلك الدودي ينتج عنه ولادة آلة زمنية يمكن السفر عبر احدى فتحاتها الى المستقبل ومن ثم العودة الى الحاضر من خلال الفتحة الأخرى. وكان العالم الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكنغ أشار الى امكان السفر عبر الزمن واحتمال مواجهة المسافرين لصعوبات وعقبات جمّة، خصوصاً للراغبين في العودة الى الماضي، إذ أن العودة الى حقبة زمنية تسبق تاريخ صناعة آلة الزمن تتنافى وقوانين الطبيعة التي تحرم من يسافر الى الماضي من قدرة العودة الى الحاضر، لانعدام وجود آلة الزمن التي استخدمها في أسفاره للوصول الى الماضي آنذاك. أما السفر الى المستقبل والعودة منه الى الحاضر، فقد أصبحت احتمالاته أكبر على رغم تزايد الصعوبات واستحالة توفير كميات الوقود أو الطاقة المطلوبة لاجتياز تلك المسافات بسرعة الضوء. إلا أن احتمال نجاح استخدام العربات التي يتم انزالها فوق الكواكب والقدرة على التحكم فيها عن بعد من كوكب الأرض، سيمكّن هذه العربات مستقبلاً من التنقيب عن المعادن الثمينة وجمع وقود الهيليوم وغيره من الغازات لاستخدامها في مفاعل توليد الطاقة التي يحتاجها انسان المستقبل.
وفي سعيها لاستخدام الوسائل الأفضل والأرخص تخطط وكالة الفضاء الأميركية ناسا لصنع مناطيد وطائرات قادرة على دراسة سطح المريخ وغيره من الكواكب، عوضاً عن ارسال المسابر والآلات والمعدات الروبوتية المكلفة التي يمكن أن تتعرض للتلف أو الدمار قبل هبوطها، كما حدث أخيراً في مركبة "بولار - لاندر" التي كان مقرراً لها أن تهبط في 3 كانون الأول ديسمبر من هذا العام. هذا بالاضافة الى كون الأجهزة الجوالة محدودة القدرات ولا يمكنها تنفيذ بعض المهام التي يمكن للمناطيد والطائرات المحلقة القيام بها بسهولة نظراً لقدرتها على التحليق ببطء لفترات طويلة وتغطية مسافات شاسعة من سطح الكواكب، الأمر الذي يتيح لها دراسة أعمق لطبيعة المناخ وتضاريس التربة ويمكنها من ارسال المعلومات وتلقي التعليمات لتغيير منحى المهام المطلوبة أو توسيعها دون الاضطرار للعودة الى الأرض والاستعداد للقيام برحلة جديدة.
وتجدر الاشارة الى أن المناطيد المصممة خصيصاً لمجابهة الظروف الطبيعية القاسية والمتقلبة للكواكب، قادرة على حمل اجهزة روبوتية يمكن انزالها في المكان الذي يقترحه علماء ناسا، مما يتيح لهم مرونة في اتخاذ القرارات الحاسمة واختيار المهام الضرورية في آنها. ويأمل العلماء أن تتمكن هذه المناطيد من الدوران حول الكواكب الموجهة إليها لفترة تتجاوز المئة يوم وذلك بحلول عام 2003.
فوائد تكنولوجيا الفضاء على الأرض
لم تقتصر الفوائد والانجازات العلمية التي حققتها التقنيات الفضائية على اكتشاف حقائق الكواكب والمذنبات ونشأة الكون وولادة النجوم ودراسة المناخ، بل شملت تطبيقات علمية وصحية واقتصادية مهمة على سطح الأرض. فالنظام المتبع في تصميم السترات الفضائية التي يرتديها رواد الفضاء ساهم في توفير ملابس واقية للعاملين في المفاعل النووية وصناعة السفن والقوات المسلحة وسائقي سيارات السباقات السريعة، من خلال امتصاصه ما بين 40 و60 في المئة من حرارة الجسم. كما ساعد في صناعة الأحذية الرياضية الماصة للصدمات. أما المواد المصنوعة من ألياف السيليكون التي يستعملها علماء ناسا كمواد عازلة للحرارة في المركبات الفضائية، فانها تستخدم لحماية سيارات السباق والسيارات الناقلة للوقود.
من جهة أخرى، تستخدم مادة غور-تكس المستعملة في صناعة السترات الفضائية في وقاية الجسور والسفن وأنابيب النفط والمصافي من الصدأ. وقد ساهمت تكنولوجيا المسح التصويري الرقمية المستخدمة في تلسكوب هابل الفضائي طبياً في سحب عينات من الثدي دون اللجوء الى الجراحة وما ينتج عنها من غرز مشوهة للجسد.
سباق الفضاء الى أين؟
واستفادت تقنيات طبية عديدة من برامج الكومبيوتر التي انتجتها ناسا، مثل اجهزة التصوير المسماة "كات - سكان" واجهزة اشعة اكس المحمولة، واجهزة الليزر الجراحية واجهزة مراقبة الاشارات الحيوية للمرضى من بعد.
ويستخدم النظام المتبع في صناعة اجهزة التنفس التي صممت خصيصاً لرواد الفضاء في مساعدة رجال الاطفاء على أداء مهامهم. ويقدر المردود المادي لهذه التقنيات على الأرض بمليارات الدولارات.
كان سباق الفضاء في أوجه بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية في الستينات والسبعينات، ثم انحسرت حدة المنافسة في الثمانينات الى أن اختفت في التسعينات بسبب المصاعب الاقتصادية والمادية التي عانت وتعاني منها روسيا قبل انهيار الاتحاد السوفياتي وبعده. وتحاول الدول الأوروبية ومعها الصين أخيراً انعاش سباق الفضاء من جديد باتجاه غزو الكواكب والمذنبات واستكشاف أسرارها أو استيطانها إذا أمكن ذلك. لكن الولايات المتحدة الأميركية تبقى الرائدة في تكنولوجيا الفضاء والقدرات العلمية والمادية. وهي تتعاون مع الدول الأوروبية منذ العام 1997 لاطلاق محطة فضائية دولية عملاقة على دفعات على أمل استكمالها في العام 2002.
وتخطط وكالة الفضاء الأوروبية أيسا لارسال مركبة فضائية أوروبية تحمل مسباراً لاستكشاف مذنب "ويرتانين" الذي يبعد عن الأرض مسافة 5.3 مليار كيلومتر، ومن ثم مطاردته لملايين الكيلومترات أثناء سفره السريع عبر الفضاء وذلك بحلول العام 2012. وسوف تطلق الوكالة مركبتها "روزيتا" في العام 2003 على أمل وصولها الى هدفها بعد رحلة 9 سنوات. وبعد دورانها حول المذنب لمدة شهر واحد تقوم المركبة بانزال مسبار فوق سطح المذنب لمتابعة دراسته.
بينما تخطط وكالة ناسا الأميركية لارسال مركبة "ديب أمبكت" في العام 2004 لاستكشاف مذنب "تمبل-1" الذي يبعد مسافة 133 مليون كيلومتر عن الأرض، على أمل الوصول اليه في العام 2005. ويأمل العلماء في كلا الوكالتين الفضائيتين ان تساهم تجاربهم وجهودهم في كشف أسرار ولادة الكواكب ودراسة أصولها.
وكما تحقق حلم الانسان في سبر أغوار الفضاء والوصول الى القمر والهبوط فوق سطحه، فإن التوغل في أعماق هذا الكوكب وغيره من الكواكب، واقامة قواعد ومستوطنات دائمة فوقها لم يعد من المستحيلات. لذا تقوم وكالة الفضاء الأميركية ناسا مع دول أوروبية عديدة بتجارب متواصلة لدراسة امكانية العيش فترات طويلة داخل محطات فضائية دائمة فوق سطح الكواكب وعلى يابستها أيضاً.
قد نجح بعض هذه التجارب في اقامة عدد من رواد الفضاء فترات قياسية داخل مركباتهم المتصلة بمحطات فضائية. كما نجح عدد من الرجال والنساء في الاقامة داخل بيوت زجاجية تتوافر فيها متطلبات المحيط الحيوي الضروري لبقاء الانسان معزولاً عن الأجواء البيئية الخارجية المحيطة به، إذ تجاوزت مدة اقامتهم سنتين كاملتين. وقد ينجح العلماء في تطبيق تلك التجربة عبر اقامة قواعد ثابتة فوق القمر يمكن للانسان العيش داخلها من دون التأثر بالأجواء الخارجية. كما يمكنه اقامة قواعد أخرى مماثلة في الفضاء على مقربة من الكواكب التي ينوي استكشافها.
