القيادة تهنئ رئيس جمهورية جنوب أفريقيا بمناسبة إعادة انتخابه لمدة رئاسية جديدة    أمطار رعدية المرتفعات الجنوبية    عبدالعزيز بن سعود يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة عيد الأضحى المبارك    الكشافة تواصل جهودها بإرشاد الحجاج التائهين في مشعر عرفات    سمو أمير منطقة الباحة يهنئ القيادة الرشيدة بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك    "كشافة الزلفي" تواصل تقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام    عروض مسرحية وفلكلور شعبي في احتفالات الشرقية بعيد الأضحى    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يرفع التهنئة للقيادة الرشيدة بمناسبة عيد الأضحى    الرئيس الشيشاني يغادر جدة بعد أدائه مناسك الحج    الذكاء الاصطناعي يتحكم بالقرارات الشرائية لحوالي 80 %    توصية متكررة بتحديث متصفح «غوغل»    واجهات جدة البحرية ومرافقها العامة جاهزة لعيد الأضحى المبارك    هل يستحوذ «السيادي السعودي» على 15 % من مطار هيثرو؟    وزير الخارجية يرأس وفد المملكة في قمة (السّلام في أوكرانيا) بمدينة لوتسيرن السويسرية    الأهلي وصفقات الصيف    الصين تنشئ صناديق مؤشرات للاستثمار في الأسهم السعودية    الذكاء الاصطناعي يسهم في تصعيد الحجاج إلى عرفات    بياض الحجيج يكسو جبل الرحمة    الأجهزة اللوحية والبصمات تلاحق غير النظاميين    «الدرون» العين الثاقبة في المناطق الوعرة    القبض على بلوغر إماراتية بعد تصويرها مقطعا في مكان محظور    «الكانفاس» نجمة الموضة النسائية    اكتشاف النهر المفقود في القطب الجنوبي منذ 34 مليون سنة    15 خطيباً اعتلوا منبر عرفة.. أكثرهم «آل الشيخ» وآخرهم «المعيقلي»    «الهلال الأحمر» ل «عكاظ»: إسعافات «طويق» و«طمية» تخترق الصعاب    جماعات الإسلام السياسي وحلم إفساد الحج    أبرز أمراض العيد وكيف يمكن الوقاية منها    5 مخاطر للأشعة فوق البنفسجية    ابتكار علاج جيني يؤخر الشيخوخة    في هذه الحالة.. ممنوع شرب القهوة    أمير منطقة الحدود الشمالية يهنئ القيادة بمناسبة عيد الأضحى المبارك    إيطاليا تفوز بشق الأنفس على ألبانيا في يورو 2024    الملك وولي العهد يتلقيان تهنئة قادة الدول الإسلامية بعيد الأضحى    أمير منطقة نجران يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة عيد الأضحى المبارك    الأمير فيصل بن سلمان يهنئ القيادة الرشيدة بعيد الأضحى المبارك    عبدالعزيز بن سعود يتفقد قوات الأمن الخاصة المشاركة ضمن قوات أمن الحج    الشيخ السديس يهنئ القيادة بنجاح نفرة الحجاج من عرفات إلى مزدلفة    تصعيد أكثر من 42 مليون سلعة تموينية لضيوف الرحمن في مشعري عرفة ومزدلفة    "البيئة" تفسح أكثر من (2,1) مليون رأس من الماشية منذ بداية "ذو القعدة"    المتحدث الأمني ل"الوطن": المملكة مدرسة في إدارة الحشود    ضبط (12950) مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    الوقوف بعرفة.. يوم المباهاة    نيمار يُعلق على طموحات الهلال في كأس العالم للأندية    وزير الخارجية يستعرض العلاقات التاريخية مع رئيس المجلس الأوروبي    بدء مفاوضات انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي    العيد في غزة حزين وبلا