ضرب فريق الزمالك المصري ثلاثة عصافير مرة واحدة بالفوز الذي حققه الاسبوع الماضي على غريمه الاهلي في المباراة التي جرت بينهما في عاصمة جنوب افريقيا جوهانسبرغ. فالزمالك حصل على "كأس السوبر" التي يتنافس عليها بطلا بطولتي كأسي افريقيا لابطال الدوري وكأس افريقيا لأبطال الكؤوس. وفي الوقت نفسه ثأر الزمالك لهزيمته امام الاهلي الذي كان فاز علىه بنتيجة 3/ صفر في ذهاب الدوري المصري، وأخيراً فان مدربه محمود الجوهري اثبت انه افضل مدرب مصري يملك القدرة على التعامل مع امكانات لاعبيه وتطويعها لتحقيق الفوز بالطريقة التي يجيدها حتى ولو كان الاداء غير "جمالي". وعلى الرغم من ان الاهلي أشرك رضا عبدالعال لاعب الزمالك السابق ضمن تشكيلة الفريق مع بداية المباراة الا ان التشكيلة التي وضعها مدربه آلان هاريس عكست اهتمام الفريق بالدفاع على حساب الهجوم، وهو الامرالذي جاءت نتيجته عكسية. فخسر المباراة والكأس والصراع التقليدي مع منافسه العنيد الزمالك، في حين ان الجوهري الذي حقق للزمالك قبل اسابيع بطولة افريقيا للأندية ابطال الكؤوس نجح في اختيار التشكيلة المناسبة للمباراة والقادرة على افساد هجمات الاهلي والحد من خطورة لاعبيه. وقد جاءت المباراة دون المستوى وهي لا تليق باسم الفريقين او بالبطولة التي يلعبان لاحراز كأسها. شريط المباراة عكست تشكيلة الفريقين اهتمام المدربين الجوهري وهاريس بتأمين الدفاع على حساب الهجوم. والجوهري الذي اشتهر منذ قيادته للفريق القومي المصري في كأس العالم 1990 بخططه الدفاعية المحكمة نجح في اختيار تشكيلة الزمالك التي اعتمدت على طريقة دفاع المنطقة والتكثيف العددي للاعبين في نصف ملعب الزمالك مع اللجوء عند الاستحواذ على الكرة الى تبادل الكرات الارضية السريعة والتمرير الى المهاجمين ايمن منصور والنيجيري ايمانويل. اما هاريس ففاجأ الجميع باشراك اثنين من لاعبيه البعيدين عن المشاركة في المباريات منذ فترة في خط الدفاع وهما محمود ابو الدهب وعمرو الحديدي فيما اثار استبعاد جمال السيد الذي كان هاريس يعتمد عليه كثيراً في قيادة دفاع الفريق خلال الفترة الماضية وكذلك استبعاد اسامة عرابي من خط الوسط مفاجأة غير متوقعة. اعتمد الاهلي على هادي خشبة في مركز "الليبرو" وهو مركز لم يشغله خشبة منذ فترة طويلة واعتمد على المهاجم حسام حسن وحده في الامام ووجد صعوبة كبيرة في استلام تمريرات زملائه حتى انه لجأ مرات عدة الى التراجع كثيراً ليس فقط للهروب من رقابة دفاع الزمالك ولكن بحثا عن الكرة وتحضير الهجمات التي كان معظمها يضيع عند وصوله الى نصف ملعب الزمالك ولم يشهد الشوط الأول من المباراة هجمات خطيرة للفريقين على المرميين باستثناء الكرة التي وصلت الى محمد عبدالجليل لاعب الاهلي في الدقيقة 21 داخل منطقة الجزاء الا انه فشل في تصويبها تجاه المرمى لتصل الى زميله حسام حسن الذي كان في وضع لا يسمح له بالتصويب فأضاع الفرصة، ثم عاد حسن وصوب كرة اخرى في الدقيقة 38 تجاه مرمى الزمالك من خارج منطقة الجزاء الا ان الكرة علت العارضة وبدا ان مدرب الاهلي اراد الاستفادة من قدرة لاعبه محمود ابو الدهب في التصويب "بعيد المدى" فسدد اللاعب كل الضربات الثابتة التي احتسبت لفريقه في مواجهة مرمى الزمالك وبعضها من منتصف الملعب الا ان تصويباته جميعاً جاءت بعيدة عن المرمى، وحينما اطلق حكم المباراة صفارته معلناً انتهاء الشوط الأول تمنى الجميع ان يتحول اداء الفريقين في الشوط الثاني الى اداء هجومي ليزيد ايقاع المباراة سرعة. صحوة الأهلي بدأ الاهلي الشوط الثاني مهاجماً ونجح ياسر ريان في اختراق دفاع الزمالك من جهة اليسار مرات عدة الا ان "اللمسة" الاخيرة لتمريراته أعوزتها دائماً الدقة وكانت الكرات في معظم الاحيان تخرج من قدميه الى لاعبي الزمالك. ونجح رضا عبدالعال في تمرير اكثر من كرة الى محمد عبدالجليل وحسام حسن الا ان دفاع الزمالك اليقظ احبط اكثر من هجمة خطرة قادها حسن وعبدالجليل. واعتقد مشاهدو المباراة في الملعب وامام شاشات التلفزيون ان الاهلي سيواصل صحوته وان الزمالك صار في موقف صعب الا ان محمد يوسف مدافع الاهلي قلب الموازين حينما اعتدى في الدقيقة السادسة من وراء ظهر الحكم على لاعب الزمالك اشرف يوسف فرآه حامل الراية استدعى الحكم وأخبره بما فعله يوسف فلم يتردد الحكم في اخراج البطاقة الحمراء وطرد مدافع الاهلي من الملعب. الهدف القاتل وعلى أثر ذلك تغيرت الموازين وانقلب الحال وسيطر الزمالك على مجريات الامر وانكمش الاهلي وبدأ دفاعه في تشتيت الكرات دون تمريرها الى المهاجمين وانضم خط الوسط الى المدافعين تاركين حسام حسن وحده في الهجوم يواجه ستة من مدافعي الزمالك، وجاءت اصابة لاعب وسط الاهلي محمد عبدالجليل وخروجه لتزيد اداء الاهلي سوءاً خصوصاً بعد ان اشرك هاريس عادل عبدالرحمن بدلاً منه وهو لاعب يغلب الاداء الدفاعي على طريقة لعبه وحاول مدرب الاهلي في الدقائق الاخيرة تنشيط الهجوم فأخرج ياسر واستبدله بالمهاجم محمد رمضان الذي لم يشارك في مباريات عدة للاهلي خلال الفترة الماضية. وقبل نهاية المباراة فرض الزمالك سيطرته على مجريات الامور في الملعب وضاعت من لاعبيه فرص عدة وفي الدقيقة 41 تسلم ايمن منصور الكرة امام منطقة جزاء الاهلي وتقدم بها والدفاع يتقهقر امامه فصوّب الكرة بيمناه قوية لتستقر في "المقص" الايسر الاعلى لمرمى شوبير، وعلى الرغم من احتساب حكم المباراة اكثر من 6 دقائق وقتاً بدل ضائع فان حالة الاحباط واللامبالاة التي سادت لاعبي الاهلي كانت تشير الى ان هدف أيمن منصور هو الهدف الوحيد في المباراة وانه هدف الفوز والبطولة خصوصاً ان فريق الزمالك اكتفى به وتناقل لاعبوه الكرة بهدف اضاعة الوقت المتبقي من المباراة التي لم تكن على مستوى بطولة تحمل اسم "كأس السوبر".