كثر النساء اللواتي يحلمن بالتخلص من الزيادات التي تخفيها ملابس الشتاء وكثر اولئك اللواتي يبحثن عن اي وصفة تشاع لتحقيق هذا الهدف حيث يسارعن الى تجريبها في مراكز "التخسيس" او عند عطار يبيع خطلة "تخسيس"... وغير ذلك. لذلك ينصح الخبراء بالانتباه وعدم تحويل الجسم الى معمل تجارب، والاتصال بالاختصاصيين في هذا المجال الذين يعرفون الوسائل الصحية اللازمة للتخلص من "الزوائد". ويقول عضو اتحاد الكومنولث ورئيس جمعية الشرق الاوسط للطب البديل الدكتور ماهر احمد القبلاوى "ان الريجيم هو زيادة السعرات المستهكلة عن الكميات المأخوذة.، ولكن للأسف فان بعض مراكز التجميل الذي يوجد في بعضه جزء خاص بالسمنة يقوم بتطبيق هذه المعلومة بطريقة خاطئة او بمعنى آخر ليس على اسس طبية سليمة، ولا تضع في الاعتبار انها تعمل في مجال يمس صحة الانسان بطريقة مباشرة، فمن الطرق التي تتبعها هذه المراكز استخدام بعض الاجهزة المنبهة للعضلات فيحدث انقباض ساكن بها دون ان يتحرك المريض وهذا اسلوب خاطئ ولا يؤدي الى النتيجة المرجوة. ويضيف: هناك بعض المراكز الذي يتعامل مع المريض من خلال اعطائه ادوية "لفقدان الشهية" وتقوم هذه الادوية بتنبيه المعدة من خلال ملئها بالاعشاب التي تزيد في الحجم مع شرب الماء مثل قشر التفاح والتين البرشومي، وهذه الطريقة ليست لها مضاعفات وان كانت لا تؤدي الى النتيجة المرجوة، وانما الاخطر من ذلك نوع اخر يسمى "محبطات الشهية" التي تؤدي الى تنبيه مركزي الشبع والجوع للغدة "تحت المهاد" بالمخ وهذه الادوية لا تتكون من مواد تؤثر على هذه المراكز فقط وانما غالباً ما تؤثر على خلايا المخ الاخرى تأثيراً ضارا ما يؤدي الى الادمان في بعض الحالات بعد ان يقل وزن المريض ويوقف استخدام الادوية تعود السمنة الى ما كانت عليه، ويجد المريض صعوبة في انقاص وزنه حتى ولو رجع الى هذه الادوية. وتتركب هذه الادوية من مواد مخدرة تنبهت اليها وزارة الصحة فمنعت استخدامها الا بالروشتة خصوصاً ان بعضها ادرج ضمن جدول "المخدرات" وأود ان اشير هنا الى انه قد ثبت ان اخضاع الجسم لعمليات ريجيم متوالية بمعنى ان يتعرض الجسم لانخفاض في الوزن ثم زيادة في الوزن ... تكرار هذه العملية يطلق عليها "الاكوردين وهذه الحالة قد تؤدي الى الاصابة ببعض الامراض اخطرها "الذبحة الصدرية". المسؤولية مجزأة ويتابع القبلاوي بعض هذه المراكز في ابسط امورها لا تفرق بين نوعية سمنة واخرى في عمل التمرينات او "الايروبكس"، فيقوم المريض المصاب بالقلب وهو في المجموعة نفسها مع المصاب بالسكري واخر بضعف الشرايين بعمل التمرينات نفسها وهذا لا يحتاج الى تعليق. ويضيف: وهناك ايضاً بعض "البدائيين" الذين يلجأون الى العطار حيث يبيع لهم بعض المواد التي تفقد الشهية ولكن تضاف اليها مواد مليئة ربما تؤدي الى "الاسهال الشديد" عند بعض الاشخاص البدينين والذي يعتبر من ابسط المضاعفات بالنسبة الى الأصحاء. اما اذا كان مريض قلب او مريض سكري وتناول هذه الاعشاب فقد تحدث له مضاعفات خطيرة. وعن المسؤول عن وجود هذه الاماكن التي يمارس فيها ما يمس صحة الانسان بطريقة مباشرة من دون ان يكون هناك متخصص او دارس، فأنه يشارك في هذه المسؤولية المواطن نفسه الذي يبهره الاعلان من دون ان يعلم انه داخل مكان ليست له علاقة الناحية الطبية ولكنه مكان للتجارة فقط. كذلك تناول الاعشاب من العضارين والسماح ببيعها من دون رقابة، وهذه مسؤولية ادارة الصيدلية، والنقطة المهمة هي ان الفاقد ليس ما يملكه المواطن من مال فقط، ولكن ربما يصاب بكثير من المضاعفات كما ذكرت. وعن الحل اكد الدكتور القبلاوي انه لا بد من اللجوء الى طبيب متخصص وعدم الاصغاء الى شخص او اي اعلان، فأنا اعتقد انه طالما يتعلق الامر بصحة الانسان يكون المثل الصحيح "اسأل طبيب ولا تسأل مجرب" وليس العكس. وعن مضاعفات "اضطراب التمثيل الغذائي" يقول رئيس قسم العلاج الطبيعي والسمنة في مستشفى ام المصريين الدكتور رضا السباعي: ان البعض يقوم بعمل ريجيم قاس من تلقاء نفسه مما يكون له مضاعفات عدة منها مرض "الناروكسيا" ومن اعراضه سيطرة الخوف من اي زيادة في الوزن مما يدفع المريض الى القيء عن عمد فور تناوله الطعام للتخلص منه، مما دعا التلفزيون البريطاني اخيراً الى التوقف عن اذاعة الاعلانات التي تتناول تخفيف الوزن وايضاً من ضمن تلك المضاعفات الفشل الكلوي، كما قد يؤدي تعاطي حبوب الريجيم اي حبوب انقاص الوزن بكميات زائدة الى ارتفاع ضغط الدم. أين الرقابة؟ وعن الاسلوب الامثل لانقاص الوزن يضيف السباعي: لا بد ان يتم ذلك على اسس طبية وعلمية سليمة، فالمسألة ليست مجرد دهون منصهرة يتخلص منها الشخص عندما يريد، وانما لها ابعاد عد فلا بد في البداية من اجراء تحاليل وفحوصات كاملة لمعرفة وضع الهرمونات لدى الشخص ... حالة القلب وكفاءة الاجهزة الحيوية الاخرى في الجسم، وايضا لا بد من قياس العضلات في المنطقة المرد تخسيسها، بل انه لا ان يعرض الشخص نفسه في البداية على طبيب باطني قبل اللجوء الى اخصائي السمنة، ويتم بعد ذلك وضع نظام غذائي للشخص على اساس اشياء عدة اهمها السن والوزن وطبيعة العمل الذي يمارسه الفرد حيث تزداد نسبة السعرات الحرارية التي يحتاجها الشخص كلما زاد المجهود المبذول. ولكن للاسف لا شيء من ذلك يحدث، فقد انتشرت في الفترة الاخيرة اماكن للتخسيس واساليب عجيبة لم نسمع عنها - نحن كمتخصصين - شيئا، وللاسف فإن الذي يشجع مثل هذه الاماكن على الاستمرار هم الافراد انفسهم من ناحية واختفاء الرقابة من ناحية اخرى. وعن الجانب القانوني يقول مدير عام المؤسسات غير الحكومية في وزارة الصحة الدكتور عبدالرحيم عبدالله: ان مهنة العلاج الصبيعي ينظمها قانون رقم 3 لعام 85 وقرارات وزارية، باللائحة التنفيذية للقانون. وتنص المادة الثانية من القانون على: يشترط للحصول على ترخيص مزاولة مهنة العلاج الطبيعي ما يأتي: 1 - ان يكون طالب الترخيص مصري الجنسية او من رعايا الدول التي تعامل المصريين بالمثل. 2 - ان يكون حاصلا على احد المؤهلات الدراسية الاتية: أ - بكالوريوس العلاج الطبيعي من احدى الجامعات المصرية ب - بكالوريوس العلاج الطبيعي من معهد التربية الرياضية قبل العمل بهذا القانون. د - دبلوم البعثة الداخلية في العلاج الطبيعي من معهد التربية الرياضية قبل العمل بهذا القانون. اما بالنسبة الى القرارات الوزارية باللائحة التنفيذية للقانون فقد سمح لاخصائي العلاج الطبيعي الذي يمر على تخرجه اكثر من 5 سنوات او حاصل على ماجستير او دكتوراه بترخيص لمزاولة مهنة العلاج الطبيعي. وعما اذا كانت الاماكن الموجودة حاليا لها تراخيص ويشرف عليها اخصائي علاج طبيعي اكد الدكتور عبدالله "للاسف لا.. ولهذا انتشرت هذه الظاهرة بصورة واضحة وخصوصاً في الفنادق الكبرى والاندية فأصبحت "موضة"، وقد اعددنا مذكرة بالفعل عن هذا الموضوع وكان السؤال الاول فيها: بالنسبة الى المراكز المفتوحة في الأندية والفنادق الكبرى ما الموقف اليها؟ حيث ان ما يمارس فيها ينطوي تحت نظم العلاج الطبيعي، وهل يجور الترخيص لها مع تواجد مدير فني لكل مركز اخصائي علاج طبيعي؟ ويضيف: وحتى يتم الرد على المذكرة .. فنحن نقدم في حدود اختصاصنا والسلطة المخولة الينا، وعن طريق المرور الدوري على جميع المنشآت الطبية او التي يمارس فيها ما يمس الصحة باغلاق بعضها وتحرير محاضر مخالفة للبعض الاخر ... ولكن لا تلبث ان تفتح في مكان آخر لأن هناك اشياء ليس لها قانون، وهذه المخالفات لها صور عدة، فنجد البعض يضع على اللافتات صفات مثل دكتوراه او ماجستير وتكون غير صحيحة، كذلك كل لافتة عليها عبارة "علاج بالإبر الصينية" يتم اغلاقها فورا حيث اننا سألنا نقابة الاطباء عن الموقف بالنسبة اليها فأفادت انه لا يوجد حتى الآن اي شهادة طبية علمية في هذا التخصص تفيد بجدواها في التخسيس، ولكن الموجود مجرد دورات تدريبية لبعض الاطباء.