أضاحي    رئيس مصر يزور المتحف الدولي للسيرة النبوية    «الرياض» ترصد حركة بيع الأضاحي.. والأسعار مستقرة    وزير الخارجية يترأس وفد المملكة بقمة السلام في أوكرانيا    "الصحة" تُحذر الحجاج من أخطار التعرض لأشعة الشمس    وزير الإعلام يتفقد مقار منظومة الإعلام بالمشاعر المقدسة    انضمام مسؤول استخباراتي سابق إلى مجلس إدارة شركة Open AI    وزير الداخلية: نتعامل مع الواقع لوأد أي عمل يعكر صفو الحجاج    السعودية تتسلم علم استضافة أولمبياد الفيزياء الآسيوي 2025    2000 إعلامي من 150 دولة يتنافسون في الأداء    120 مليون نازح في العالم    فيلم "نورة" من مهرجان "كان" إلى صالات السينما السعودية في رابع العيد    صحفيو مكة يشيدون بمضامين ملتقى إعلام الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحقيق يكشف اللغز الذي شغل ملايين عشاق كرة القدم في كأس العالم . الغيرة والإعلام والعقاقير وراء انهيار رونالدو
نشر في الحياة يوم 16 - 11 - 1998

أريق حبر كثير حول المباراة النهائية بين البرازيل وفرنسا في مونديال 98 وسرت تكهنات شتى حول العارض الصحي الذي تعرض له رونالدو ولا تزال ملابسات المباراة لغزا يشغل بال المحللين والنقاد وعشاق كرة القدم في مختلف أصقاع الأرض. وخلال هذا الاسبوع صدر كتاب بعنوان رونالدو للصحافي ونسلي كلاركسون حاول فيه ان يميط اللثام عن أسرار المباراة النهائية وان يروي الحقيقة كاملة بعد تحقيقات ميدانية واكب فيها مسيرة النجم الاسطوري منذ كان جنيناً في أحشاء أمه حتى المباراة الكابوس. وفي ما يأتي تحاول "الوسط" ان تلخص أهم ما جاء في التحقيق، عن الجوانب الخفية من حياة رونالدو الذي ملأ الدنيا وشغل وسائل الاعلام.
كان البرازيلي رونالدو مرشحاً ليكون نجم المباراة النهائية في كأس العالم بلا منازع، وكان عشاق كرة القدم يتوقعون منه ان يمارس سحره الكروي بامتياز، هو الذي نشأ في بيئة تؤمن بالسحر والشعوذات وتمارس الماكومبا والفودو، لكن رونالدو خذل عشاقه، وخيب آمال مواطنيه في أسوأ مباراة خاضها في حياته وبدا أشبه بشبح يجر قدميه بتثاقل مريب، علماً انه كان من قبل يخترق صفوف المدافعين بسرعة مذهلة، ويراوغهم بطريقة ماكرة، وكان مصدر رعب لحراس المرمى على امتداد 90 دقيقة.
وكان لا بد من ان يتساءل الناس وهم لا يصدقون ما تراه أعينهم: ماذا دهى رونالدو في مباراة العمر؟ وما هو السر الكامن وراء تحوله من لاعب خارق الى لاعب شبه كسيح؟
بعد تحقيقات مضنية دامت أشهراً عدة توصل وينسلي كلاركسون الى جملة من الحقائق منها ان طبيب المنتخب البرازيلي أعطى رونالدو قبل المباراة النهائية بأربعين دقيقة نصف حبة من عقار لورازيبام Lorazepam المسكن، وكان ذلك بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، إذ كان رونالدو يتعاطى على مدار الساعة كوكتيلا من العقاقير لمقاومة الالتهابات وتسكين الآلام جراء إصابة تعرضت لها ركبته، وهذه العقاقير تشمل زايلوكين Xyloeaine وكاتافلام Cataflam وفولتارول Voltarol والعقار الأخير يمكن ان يسبب اضطرابات عنيفة وتشنجات. وعانى رونالدو ايضاً مما يمكن وصفه بنوبة صرع، وقد بدا مضطرباً ومتهالكاً بعد خمس دقائق من ادراج اسمه على قائمة لاعبي المنتخب الوطني البرازيلي المشاركين في المباراة النهائية.
