السعودية والأمم المتحدة تطلقان حملة لمكافحة التصحر    بوريل: بوادر الحرب العالمية عادت من جديد    ولي العهد يلتقي أمير الكويت ويستعرضان العلاقات الأخوية    وزير الخارجية يلتقي وزير خارجية سويسرا    الرياض تستضيف مباحثات عربية إسلامية أوروبية حول غزة    وزير المالية: سنعدل مشروعات رؤية 2030 وفق الحاجة    رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي: السعودية شهدت تطورا يعكس طموحها الاقتصادي    افتتاح الملتقى السنوي الثاني للأطباء السعوديين في إيرلندا    المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة تبرم عدداً من الاتفاقيات    أشباح رقمية    منتدى الرعاية الصحية السعودي الأمريكي يحتفي بالابتكار والتعاون في تكنولوجيا الرعاية الصحية    وقاء الباحة" يبدأ حملة التحصين لأكثر من 350 ألف رأس ماشية ضد مرض الحمى القلاعية لعام 2024م    وزير الخارجية يلتقي وزير خارجية النرويج    خادم الحرمين الشريفين يهنئ رئيس جمهورية توغو بمناسبة ذكرى يوم الإستقلال لبلاده.    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على عبدالرحمن بن فيصل بن معمر    أمير تبوك يواسي أبناء أحمد الغبان في وفاة والدهم    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يستقبل الرئيس التنفيذي لبنك التنمية الاجتماعية    مؤتمر أورام الكبد يختتم فعالياته بالخبر بتوصياتً هامة    وكيل محافظة الزلفي يدشّن فعاليات أسبوع البيئة    النصر يؤمن مشاركته في السوبر السعودي    صدور الموافقة السامية علي تكليف الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبد العزيز التميم رئيساً لجامعة الأمير سطام    11قطاعًا بالمملكة يحقق نموًا متصاعدًا خلال الربع الأول ل 2024    رسمياً.. الزي الوطني إلزامي لموظفي الجهات الحكومية    ساعة أغنى رُكاب "تيتانيك" ب1.46 مليون دولار    محافظ خميس مشيط يدشن مبادرة "حياة" في ثانوية الصديق بالمحافظة    أمطار تؤدي لجريان السيول بعدد من المناطق    وفاة الأمير منصور بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود    طابة .. قرية تاريخية على فوهة بركان    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية.. استمرار الجسر الإغاثي السعودي إلى غزة    270 دقيقة.. ويهتف «الشقردية»: نحن الأبطال    «هندوراس»: إعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة الدخول    وزير الإعلام ووزير العمل الأرمني يبحثان أوجه التعاون في المجالات الإعلامية    فريق طبي سعودي يتفوق عالمياً في مسار السرطان    برعاية الملك.. وزير التعليم يفتتح مؤتمر «دور الجامعات في تعزيز الانتماء والتعايش»    العرض الإخباري التلفزيوني    وادي الفن    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    مؤتمر دولي للطب المخبري في جدة    أخصائيان يكشفان ل«عكاظ».. عادات تؤدي لاضطراب النوم    وصمة عار حضارية    السجن لمسعف في قضية موت رجل أسود في الولايات المتحدة    ألمانيا: «استراتيجية صامتة» للبحث عن طفل توحدي مفقود    استقلال دولة فلسطين.. وعضويتها بالأمم المتحدة !    تجربة سعودية نوعية    انطلاق بطولة الروبوت العربية    أمير الرياض يوجه بسرعة رفع نتائج الإجراءات حيال حالات التسمم الغذائي    الأرصاد تنذر مخالفي النظام ولوائحه    التشهير بالمتحرشين والمتحرشات    في الشباك    الاتحاد يعاود تدريباته استعداداً لمواجهة الهلال في نصف النهائي بكأس الملك    (911) يتلقى 30 مليون مكالمة عام 2023    واشنطن: إرجاء قرار حظر سجائر المنثول    المسلسل    إطلاق برنامج للإرشاد السياحي البيئي بمحميتين ملكيتين    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في حوار شامل مع "الوسط" بعد فوزها في الانتخابات . بنازير بوتو : لن نوقف البرنامج النووي وخطوة هندية غير عاقلة قد تشعل الحرب
نشر في الحياة يوم 18 - 10 - 1993


* الجبهات المتطرفة فشلت ... ولا تخيفنا
* لم تبخل السعودية ولن تبخل في جمع العالم الاسلامي
جاءت نتائج انتخابات المجالس الاقليمية في باكستان وفوز حزب الشعب بغالبية المقاعد في اكبر مقاطعتين هما السند والبنجاب، اضافة جديدة الى الفوز الذي حققته بنازير بوتو على خصمها رئيس حزب الرابطة الاسلامية نواز شريف في الانتخابات العامة في السادس من اكتوبر "تشرين الاول" الجاري. ومع ان الفارق بين الاصوات التي حصل عليها كل من الحزبين لم يكن شاسعاً اذ لم تنجح بوتو في تأمين غالبية المقاعد 110 من اصل 217، الا ان حظها في تشكيل حكومة ائتلافية لا يرقى اليه الشك، الامر الذي قادها الى القول انها ستتصل لاحقاً بشريف لاقناعه بالجلوس في مقاعد المعارضة.
