رغم بعدي عن الرئاسة كنت كالرئيس النويصر يتحمل مسؤولية النادي الجمهور السعودي عاطفي أحب الكرة البرازيلي لكنها غالية لا مهاترات بعد اليوم وما حدث في 1995 كان مؤسفاً خاض نادي الشباب السعودي تجربة متميزة ومثيرة للاهتمام انتقل بها من الصفوف الخلفية الى منصات التتويج والبطولة محلياً وخارجياً. هذه النقلة غيرت الخارطة الرياضية السعودية وقلبت موازين القوى فيها. واضافة الى ذلك قدم نادي الشباب صورة ايجابية للأندية الرياضية في مجال الأنشطة الثقافية المختلفة. في هذا اللقاء يتحدث الأمير خالد بن سعد رئيس النادي في دورته الجديدة عن طموحات ناديه والصعوبات التي تواجهه بعد الاختناقات المالية التي مر بها وحالة من القلق في مساره ادارياً ورياضياً مؤكداً ان النادي سيفتح صفحة جديدة لمسيرته المستقبلية. يدور خلف الكواليس همس بأن رغبتك الشخصية في العودة لرئاسة النادي ورغبة مؤيديك في ذلك هي التي ضغطت على الرئيس السابق سليمان المالك لتقديم استقالته، فما هو ردكم على ذلك؟ - لقد كنت طوال عملي مع الادارات السابقة للنادي بما فيها ادارة الأخ سليمان المالك أكن لهم كل الحب والاخلاص وكانت تلك الادارات تتعامل معي وكأنني رئيس لمجلس الادارة حتى خلال فترة رئاسة الأخ سليمان المالك، ولم يكن بيننا أية خلافات فما الذي يجعلني أضغط عليه؟ على العكس من ذلك كنت أتمنى استمرار ادارته دون ان أكون عضواً فيها وذلك لكثرة انشغالي. يتردد حديث ان نادي الشباب يمر بضائقة مالية اعترف بها الرئيس السابق سليمان المالك الذي قال انه استطاع تسديد جزء منها، فما هي في رأيكم أسباب هذه الضائقة المالية وما هي معالجاتكم لها؟ - الضائقة المالية لا يمر بها نادي الشباب فقط بل تشكو منها كل الأندية السعودية ولعل من أهم اسبابها تجاوز المصروفات حجم الايرادات. وقد ساهم في زيادة المصروفات تطبيق نظام الاحتراف واستقدام لاعبين اجانب وتعدد الأنشطة والألعاب المختلفة في النادي. ولكي يصبح اللاعب منتجاً لا بد ان يحظى بمقابل مادي معقول يتفق وقدراته الفنية. وفي اعتقادي ان بالامكان تجاوز الضائقة المالية بوسائل عدة منها جمع الاعانة المخصصة للنادي من الرئاسة العامة لرعاية الشباب اضافة الى الايرادات الخاصة بالأنشطة ومحاولة تطوير الاعلانات والدعاية للنادي، ومع الدعم الذي يقدمه الأمير خالد بن سلطان يمكن تجاوز كل الأزمات المالية. في المناسبة اذكر انه قبل بطولة النخبة كانت رواتب اللاعبين تتأخر لفترة طويلة لكن دعم الأمير خالد بن سلطان انهى هذه المشكلة. ومن أهم الشخصيات التي تدعم النادي الأمير تركي بن عبدالعزيز والأمير عبدالرحمن بن تركي بن عبدالعزيز، ولولا هذا الدعم لما استطاعت الادارات السابقة ان تنجز شيئاً. فريق اداري متجانس لماذا تم ابعاد كل أعضاء مجلس الادارة السابق عن التشكيل الجديد؟ - المسألة ببساطة هي ان المسؤول لا غنى له عن تشكيل فريق اداري يعمل معه لتحقيق الانسجام وضخ دماء جديدة في الادارة. ومن الممكن مستقبلاً لأي من الاداريين القدامى ان يعود الى مجلس الادارة لأن خروجهم عن التشكيل الجديد لا يعني خروجهم من النادي أو تشكيكاً في كفاءتهم فهم مشكورون على كل ما قدموه من خدمات طوال الفترة الماضية. أنا لم آت لأنفذ آرائي الخاصة بل يهمني الأخذ بآراء الشخصيات المهمة والمؤثرة في نادي الشباب وتطبيق المبادئ الأساسية والمتفق عليها في تسيير عمل النادي أياً كان رئيسه، لذلك كان أول قرار وقعته بعد عقد اجتماع الجمعية العمومية هو "تعميم" لكل الاداريين واللاعبين بعدم التحدث عن أي نادٍ آخر أو تقويم لاعبيه لأن ذلك ليس من اختصاصنا فنحن نكن الاحترام والتقدير لكل الأندية السعودية وليس من حقنا ان نقوّم أي نادٍ سواء بالإشادة أو بالنقد لأن مسؤوليتنا الوحيدة هي نادي الشباب ولاعبوه ويجب على اللاعب الا يحرج زميله بأية كلمة واذا كانت هناك خلافات في الرأي يجب ان تحل داخل البيت الشبابي. كيف تقومون فترة رئاسة سليمان المالك لنادي الشباب؟ وما هي أبرز نجاحاته واخفاقاته؟ - أية ادارة لها نجاحات واخفاقات واعتقد ان نجاحاته كانت جيدة ولعل من أهمها احراز بطولة النخبة وكأس سمو سيدي ولي العهد ولا أريد ان أقول ان هناك أخفاقات لأن مثل هذه الاخفاقات لا يتحملها سليمان المالك وحده وانما هي مسؤولية الجميع. أنا أعتقد ان الادارة السابقة حققت نتائج جيدة جداً، واحراز بطولتين من جملة أربع بطولات شيء عظيم لأن هناك فرقاً كبيرة لم تحقق أية بطولة منها وهي لم تصل حتى الى النهائيات. مبدأ الثواب والعقاب يقال ان سليمان المالك تولى رئاسة النادي في ظروف صعبة نتيجة ابتعاد الممول الرئيسي الأمير خالد بن سلطان، فما هو السبب في ابتعاد الأمير خالد عن دعم النادي خلال تلك الفترة بالتحديد؟ - الأمير خالد لم يسبق له ان فرض على النادي أي اراء أو شروط معينة، ولم يسبق له ان أوقف دعمه عن النادي حتى عندما كنا نخالفه الرأي في بعض الأمور الا ان بعض اللاعبين ارتكبوا اخطاء فادحة في بطولات خارجية كان أولها في بطولة مجلس التعاون الخليجي التي أقيمت في دولة الامارات في العام قبل الماضي ولم يكن العقاب كافياً، وتكررت الأخطاء من اللاعبين انفسهم مرة ثانية في البطولة العربية التي أقيمت في العام الماضي في القاهرة مما جعل الأمير خالد يوقف دعمه المالي عن النادي لفترة بسيطة جداً بقصد لفت النظر الى هذه التجاوزات، وأعتقد ان ذلك كان درساً مفيداً لنا جميعاً لأن الأمير خالد يرى ضرورة مكافأة اللاعب الجيد ومعاقبة من يقصر في حق ناديه، وكان من أهم أسباب احرازنا كأس سمو ولي العهد هو اتباع هذه السياسة . وأنت تبدأ مرحلة حاسمة ما هي خطتك لترتيب البيت الشبابي؟ - البيت الشبابي والحمد لله كان ولا يزال مرتباً ومنظماً، ومنذ ان شرح لي الأمير خالد بن سلطان رئيس أعضاء الشرف في النادي ظروف الزميل سليمان المالك التي تحول دون استمراريته في رئاسة النادي وكلفني تولي هذا المنصب لقيت تعاوناً كاملاً من الرئيس السابق سليمان المالك الذي كرس وقته وجهده طوال السنوات الماضية لخدمة النادي سواء من خلال وجوده في مجلس الادارات السابقة أو كعضو شرف أو أثناء رئاسته للنادي وقد وعدني بأنه سيستمر في عطائه. أما فيما يتعلق بأوضاع النادي فإنها كانت مرتبة وقد تم اختيار الجهاز الاداري لفريق كرة القدم وتجديد عقد المدرب وهو ما كان متفقاً عليه منذ العام الماضي بغض النظر عمن يتولى رئاسة النادي. وبالنسبة الى أولوياتنا فهي أولاً: "التخطيط لاعادة بناء فريق شبابي جديد لكرة القدم مع عدم التفريط بلاعبينا الحاليين الا اذا كان هناك من لا يرغب منهم في الاستمرار. ثانياً: عدم الاحتفاظ باللاعبين الذين لا يحتاج اليهم النادي واعداد جيل اداري جديد وواعٍ ليتولى ادارة النادي من بعدنا لأن الديمومة لله وحده ونحن لا يمكن ان نستمر كأعضاء مجلس ادارة الى الأبد لذلك نخطط لاعداد هذا الجيل كي يهتم بالفريق بدلاً من الركض وراء البروز الاعلامي واللجوء الى المهاترات مثلما حدث في العام 1995. ثالثاً: العمل على تطوير الألعاب المختلفة التي يتفوق فيها النادي ألعاب القوى والملاكمة والسباحة فنحن لا نستطيع التركيز على كل الألعاب في وقت واحد لأن ذلك يحتاج الى امكانيات مادية ضخمة. معنى ذلك ان هناك خطة للاستغناء عن عدد من لاعبي الفريق الأول؟ - نعم هناك احتمال كبير لذلك وقد طلبنا من الأجهزة الفنية ابداء رأيها في كل اللاعبين فإذا وجد بينهم من لا ينسجم اداؤه أو أخلاقه أو حتى طموحاته مع الفريق فلماذا نحتفظ به؟ نحن الآن في عصر الاحتراف ويجب ان يكون البقاء للأفضل. أشرتم الى انكم تسعون الى اعداد جيل اداري ينأى بنفسه عن المهاترات كالتي حصلت العام 1995… ماذا تقصدون بذلك؟ - قصدي واضح وأعني الخلافات والمشاكل التي طفت على السطح الشبابي خلال العام الماضي وهو ما لم نعتد عليه من قبل فالرئيس مثل كل البشر يمكن ان يخطئ ولكن ذلك لا يعني تجريحه من خلال الهجوم الاعلامي، أنا شخصياً لا استطيع ان اتهم أي شخص بأنه المخطئ، وقد أبديت رأيي حتى قبل تشكيل مجلس الادارة حول ضرورة تعاون الشبابيين وتشاورهم بعضهم مع بعض في كل الأمور، واذا كانت هناك أمور مختلف عليها فيجب الرجوع فيها الى أعضاء الشرف على ان يتم في نهاية المطاف تقويم شامل ودقيق لكل أعضاء مجلس الادارة ويتقرر بناء عليه استمراريتهم أو عدمها، ولكن ما حدث العام الماضي للأسف كان خلاف ذلك تماماً، ولا أريد هنا ان أدافع عن الزميل سليمان المالك ولا أن أهاجم بقية أعضاء مجلس الادارة فالأخ سليمان بذل جهداً كبيراً وقد تكون له أخطاء، ولكن عندما تزايدت المهاترات عقدت اجتماعاً مع مجلس الادارة بناءً على توجيهات الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز وأبلغت الجميع بأن عليهم الاستمرار كادارة واحدة حتى نهاية الموسم على ان تتم بعد ذلك عملية التقويم. يشهد الجميع على مواقفكم الثابتة مع نادي الشباب والانجازات التي حققتموها له، ولكن لماذا ابتعدتم عن النادي خلال الفترة الماضية؟ - وقوفي الى جانب النادي ليس مرتبطاً بضرورة وجودي في رئاسته، والمعروف ان لكل انسان ظروفه الخاصة، والحقيقة انني لم أكن أتمنى ان أعود الى رئاسة النادي كوني لا أملك الوقت الكافي لهذه المهام الصعبة، لذلك سيبقى معظم العمل على عاتق الزميل محمد النويصر نائب رئيس النادي وعلى عاتق بقية أعضاء مجلس الادارة وأعضاء النادي من خارج المجلس، ولعلي وصلت في المرحلة السابقة من عملي في النادي الى مرحلة من التشبع وكان لا بد من أخذ بعض الراحة، لكنني أعود هذا العام بأفكار وتطلعات جديدة وبرغبة في العمل ما كانت ستتوافر لو كنت مستمراً في ادارة النادي طوال الفترة الماضية معركة المحترفين الاجانب لا شك انكم تابعتم السباق المحموم الذي خاضته الأندية السعودية في نهاية الموسم الماضي لتسجيل محترفين اجانب في صفوفها فأين كان نادي الشباب من هذا السباق؟ - لدينا ثقة كبيرة في قدرة لاعبي نادي الشباب ومع ذلك خضنا غمار هذا السباق لسد العجز في بعض المراكز "الخانات" الا اننا للأسف لم نوفق في ذلك وان كان هذا الأمر لا يهمنا كثيراً لأن النادي يحتفظ بقاعدة جيدة من اللاعبين في درجة الشباب، ورغم ان فريق درجة الشباب في النادي أخفق العام 1995 الا انه حقق نجاحات كبيرة في 1994، ونحن نعتز كثيراً باللاعبين الشباب في صفوف الفريق الأول لما يتمتعون به من مهارات جيدة ولعل من أهم توجيهات الامير خالد بن سلطان هو زيادة رواتب بعض لاعبي الفريق بدلاً من صرف مبالغ ضخمة على لاعب أو إثنين من اللاعبين الاجانب. كما يرى الأمير خالد ضرورة رصد مبالغ مالية اخرى لتصرف مكافآت لتحفيز اللاعبين الذين يحققون انجازات للنادي، وهذا ما سيتم تنفيذه، اذ لا يمكن ان أدفع ملايين الريالات للاعبين الأجانب وأهمل باقي لاعبي الفريق من أبناء البلد، ولعل مغالاتنا في شراء اللاعبين الأجانب جعل اللاعبين السعوديين يطالبون برواتب كبيرة وهذا من حقهم ولا يمكن ان تلومهم في ذلك خصوصاً اذا كانت المستويات التي يقدمها اللاعبون الأجانب في صفوف المنتخبات السعودية ليست أفضل بكثير مما يقدمه اللاعبون السعوديون، وفي رأيي ان يوسف فوفانا المحترف في صفوف فريق النصر يعتبر من أفضل اللاعبين الاجانب في السعودية، لكنه رغم ذلك لا يتفوق على بقية لاعبي النصر بأشواط كبيرة، وكذلك لاعب الهلال ليتانا. الشيء نفسه ينطبق على لاعبنا العملاق منصور أياندو، وكذلك بقية الاجانب في صفوف ناديي الأهلي والاتحاد وغيرهما من الأندية السعودية. قلت ان نادي الشباب خاض السباق الذي احتدم بين الأندية السعودية لتسجيل لاعبين جدد في صفوفها ولكنكم فشلتم في ذلك… ماذا تعني؟ - لقد حاولنا ضم اللاعب ناصر القحطاني وكانت هناك منافسة قوية في ذلك بين نادينا ونادي الهلال وهذا طبعاً حق مشروع لكل منا، ولكنني أود ان أشير الى اننا عندما سعينا الى تسجيل ناصر القحطاني في صفوف الشباب لم نكن نعلم على الاطلاق بأن هناك مفاوضات تدور بينه وبين نادي الهلال، وقد اتجهنا الى القحطاني بعد انضمام فهد المهلل الى المنتخب، وكنا بحاجة الى مهاجم جيد مع بقاء اللاعبين الاجانب الثلاثة في صفوف الشباب وبصراحة أقول انني سعيد جداً لأن سعينا لم يتحقق. لماذا؟ - لأنني أعتقد ان لاعبي الشباب أحق بهذه المبالغ. تجربة الاحتراف بعد مضي أربع سنوات على تطبيق تجربة الاحتراف السعودية كيف تقومون هذه التجربة؟ وهل حققت النضوج الكافي؟ - أعتقد انها تجربة جيدة جداً وكان تطبيقها ضرورياً، وسوف نبدأ من هذا الموسم والمواسم القادمة في جني ثمارها لسبب واحد فقط هو اننا كإداريين أو كلاعبين كنا بحاجة الى بعض الوقت لاستيعاب معنى الاحتراف لأنه كان جديداً علينا، وأتمنى ان لا تظل مجرد تجربة تخوضها الرياضة السعودية بل أتمنى ان تكون استراتيجية ونظاماً ثابتاً في العمل الرياضي، وأنا أعلم تماماً ان الأمير فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب والأمير سلطان بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب يتطلعان الى الارتقاء بكرة القدم السعودية، ولا شك ان الاحتراف سيقودنا الى مراحل أكثر تقدماً. والحمد لله اننا وصلنا الى مرحلة العالمية ونتطلع الى تحقيق انجازات أكبر في هذه المرحلة. مطالبة بعض اللاعبين السعوديين بالسماح لهم بالاحتراف في الخارج الا يؤثر على اداء الأندية الوطنية التي ستفقد لاعبيها؟ - لا أتوقع ان يؤثر ذلك على اداء انديتنا لأنه يمكن تقنين الأمر بتحديد عدد اللاعبين المسموح لهم بالاحتراف في الخارج. على أية حال لا أعتقد ان اللاعب السعودي وصل الآن الى مرحلة من النضج الذي يسمح له بالاحتراف في الخارج. هذا تشكيك في قدرات اللاعب السعودي؟ -أنا لا أقصد ذلك اطلاقاً، لكنني أردت فقط ان أوضح ان اللاعب السعودي قد لا يستطيع ان يتأقلم ويكيّف نفسه للعيش سنوات طويلة في بلد أوروبي يختلف عن وطنه في الدين واللغة والتقاليد الاجتماعية. هذا ما أعنيه وأنا أعتز كثيراً بقدرات اللاعب السعودي الذي يمكن ان ينافس اللاعبين الدوليين حتى في بلادهم. علماً انني ما رأيت لاعباً يتفوق في مركز الهجوم على الكابتن ماجد عبدالله عندما كان في فترة مجده الكروي لأنه يمتلك كل مقومات اللاعب الناجح، ويستحيل علي أي شخص ان يقلل من قيمة اللاعب السعودي. لقد عنيت بما قلت ان نظام الاحتراف في الخارج يختلف عما هو مطبق لدينا في السعودية لأن اللاعب هناك يجب ان يقضي كل وقته في النادي ما بين تمارين صباحية ومسائية وتمارين فردية، ولا زلنا نحتاج الى وقت كبير حتى يتعود لاعبونا على نظام الاحتراف هذا، ومتى تحقق ذلك لا أعتقد ان هناك ما يحول دون السماح لهم بالاحتراف في الخارج لأن ذلك يخدم الكرة السعودية. ما هو رأيكم في اتجاه الأندية السعودية أخيراً الى المدرسة الأوروبية الشرقية في التدريب؟ - أنا شخصياً من محبي الكرة البرازيلية وليس المهم جنسية المدرب إنما المهم هو مدى استيعابه امكانات لاعبي فرقنا وقدرتنا وقدرته على تطوير هذه الامكانات ومعرفة التعامل مع اللاعب السعودي، ولا شك ان الكرة الأوروبية تطورت كثيراً حتى ان المدرسة البرازيلية بدأت تقلد بعض الأساليب الأوروبية، ولعل من أسباب ابتعاد السعوديين قليلاً عن المدربين البرازيليين انهم يطالبون بمبالغ ضخمة. ظاهرة تبديل المدرب لوحظ ان هناك عدم استقرار في الاجهزة الفنية للأندية الرياضية حيث تزايدت ظاهرة تغيير المدربين حتى بلغ عدد من تم تغييرهم في الأندية السعودية 27 مدرباً خلال الموسم الماضي فقط، الا تعتقدون ان ذلك يؤثر سلباً على اداء هذه الأندية؟ - مما لا شك فيه ان ذلك يؤثر سلباً على أنديتنا ولا أعفي نادي الشباب من ذلك، أعزو ذلك الى عدة أسباب منها اننا كثيراً ما نتعامل بردود الأفعال ونتعجل الفوز، وطبعاً لا يستطيع أي مدرب مهما كانت خبرته ان يغير مستوى الفريق في أشهر قليلة. لذلك المطلوب منا ان نتحلى بالصبر ونعطي المدرب الوقت الكافي للعمل وتجب الاشارة هنا الى ان نجاح المدرب الاجنبي في أوروبا أو البرازيل لا يعني بالضرورة نجاحه في السعودية ربما لاختلاف البيئة وطبيعة الأشياء. بالنظر الى خارطة الأندية السعودية نجد دائماً ان المدرب الوطني يظل في المرتبة الثانية كمساعد للمدرب الاجنبي، فما هو السبب في ذلك في رأيكم الخاص؟ - أتمنى ان أرى كل المدربين الأساسيين في انديتنا السعودية من أبناء البلد ولكن يبقى ذلك مجرد عواطف وأمنيات لأننا اذا أردنا مناقشة الأمر بعقلانية يجب ان نطالب المدرب السعودي حتى يحقق هذه الأمنية بأن يتبع عدة خطوات لتطوير قدراته لقيادة اندية بلاده منها: أولاً التفرغ الكامل للتدريب والتعامل معه كمحترف وليس مجرد اتخاذه كهواية. ثانياً: المطلوب من المدرب السعودي الصبر ومواصلة الدراسة والاطلاع على كل جديد في مجال التدريب ومشاهدة المباريات الكبيرة في كرة القدم على ان يبدأ بعد ذلك في تدريب لاعبي درجة الشباب وينتقل تدريجاً الى الفريق الأول، وللأسف رأيت في انديتنا السعودية مدربين ممتازين ولكننا نحرق كل أوراقهم عندما نأتي بهم مباشرة لتدريب لاعبي الفريق الأول. وقد سعدت كثيراً عندما علمت ان بعض المدربين السعوديين قد التحق بدورات تدريبية لرفع كفاءته واستغلال عطلة الصيف لتدعيم خبراته في هذا المجال، ولكن ينبغي ان لا نتسرع في وضع المدرب السعودي في المقدمة قبل ان يحترف التدريب لأن التدريب الآن لا يعتمد على الموهبة فقط وانما اصبح علماً قائماً بذاته. الا تعتقدون ان الكابتن فؤاد أنور تعرض لحملات اعلامية ظالمة تستهدف النيل منه بسبب تواضع مستواه في بطولة اتلانتا رغم انجازاته العديدة السابقة؟ - المشكلة ان الجمهور السعودي يمتاز بعاطفة جارفة فهو أما ان يمتدح اللاعب اكثر مما يجب وهذا قد يضر به ويصيبه بالغرور احياناً واما ان ينتقد اللاعب ويتحامل عليه بالهجوم الى درجة التجريح مثلما حدث مع فؤاد أنور، والواقع ان تواضع اداء فؤاد أنور في اتلانتا كان نتيجة مباشرة للارهاق الذي أصيب به، فهو لم يتمتع بأي اجازة مريحة طوال السنوات الماضية التي انشغل خلالها بمشاركات المنتخب أو بمشاركات النادي مما أثر سلباً على ادائه في اتلانتا. ومن المعروف ان أي انسان يصل أحياناً الى درجة من التشبع والارهاق الذهني وهذا لا يعني ان الكاتبن فؤاد لم يخطئ لكنه على أية حال من النوع الذي يستفيد من أخطائه التي أذكر منها الاحتفاظ بالكرة أكثر من اللازم، ويجب ان لا نظلم هذا اللاعب الفذ الذي يتميز بحماس شديد واخلاص كبير جداً لمنتخب بلاده ثم لناديه اضافة الى حرصه الطبيعي على اسمه ومكانته كلاعب مرموق. والواقع ان المسؤولية التي القيت على عاتقه في أتلانتا كانت كبيرة جداً ولا يجب ان ننسى انجازاته السابقة وهو على أية حال لا يتحمل خسارة المنتخب الوطني وحده فالمدرب أيضاً كان له دور في خسارتنا وكان ينبغي مساءلته عن السبب في عدم تغييره فؤاد أنور عندما أدرك تقصيره فأخطاء المدرب كانت قاتلة جداً، ولا تنسى أيضاً ان مستوى أي لاعب يرتفع ويهبط مع مستوى الفريق، وما كان ينبغي التحامل على الكابتن فؤاد أنور بهذه الطريقة بل كان من الأفضل رفع روحه المعنوية مع مواجهته بالأخطاء التي ارتكبها لأنه قبل ان يكون لاعباً في الشباب هو في المقام الأول لاعب في المنتخب الوطني السعودي وقد أسهم في العديد من الانجازات التي حققها المنتخب وكان آخرها المستويات الرائعة التي قدمها في كأس العالم. الى أي مدى يمكن ان تترك استقالة الأمير عبدالرحمن بن سعود واعتزاله للرياضة فراغاً في الأوساط الرياضية في المملكة؟ - سبق ان ذكرت لك اننا نطبق في نادي الشباب مبادئ معينة منها عدم السماح لأي اداري أو مسؤول أو لاعب في النادي بالتحدث عن الأندية الأخرى لا بالنقد ولا بالثناء، ولا بد ان اطبق ذلك على نفسي أولاً ولكن طالما انك تصر على سؤالك فإنني أقول ان الأمير عبدالرحمن بن سعود قدم مجهودات كبيرة لم تقتصر على خدمة نادي النصر فحسب بل خدمت الرياضة السعودية بشكل عام ولكنه على أية حال أدرى بالظروف التي جعلته يستقيل