والواقع ان رونالدو بعد تناوله نصف حبة من عقار لورازيبام بدقائق مرّ في وضع غريب لمّح إليه في تصريح أدلى به إثر المباراة: "كنت أعاني من حالة غريبة لم أشعر بمثلها قبل أي مباراة: صداع حاد وغثيان وآلام في المعدة".
ويرى كلاركسون ان معاناة رونالدو بدأت في الرابع والعشرين من أيار مايو اذ كان يفترض ان يصل في هذا التاريخ الى مطار فرنسا لينضم الى سائر اعضاء المنتخب البرازيلي.
لكن رونالدو الذي بدأ يشعر بوطأة النجومية على سلوكه، وبالضغوطات الهائلة من الجماهير البرازيلية التي لا ترضى بأقل من الكأس، وبسبب علاقته العاصفة بخطيبته سوزانا ورنر، توارى عن الأنظار لمدة ثلاث ساعات في المطار، وعندما وصل الى مقر البعثة البرازيلية في ساعات الفجر الأولى احتج لأنه لم يكن في المطار أحد لاستقباله، وما أقلق المسؤولين في البعثة هو ان رونالدو كان في حالة هستيرية. والغريب أنهم سمحوا لنجمهم المضطرب نفسياً ان ينام في غرفة واحدة مع زميله في المنتخب روبرتو كارلوس المعروف بممارسته الماكومبا، أحد أنواع السحر في البرازيل. وهو يحمل معه أدواته السحرية أينما حلّ، ومن الطبيعي ان يترك ذلك أثراً عميقاً في نفس شخص لطيف شديد الحساسية كرونالدو الذي كان يصغي الى أحاديث روبرتو وشعوذاته.
في العاشر من حزيران يونيو كان افتتاح مباريات كأس العالم في لقاء البرازيل واسكوتلندا، ولم يكن اللقاء يحمل أي متاعب سواء بالنسبة الى البرازيل أو الى رونالدو. ومع ذلك فقد كان رونالدو يعاني ضغوطات كبيرة، فلم يجد الى النوم سبيلاً عشية اللقاء وانفجر باكياً لأن جسده كان يرتعد بعنف.
وبعد فوز البرازيل 2/1 بدأت متاعب رونالدو تتبدد. وفي 16 حزيران لعبت البرازيل والمغرب. وتعرض رونالدو لإصابة في فخذه لم يدرك خطورتها إلا بعد أيام. وتلقى أوامر صارمة من المدير الفني للمنتخب ماريو زاغالو بعدم الإشارة الى إصابته تلك، لكنه لم يستطع ان يقاوم التعليق على المخالفة التي سببت تلك الإصابة، فقال: "لقد بدا المغاربة كما لو أنهم يحاولون النيل منا. لقد كانوا خطرين".
وهذه الإصابة فاقمت من عصبية رونالدو، لأن ركبته اليسرى كانت تؤلمه بسبب إصابة سابقة تعرض لها في آذار مارس 1996. وعلى الأثر بدأ الطاقم الطبي المكون من الدكتور ليديو توليدو ومساعده الدكتور يواكيم دا ماتا خطة العلاج.
وقد قاوم رونالدو 21 ربيعاً آلام الإصابتين برباطة جأش لأن الجماهير البرازيلية المتعصبة تراهن عليه لإحراز كأس العالم للمرة الخامسة. وفي السابع من تموز يوليو بعد فوز البرازيل على هولندا في المباراة نصف النهائية، كانت ركبة رونالدو في حالة يرثى لها. لكن المدرب البرازيلي لمح الى ان ما يحتاجه رونالدو هو الراحة فقط. واستبدت بالبعثة البرازيلية حال من القلق والهلع، ترى ماذا بوسعهم ان يفعلوا؟ هل يعقل ان يخوضوا المباراة النهائية وهم يفتقدون خدمات أفضل لاعب في المنتخب البرازيلي وأفضل مهاجم في العالم؟
وقد حاول الدكتور توليدو ومساعده داماتا التركيز في علاج رونالدو على عقاقير مضادة للالتهابات واخرى مسكنة، لكن حالة رونالدو ازدادت سوءاً. وفي ريو دي جانيرو بعد خمسة أسابيع من المباراة النهائية ذكر أحد أعضاء البعثة: "كان رونالدو أغلب الأحيان يرتعد في الأيام التي سبقت المباراة النهائية. وكان يبدو في غاية العصبية"، ثم أضاف: "نحن حالياً بدأنا نتساءل، هل كانت حالته تلك بسبب العقاقير التي تناولها، أم بسبب الإصابات التي تعرض لها؟ لقد كان رونالدو يتصرف كما لو كان مصاباً بدوار قوي".