ألبرت آينشتاين
واحد من أعظم العلماء الفيزيائيين في التاريخ. أدت نظريته النسبية الى مفاهيم جديدة حول الفضاء والزمن والمادة والطاقة والجاذبية. كان رجلاً خجولاً ارتكزت انجازاته على النظريات والأفكار المجردة وقامت شهرته على النظرية النسبية وعلى إرساء فكرة تقدير الطاقة وقوتها.
ولد آينشتاين في مدينة أولم الألمانية في العام 1879 ثم انتقل مع عائلته الى سويسرا حيث درس الفيزياء في معهد العلوم التطبيقية في مدينة زوريخ. وبعد فشله في الحصول على مركز أكاديمي هناك، عمل ككاتب بسيط في مدينة بيرن. وفي العام 1905 عمل آينشتاين في أوقات فراغه على انتاج ثلاث أوراق علمية أعادت دراسة بعض أهم المفاهيم الاساسية في حقل العلوم. وكانت نظرياته ثورية لدرجة انها لم تلاق ترحاباً فورياً، الا ان قدراته العلمية حازت الاعتراف الذي تستحقه بسرعة. ففي العام 1909 عين آينشتاين استاذاً في جامعة زوريخ ثم انتقل بعدها الى جامعة برلين في العام 1914. وكانت نشرته العلمية الأولى حول النظرية الخاصة للنسبية قد قلبت نظرية العالم اسحاق نيوتون حول القياسات الثابتة للزمن والحركة. اذ بين آينشتاين ان كل أشكال الحركة نسبية، أي ان كل ما يمكننا قياسه هو مدى سرعة حركتنا بالنسبة لشيء آخر. فهنالك علاقة بين الكتلة وطاقة الأشياء المتحركة يمكن التعبير عنها في المعادلة الشهيرة E=MC2 التي تعني ان الطاقة الموجودة في أي جزيئة من المادة تساوي مقدار كتلتها مضروباً بمربع سرعة الضوء. واعتبرت هذه المعادلة من صميم الطرق المستخدمة في الحصول على الطاقة النووية.
وفي العام 1915 نشر آينشتاين ورقته العلمية الثانية حول النسبية أو ما يعرف بالنظرية العامة للنسبية التي تحدثت عما يمكن حدوثه عندما يسرع جسم ما أو يبطئ، فكلما سافر الإنسان بسرعة كلما تباطأت حركة الزمن. واشتملت النظرية ايضاً على فكرة ان للضوء كتلة وانه بالتالي يتأثر بالجاذبية. وقد تأكدت هذه النظرية عندما اكتشف عالم الفلك البريطاني السيد آرثر ادنغتون انحناء الضوء بفعل الجاذبية عبر صور التقطت للضوء المنبعث من نجمين مختلفين اثناء كسوف الشمس في العام 1919. وفي العام 1921 حصل آينشتاين على جائزة نوبل في الفيزياء. وغادر المانيا ليعيش في الولايات المتحدة الاميركية في العام 1933.
محطات تاريخية مهمة في عصر الفضاء والطيران
1903- الاخوان أورفيل وويلبور رايت الأميركيان انتجا وقادا أول طائرة بمحركات.
1905- العالم ألبرت آينشتاين ينشر ثلاثة أوراق علمية بما فيها النظرية الخاصة بالنسبية.
1919- العالم آينشتاين ينشر ورقته الخاصة بالنسبية العامة التي يعلن فيها ان الجاذبية هي خاصية فضائية وليست قوة بين جسمين.
1923- أدوين هابل، عالم الفلك الأميركي، يبرهن وجود مجرات فضائية أخرى غير مجرة درب التبانة التي تحوي مجموعتنا الشمسية.
1926- العالم الأميركي روبرت غودارد يطلق أول صاروخ يعمل بالوقود السائل.