وبلغ القلق على صحة رونالدو حداً جعل زملاءه في المنتخب يقترحون على الطبيب علاجه بالأعشاب، وأشاروا عليه بأن يفرك ركبته المصابة بلحاء الشجر.
وبدأت الأزمة الحقيقية في الساعة الثانية بعد الظهر، أي قبل انطلاق المباراة النهائية بسبع ساعات. كان رونالدو ينام في الغرفة التي يتقاسمها مع روبرتو كارلوس كما أسلفنا. وكان هذا الأخير يستمع الى الراديو، عندما قطع عليه لذة الإصغاء شخير رونالدو الذي بدا كما لو كان يعاني ضرباً من نوبات الصرع. كان رونالدو ممتقع الوجه وكان العرق يتصبب منه بغزارة وراح يرتعد وهو في حالة من التشنج العصبي، فصرخ روبرتو طالباً النجدة، فقطع لاعبو المنتخب البرازيلي قيلولتهم وتدافعوا الى غرفة رونالدو. وقد أجهش اللاعبون في البكاء لدى رؤيته، وقد ذكر مدير الفندق بول شوفالييه انه سمع اللاعبين يقولون: "انه ميت، ميت ميت" أما المدافع البرازيلي مارسيللو غونسالفيش فقد قدم الى أحد أصحابه أدق وصف تفصيلي للأحداث التي جرت بعد ظهر ذلك اليوم المشؤوم "في وسعي أن أتذكر تماماً الصورة الرهيبة التي رأيته فيها الساعة الثانية بعد الظهر. كان الزبد يخرج من فم رونالدو وهو يصارع من أجل البقاء ويتنفس بصعوبة بالغة وكان وجهه شاحباً للغاية ثم غلب عليه اللون القرمزي".
وبعد ربع ساعة أدعى رونالدو انه في حالة جيدة واستسلم الى النوم من جديد. وفي الثالثة والنصف أعلن ان رونالدو لن يشارك في المباراة النهائية لكأس العالم.
وفي الساعة 4.45 نقل رونالدو مصحوباً بحراسه وبرجال الشرطة الى مستشفى دي ليلا الذي يوفر الخدمات والاسعافات لنجوم كأس العالم ليل نهار. وطوال ساعة ونصف الساعة خضع رونالدو لاختبارات شتى لكن الاطباء لم يجدوا أي دليل حسي يثبت انه عانى من نوبة صرع، وقد حرص كل من رونالدو والدكتور توليدو على التأكيد ان ما تعرض له نجم المنتخب البرازيلي هو مجرد ضغط نفسي.
وقبل 45 دقيقة فقط من بدء المباراة النهائية، أدرج اسم رونالدو على القائمة الرسمية للاعبين المشاركين، وفي ذلك مخالفة صريحة لقوانين الفيفا اذ سبق له ان تسلم قائمة لا تتضمن اسم النجم المذكور الذي وعدته شركة نايكي للملابس الرياضية بمكافأة مالية مقدارها مليون دولار في حال سجل هدفين.
وسرت اشاعات مفادها ان شركة نايكي التي ترعى رونالدو والمنتخب البرازيلي مارست ضغطاً على الاتحاد البرازيلي لكرة القدم كي يشرك النجم الاسطوري رغم اصابته، لكن الشركة نفت نفياً قاطعاً تلك الاشاعات.
وما تعرض له رونالدو أحدث بلبلة وارتباكاً في صفوف المنتخب البرازيلي فلم يقم بتمارين التسخين التي تسبق عادة انطلاق المباراة، وفي غرفة الملابس كان الجو مشحوناً لدرجة ان قائد المنتخب دونغا فاته ان يتلو مع زملائه الصلاة التي درج المنتخب على تلاوتها قبل كل مباراة طوال كأس العالم. ومما لا شك فيه ان المدير الفني زاغالو قام بمغامرة غير محمودة العواقب عندما قرر إشراك رونالدو في المباراة النهائية، لكنه بكل تأكيد يستفيد من الأسباب التخفيفية اذ كان يجهل تماماً ان رونالدو تناول عقاراً مسكناً قبل المباراة ومرد ذلك الى ان رونالدو والطبيب توليدو حرصا على كتمان الأمر.
وبعد عودته الى البرازيل استدعي الدكتور توليدو للمثول امام لجنة طبية هددته بسحب إجازته إذا لم يقدم تشخيصاً مقنعاً لما تعرض له رونالدو، وقد أبلغ توليدو اللجنة ان ما أصاب رونالدو ناتج من نوبة صرع أو من انهيار عصبي.
وقد أعلن الدكتور توليدو لاحقاً أمام الصحافيين: "ان الضغط النفسي لم يكن السبب في ما حل برونالدو، خلافاً لما صرح به في مستشفى دي ليلا، وهذا ما أحدث مزيداً من البلبلة والإلتباس. وعلى أية حال فإن الدكتور توليدو اعترف للمرة الأولى بأن العقاقير المضادة للالتهابات التي تناولها رونالدو لمعالجة فخذه المصاب قد تكون وراء تشنجاته.
ويرى كلاركسون ان من الخطأ اسقاط الدور الذي لعبته وسائل الاعلام والمشاكل العاطفية في ايصال رونالدو الى ذلك الوضع. فقبل انطلاق كأس العالم باثني عشر يوماً حضر رونالدو بطولة فرنسا المفتوحة لكرة المضرب وأبدى اهتماماً ملحوظاً باللاعبة الروسية الشقراء أنا كورنيكوفا التي تشبه من بعض النواحي خطيبته سوزانا وقد التقطت له صور وهو يطبع قبلة على خد اللاعبة الحسناء.
وأثارت الصور التي نشرت في الصحف جنون سوزانا فاتصلت برونالدو مهددة متوعدة، ثم قطعت المكالمة تاركة رونالدو نهباً للهواجس والظنون السوداء.
وبعد مباراة البرازيل واسكوتلندا تحدى رونالدو أوامر زاغالو الصارمة بعدم السماح للاعبين بمقابلة زوجاتهم أو صديقاتهم، فالتقى سوزانا التي تدبرت الأمر بعدما عينت مراسلة جوالة لقناة التلفزيون البرازيلية غلوبو.
كانت سوزانا متألمة جداً مما قام به رونالدو، ولكنها كانت تعرف انه بحاجة اليها، وكان رونالدو رغم سعادته الغامرة باللقاء يحاول ترميم العلاقة المتداعية بينهما، وبدلاً من ان يكون اللقاء فرصة للاسترخاء تتيح له لاحقاً ان يركز على مباراة البرازيل والمغرب، أصبح مصدراً للقلق والتوتر.
وبلغ القلق ذروته قبل مباراة البرازيل والنروج عندما انطلقت شائعات عن علاقة حب بين سوزانا والمعلق الرياضي البرازيلي بيدرو بايل. كما انطلقت اشاعات اخرى خلاصتها ان رونالدو قرر الانفصال عن سوزانا ورفع في وجهها البطاقة الحمراء. وقد فجرت الشائعات والشائعات المضادة خلافاً جديداً بين رونالدو وسوزانا عشية لقاء البرازيل وتشيلي، وقد قال رونالدو لأحد أصدقائه المقربين: "إنني أعاني ضغطاً نفسياً هائلاً وأتوقع ألا يشركني المدرب في المباراة مع تشيلي، إنني أكره عمل سوزانا في قناة غلوبو".