1927- العالم البلجيكي جورج ليماتر يقترح نظرية التمدد المستمر للكون.
1929- أدوين هابل يبين كيفية تباعد المجرات عن بعضها البعض، وهو أساس نظرية الانفجار الكبير.
1930- الأميركي كلايد تورنبو يكتشف كوكب بلوتو.
1937- السفينة المنطادية "هندنبرغ" تحترق أثناء تحليقها.
1939- المهندس الروسي آيغور سيكورسكي يبني أول طائرة هليكوبتر.
1942- البارون الألماني فيرنر فون برون ينجح في اطلاق أول صاروخ بعيد المدى تحت اسم في-2.
1957- الاتحاد السوفياتي يطلق أول قمر اصطناعي في مدار حول الأرض تحت اسم "سبوتنيك-1"، وبعد ذلك بشهرين يتم اطلاق القمر الاصطناعي "سبوتنيك-2" وهو يحمل الكلبة لايكا في مدار حول الأرض.
1959- مسبار "لونا-2" الفضائي يصل الى القمر ويكون بذلك أول مسبار فضائي ينجح في الوصول الى القمر.
1961- رائد الفضاء الروسي يوري غاغارين يصبح أول انسان يسافر عبر الفضاء داخل مركبة "فوستوك-1" السوفياتية في مدار حول الأرض.
1962- اطلاق قمر تلستار وهو أول قمر اصطناعي لنقل البث التلفزيوني الحي والاتصالات الهاتفية عبر الفضاء.
- مسبار الفضاء "مارينر-2" ينجح في السفر بمحاذاة كوكب الزهرة.
1963- رائدة الفضاء الروسية فالنتينا تيريشكوفا تصبح أول امرأة تسافر عبر الفضاء.
1969- رائدا الفضاء الأميركيان نيل أرمسترونغ وأدوين "بظ" الدرين يهبطان فوق سطح القمر بمركبة أبولو ويمشيان على تربته ويأخذان عينات صخرية منه، ثم يعودان الى الأرض بعد وضع اجهزة علمية فوقه.
1969-1972- الستينات والسبعينات أطلقت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" 17 مهمة فضائية ضمن برنامج أبولو، نقلت خلالها 12 رائد فضاء الى القمر ثم اعادتهم الى الأرض بسلام.
1971- أطلق الروس أول محطة فضائية عملاقة اسمها "ساليوت".
1973- اطلق الأميركيون أول محطة فضائية لهم تحت اسم "سكاي لاب" وكانت عبارة عن مختبرات تدور حول الكرة الأرضية وبداخلها طاقم من رواد الفضاء يعيشون فيها فترات تتراوح بين أسابيع وشهور بهدف قدرة الانسان على العيش في المركبات الفضائية لفترات طويلة.
- اطلاق مسبار "مارينار-10" وهو أول مسبار يزور كوكبين في رحلة واحدة هما كوكبا الزهرة وعطارد.
1976- هبوط مسباري الفضاء "فايكنغ-1" و"فايكنغ-2" فوق المريخ.
1977- اطلاق "فويجور-1" و"فويجور-2" باتجاه كواكب المشتري ونبتون وأورانوس.
1977- الولايات المتحدة الاميركية تطلق اول مكوك فضائي يمكن تكرار استخدامه في الرحلات الفضائية المتتالية.
1979- 1989 - نجاح مسباري "فويجور" في زيارة كواكب المشتري وزحل واورانوس ونبتون. واكدت رحلتهما بعض النظريات العلمية كما حققت اكتشافات لم تكن في الحسبان.
1983- اطلاق اول مختبر فضائي متخصص اسمه "سبيس لاب".
1985- اطلاق 5 مسابر فضائية لاستكشاف مذنب هايلي.
في العام 1985 أيضاً شارك الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز في رحلة فضائية حول الأرض ليكون أول رائد فضاء عربي.
1986- الروس يطلقون اكبر محطة فضائية في العالم اسمها "مير".
1988- رائدا الفضاء الروسيان موسى مناروف وفلاديمير تيتوف يعودان من الفضاء بعد رحلة استغرقت 366 يوماً.
1989- "فويجور - 2" تكشف تفاصيل كوكب نبتون.