لكن سوزانا كانت تستمتع بعملها الذي حقق لها شهرة عريضة. قبل سنتين، كان دورها يقتصر على كونها تابعة لرونالدو، صحيح انها ظهرت في مسلسل تلفزيوني برازيلي لكن شهرتها ظلت محلية. وبين ليلة وضحاها بدأت تعيش وهج الشهرة وأصبحت في دائرة الضوء في حين كانت نيران الغيرة تتأجج في قلب رونالدو ولا سيما بعدما قرأ في احدى الصحف الارجنتينية هذا الخبر: "رغم المصالحة التي تمت بين رونالدو وسوزانا، فإن بيدرو بايل أصبح الطرف الثالث في ذلك الخلاف. لقد كان على رونالدو ان ينام وحيداً في فندق المنتخب البرازيلي. وكانت سوزانا تنام في باريس، حيث كان ينام بيدرو بايل ايضاً".
وعلى أثر هذا الخبر اضطر رجال الشرطة في البرازيل أن يؤمنوا حماية لوالدة بيدرو بايل العجوز، خوفاً من ان يعتدي عليها عشاق كرة القدم المتعصبون.
وبعد فوز البرازيل على تشيلي وافق رونالدو على ان يجري معه بايل مقابلة تلفزيونية، وقبل اجراء المقابلة تمت تسوية الأمور العالقة بينهما نتيجة الاشاعات. وقد صرح بايل للصحافيين: "كان رونالدو غاضباً لأن الناس يفبركون قصصاً لا أساس لها من الصحة، وأكد رونالدو ان ليس بيننا مشاكل على الإطلاق".
وعشية المباراة النهائية تحدى رونالدو أوامر زاغالو ثانية فتنكر بثياب لاعب بيسبول ووضع نظارات سوداء وخرج من الباب الخلفي للفندق مستحلفاً زميله في الغرفة روبرتو كارلوس ان يكتم السر. وعندما دخل رونالدو شقة سوزانا انفجر باكياً بين ذراعيها، فحاولت تهدئته وعندما لم تفلح أجهشت بدورها في البكاء. وإثر عودته الى الفندق تلقى مكالمة هاتفية مؤثرة من سوزانا فجرت دموعه مجدداً. وبدلاً من ان يستعد ذهنياً للمباراة الحاسمة كان رونالدو في دوامة القلق والاضطراب.
وقبل ان يستسلم الى النوم مرّت في ذهنه صور ماضيه... تذكر انه قبل ان يصبح نجماً اسطورياً لم يكن يتمتع بحظوة لدى النساء، ولعل مرد ذلك الى نتوء أسنانه وتباعدها.... وتذكر موعده الأول وهو في الثالثة عشرة مع جارته كيلي كريستينا 15 عاماً وكيف تخلت عنه بسرعة لأنه كان دميماً. وفي السنة ذاتها بدأ الحظ يبتسم لرونالدو عندما سجل ثلاثة أهداف لنادي ساو كريستوفو في مباراته الأولى، ولفت اللاعب الفتى أنظار الكسندر مارتينز ورينالدو بيتا وهما وكيلان لأعمال اللاعبين فتفاوضا مع والده نيليو على شرائه لقاء 7 آلاف دولار. ويتضمن عقد الشراء بنداً يتقاضى بموجبه الوكيلان 10 في المئة من قيمة أي عقد في السنوات العشر اللاحقة، ولم يعد في وسع رونالدو ان يتنفس من دون موافقتهما.
وتبدلت أحوال رونالدو بعدما قطع أشواطاً على طريق الشهرة ولاسيما عندما تعاقد مع فريق كروزيرو وهو في السادسة عشرة من عمره. وقد علق في حب فتاة سمراء تدعى لوسيانا تخلى عنها بعد ستة اشهر نزولاً عند رغبة والدته سونيا. وفي السابعة عشرة استدعي للدفاع عن ألوان بلاده في كأس العالم 1994 لكنه بقي في مقاعد الاحتياطيين ولم يخض أي مباراة.
وأدرك وكيلا رونالدو انه كنز لا يقدر بثمن فأنفقا ستة آلاف دولار على تجميل أسنانه... مما يساعد على تسويق صورة النجم الخارق... وعندما تعاقد فريق ايندهوفن الهولندي مع رونالدو في العام 1994 بلغت حصة وكيليه أربع مئة ألف دولار. وفي هولندا عاش رونالدو قصة حب جارف مع البرازيلية ناديا فالديز فرنكا إلا أنهما انفصلا في آب اغسطس 1995. وبعد انفصالهما اتصلت به ناديا مدعية انها تحمل في أحشائها طفلاً منه، لكنها لاحقاً أجهضت الطفل.
وانتقل رونالدو الى برشلونة في العام 1997 وبدأت وسائل الاعلام تحصي عليه أنفاسه وبدأت تتهافت الأندية وشركات الاعلان على التعاقد معه وأصبح محط إعجاب النساء وكان يضرب موعداً لأكثر من فتاة في الوقت نفسه. يروى أحد أصدقائه "كان رونالدو أشبه بطفل في محل للحلوى. وبعدما كانت الفتيات تعرض عنه، أصبحن الآن يتنافسن على إغرائه".
وكانت لرونالدو علاقة بملكة جمال برازيلية تدعى راكيل وعلاقة ببرازيلية أخرى اسمها أديللي، ولكن أياً من هذه الفتيات لم تكن تملك مفتاح قلبه الى ان التقى سوازنا في أحد أندية الريو الليلية فرقصا معاً وثرثرا طوال الليل، لكن سوزانا رفضت ان تعطي رونالدو رقم هاتفها لأنها تعيش مع صديق.
وبعد أشهر علم رونالدو ان صديق سوزانا لقي مصرعه في حادث دراجة نارية فتوسل أحد أصدقائه للحصول على رقم سوزانا كي يقوم بواجب التعزية. وتم لرونالدو ما أراد وبعد اسابيع اعترف لسوزانا: "أنت أجمل فتاة قابلتها في حياتي. وأنا وقعت في حبك منذ وقعت عيناي عليك". وتعهد رونالدو لسوزانا انه لن يخرج مع فتاة أخرى بعدما أفهمته بوضوح انها لن ترضى بأن تكون لها شريكة في حبه... وفي العام 1997 قرر رونالدو ان يضفي على حبهما طابعاً رسمياً فتمت خطوبتهما في حفل حضره حوالى 300 شخص من الأهل والأصدقاء.
ومع ان الحب الذي يربط بين رونالدو وسوزانا صادق وعميق، فقد هبت عليه رياح المتاعب بحكم طبيعة الالتزامات التي يقوم بها رونالدو، ففي نهاية العام 1997 بلغ عدد المباريات التي خاضها لأنتر ميلان وللبرازيل 73 مباراة، وهذا يعني انه أنفق أيام السنة موزعاً بين المطارات والفنادق واستوديوهات التلفزيون، وهذا يعني ان رونالدو رغم أضواء الشهرة كان محكوماً بالاختناق، لأنه لم تكن لديه فسحة من الوقت ليلتقي حبيبته ويعيش شبابه، ولذا كان يختلس الوقت للقائها. وما فاقم الوضع هو ان رونالدو كان يكبت ذلك في قلبه وكان يرفض ان يشكو وان يتذمر الى ان انفجر ذلك كله بعد ظهر ذلك اليوم المشؤوم قبل المباراة التي جعلت شعباً بأسره يعلن الحداد على أثرها لا لأنه خسر المباراة فحسب، بل لأن أداء منتخبه كان معيباً بكل المقاييس.