1990- اطلاق تلسكوب هابل الفضائي لنقل الصور عن النجوم والمجرات واتاحة الفرصة امام العلماء لرؤية حقائق نشأة الكون اليافع بعد الانفجار الكبير. - اطلاق مسبار الفضاء "اوليسيس" للسفر فوق قطبي الشمس.
1993- علماء الفلك الاميركيون جين وكارولين شوماكر وديفيد ليفي يكتشفون مذنّباً جديداً حمل اسميهما شوماكر ليفي.
1995 - مسبار غاليليو الفضائي يدخل اجواء كوكب المشتري.
- رائد الفضاء الروسي فاليري بولياكوف يعود الى الارض بعد قضائه 437 يوماً و18 ساعة داخل محطة "مير" الفضائية. وهو رقم قياسي لبقاء الانسان في الفضاء.
1996- مركبة الفضاء غاليليو تنزل مسباراً في اجواء كوكب المشتري بينما تحلق المركبة في مدار حول الكوكب.
1997- هبوط عربة سوجرنر الروبوتية فوق سطح المريخ ومباشرتها في استكشاف اجواء الكوكب وتربته بمساعدة علماء من "ناسا" كانوا يتحكمون بها عن بعد من كوكب الارض.
- المباشرة في اطلاق اجزاء من محطة الفضاء الدولية الى حين اكتمالها في العام 2002. وسوف يشارك في بنائها كل من وكالة الفضاء الاميركية "ناسا" واليابان وروسيا ووكالة الفضاء الاوروبية.
1998- نجح مسبار الفضاء "لوناربروسبكتر" في اكتشاف وجود مياه متجمدة في جيوب صغيرة فوق سطح القمر.
- بعد 36 سنة من دورانه حول الأرض كأول رائد فضاء أميركي عاد السناتور جون غلين الى الفضاء في المركبة ديسكفري وهو في السابعة والسبعين من عمره.
1999- دخلت الصين عصر الفضاء باطلاقها اول مركبة فضائية غير مأهولة بواسطة صاروخ بعيد المدى، وقد دارت المركبة حول الارض 14 مرة.
3 كانون الاول ديسمبر - بعد رحلة فضائية استغرقت 11 شهراً، توقع العلماء الاميركيون في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة "ناسا" هبوط مركبة "بولار - لاندر" فوق سطح المريخ آملين في ان تتيح للبشر فرصة سماع ما يدور من اصوات طبيعية كصفير الريح وغيره. وان تتيح للعلماء فرصة دراسة مناخ الكوكب الاحمر وطبقاته الرملية والغبارية والثلجية خلال مكوث المركبة فوق الكوكب مدة 90 يوماً.
ولكن مع الاسف لم تعط المركبة اي اشارة تؤكد هبوطها او وصولها الى الموقع المحدد.
نيل ارمسترونغ
أول رجل وطأت قدماه سطح القمر واطلق عبارته الشهيرة: "هذه خطوة صغيرة للانسان، وقفزة عملاقة للبشرية". ولد رائد الفضاء الاميركي نيل ألدن ارمسترونغ في مدينة وابا كونيتا في ولاية أوهايو في العام 1930. وكان مولعاً بالطيران منذ نعومة أظفاره. تخرج طياراً وهو في السادسة عشرة من عمره ودرس هندسة الطيران ثم حارب في الحرب الكورية الى ان التحق في العام 1955 كطيار مدني باحث في وكالة الفضاء الاميركية ناسا التي كانت تعرف آنذاك باسم "اللجنة الاستشارية القومية للطيران".
انضم ارمسترونغ الى البرنامج الفضائي لوكالة ناسا في العام 1962 واصبح طياراً قائداً لمركبة الفضاء جيميني - 8 في العام 1966.
وفي العام 1969 انطلق مع رائدي الفضاء الاميركيين أدوين الدرين جونيور ومايكل كولينز في رحلة أبولو - 11 التي وضعتهم فوق سطح القمر. استقال ارمسترونغ من ناسا في العام 1971 ليصبح استاذاً في هندسة الطيران في جامعة سنسيناتي في ولاية اوهايو.