وبعد هذه الخلاصة لما جاء في كتاب ونسلي كلاركسون لا بد من التساؤل: هل آذنت شمس رونالدو بالغروب، أم أن ما جرى في المباراة النهائية لكأس العالم مجرد كسوف عابر؟
حتى الآن لم يستعد رونالدو مستواه والنتائج التي حققها سواء في الدوري الايطالي أو في دوري أبطال أوروبا متواضعة وباهتة، فهو لم يسجل سوى هدفين أحدهما من ضربة جزاء، ولكن ذلك لا يعني ان اسطورة رونالدو قد انتهت. فالنجم الذي سحر الملايين يحتاج الى فترة نقاهة جسدية ونفسية ليستعيد توازنه وألقه... لقد دفع رونالدو في كأس العالم ضريبة الشهرة وضريبة الاعلام الذي سلط عليه الأضواء وحمله أعباء فوق طاقته، ومن حق رونالدو علينا هو الذي وفرّ لنا المتعة والإثارة، ومنحنا لحظات من السحر الحلال ان نقف الى جانبه في محنته كيلاً يلقى مصيراً مشابهاً لمصير الأميرة ديانا التي كانت اسطورة صنعها الاعلام ثم سقطت ضحية ذلك الاعلام
بطاقة هوية
ولد رونالدو في 22 أيلول سبتمبر 1976.
لعب لأندية سوسيال راموس وساو كريستوفو وكروزيرو في البرازيل. ولنادي اندهوفن في هولندا ونادي برشلونة في اسبانيا وهو حالياً يلعب لنادي انتر ميلان في ايطاليا.
كان رونالدو يتقاضى في نادي كروزيرو راتباً شهرياً قيمته 3 الاف جنيه استرليني. وتقاضى من ايندهوفن راتباً سنوياً مقداره 650 ألف جنيه، وتقاضى من برشلونة راتباً سنوياً قيمته 900 ألف جنيه وهو يتقاضى حالياً من الانتر راتباً سنوياً مقداره 3 ملايين و152 ألف جنيه.
سجل رونالدو لسوسيال 8 أهداف ولساو كريستوفو 36 هدفاً ولكروز يرو 58 هدفاً ولايندهوفن 55 هدفاً ولانتر ميلان 36 هدفاً. وسجل للبرازيل 30 هدفاً في 41 مباراة دولية.
أحرز رونالدو الذي كان احتياطياً في المنتخب البرازيلي كأس العالم 1994. وفاز بالمركز الثاني في كوبا اميركا 1995. وتوج هدافاً للدوري الهولندي 1995 وأحرز كأس هولندا مع نادي ايندهوفن 1996 وأحرز كأس الكؤوس الأوروبية مع برشلونة 1997. وحصل على الميدالية البرونزية في الدورة الاولمبية 1996، وأحرز كأس الاتحاد الأوروبي مع انترميلان، وحل في المركز الثاني في كأس العالم 1998. وتوج أفضل لاعب في العام 1996 و1997 .
توقعات طبيب دجال
توقع أحد الأطباء الدجالين ممن يمارسون الماكومبا لوالدة رونالدو عندما كانت حاملاً به ان تلد طفلاً يغير مجرى حياتها، ومن جملة ما قال لها: "ستلدين طفلاً يضيء حياتك وسيجعل منك مليونيرة" وصحت توقعات ذلك الطبيب فانتقلت والدته من الكوخ الى القصر، ومن الجحيم الى النعيم، وقد أطلقت على ابنها اسم رونالدو تيمناً باسم الطبيب الذي حمل اليها تلك البشرى.
كان رونالدو طفلاً قصيراً وبديناً وكانت أسنانه متباعدة وناتئة، لكنه كان ذا بنية قوية وكان يعدو بسرعة مدهشة. وتذكر والدته انه كان يصرخ أحياناً في نومه: "مرّر لي الكرة. أريد ان أسجل هدفاً"، ويروي ابن عم لرونالدو ان "عائلة رونالدو التي تعتنق الكثلكة كانت تؤمن بالماكومبا، وتقيم جلسات لممارسة السحر الاسود".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.