أدوين هابل
ولد عالم الفلك الاميركي المرموق في العام 1889 وترعرع في الولايات المتحدة الاميركية، حيث درس الحقوق في جامعة شيكاغو، ثم عمل محامياً لفترة قصيرة انتقلت ميوله واهتماماته بعدها الى علم الفلك حيث عمل في "مرصد ويلسون" في كاليفورنيا طوال حياته. وكان للعالم أدوين هابل انجازات رائعة في حقل الفضاء، ففي العام 1923 اكتشف هابل اثناء فحصه لمجموعة من النجوم العملاقة المعروفة بمجرة انوروميدا ان الكون الذي نعيش فيه مكوّن من مجرات أخرى غير مجرة درب التبانة التي كان معظم علماء الفلك يعتقدون انها وحدها هي الكون، واكد ان المجرات ليست غيوماً من الغاز، بل هي مجموعات محددة من النجوم. وفي العام 1929 اكتشف ان السرعة التي تتحرك فيها المجرة بعيداً عن الأرض تعتمد على مدى بُعدها عن كوكب الأرض، وهذا ما يعرف حالياً بقانون هابل. واكتشف ايضاً ان المجرات القريبة من مجرة درب التبانة تكون مرتبطة بها بواسطة قوة الجاذبية، وهذا ما فسره العلماء على أنه يعني ان الكون آخذ في التمدد والاتساع طبقاً لنظرية النسبية التي وضعها آينشتاين.
يوري غاغارين
أول رائد فضاء في العالم. ولد يوري الكسايفيتش غاغارين في العام 1934 في مزرعة جنوب موسكو، وتخرج طياراً في العام 1957 حيث انخرط في سلاح الجو السوفياتي الروسي فترة عامين التحق بعدها في برنامج تدريب رواد الفضاء. وفي 12 نيسان ابريل من العام 1961 انطلق غاغارين في الفضاء داخل مركبة فوستوك - 1 في مدار حول الكرة الأرضية، ثم عاد الى الأرض ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه. وقد كان للانجاز الذي حققته رحلة غاغارين الفضائية الفضل الأكبر في دخول البشرية عصر الفضاء، وكان الدافع الرئيسي وراء سباق الفضاء ومسارعة الولايات المتحدة الاميركية الى تطوير برنامجها الفضائي لإرسال رائد فضاء اميركي الى القمر والهبوط عليه في نهاية الستينات. قتل غاغارين في حادث طيران أثناء أداء مهمة روتينية بالقرب من موسكو.
ستيفن هوكنغ
من أهم علماء الفيزياء والكونيات في القرن العشرين. ولد ستيفن ويليم هوكنغ في العام 1942 في مدينة أوكسفورد وترعرع في لندن حيث تابع دراسته الثانوية، ثم التحق بجامعة اوكسفورد التي تخرج منها العام 1962 وانتقل بعدها الى جامعة كامبريدج لدراسة علم الفلك والفضاء. وفي تلك الفترة اكتشف الاطباء انه مصاب بداء لوغيريغ الذي يدمر جهازي الاعصاب والعضلات تدريجياً. ورغم فقدانه المقدرة على الكتابة والنطق، تابع أبحاثه وحاز درجة الدكتوراه من جامعة كامبريدج في العام 1966، ثم عيِّن استاذاً في الفيزياء التجاذبية سنة 1977 وشغل المقعد الاكاديمي المرموق الذي كان يشغله العالم السير اسحاق نيوتون كأستاذ في الرياضيات في العام 1988. وكان العالمان ستيفن هوكنغ وروجر بنروز قد أثبتا في العام 1970 انه اذا ما صحت النظرية النسبية لآينشتاين فإن ذلك يعني احتمال وجود بداية محددة لنشأة الكون الذي نعيش فيه. وان ما سبق واقعة الانفجار الكبير كان يعرف بالحقبة الانفرادية التي اجتمع فيها الفضاء مع الزمن. وقد تصدر كتابه الشهير "لمحة تاريخية موجزة عن الزمن" لائحة اكثر الكتب العلمية مبيعاً لما حواه من معلومات ونظريات مثيرة حول نشأة الكون والانفجار الكبير والثقوب السوداء في الفضاء والنظرية النسبية لآينشتاين، واحتمال السفر عبر الزمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.