ولا تفوّت "بيبي" كما يحلو لانصارها تسميتها فرصة من دون التحدث الى رجال الاعلام على رغم انشغالها بالاتصال بالكتل السياسية المختلفة والشخصيات المستقلة التي فازت في الانتخابات لاقناعها بالانضمام الى جناحها الذي نجح في الحصول على 86 مقعداً في مقابل 72 لحزب الرابطة الاسلامية. وتؤكد بنازير 40 عاماً ابنة رئيس الوزراء الباكستاني الراحل علي بوتو ان بلادها لن توقف برنامجها النووي "لأنه ليس من العدل مطالبة بلادها بذلك فيما الهند مستمرة في نشاطها في هذا المجال".
وأشارت في حوار مع "الوسط" الى انها لا تستبعد خطر نشوب حرب في شبه القارة الهندية بسبب عدم حل قضية كشمير، وأكدت ان باكستان ستلجأ الى استخدام كل الوسائل لضمان سلامة حدودها وأمنها. وأوضحت ان الحديث عن انتشار الاصولية لا يخيفها، وأن الشعب الباكستاني لا يقر التطرف بدليل فشل البرامج المتطرفة في كسب اصوات الناخبين في الانتخابات العامة.
وأعربت بنازير التي تلقت علومها في جامعتي هارفرد وأوكسفورد والمتزوجة من رجل الاعمال الباكستاني آصف زراداري، عن املها بأن تنجح بالتعاون مع دول اسلامية في انشاء سوق اسلامية عالمية. وقالت ان بلادها مهتمة بأداء دور مهم في المرحلة المقبلة، وان الولايات المتحدة ابدت اخيراً تفهماً للموقف الباكستاني من جملة قضايا، الامر الذي اسفر عن عدم ادراج اسمها في لائحة الدول التي ترعى الارهاب.
ما هي أبرز مهمات حكومتك المقبلة، وهل تجدين صعوبة في تشكيل تحالف لعدم حصولك على غالبية مطلقة في البرلمان؟
- اكد البرنامج الانتخابي لحزب الشعب جملة من القضايا الاساسية التي ننوي اعادة النظر فيها، وأولويات مهمة لتقدم باكستان وتطورها. وفي مقدم هذه الاولويات على الصعيد السياسي تكريس الديموقراطية بوضع قوانين تضمن مصالح الشعب وتحترم قراراته. وفي هذا النطاق فان استصدار قوانين تضمن نزاهة كل عضو في البرلمان هي من الاولويات، خصوصاً ان عملية شراء الذمم والضمائر التي يقوم بها خصومنا استشرت استشراء واسعاً.
ان حرية الفرد يجب ان تكون مصونة، وقد دفعنا كشعب باكستاني عموماً وكعائلة ثمناً باهظاً لسياسة الحكومة السابقة التي كان يرأسها شريف. اننا نتطلع الى رؤية باكستان بلداً لا يعتقل فيها شخص بسبب رأيه، فكل عملية اعتقال يجب ان تتم حسب الاصول وان تكون التهم الموجهة الى اي معتقل مقرونة بالادلة والوقائع.
ونود اعادة النظر في السياسة الاقتصادية بعدما ارتفعت نسبة التضخم وزادت النفقات. كما نود تشجيع التعليم في كل انحاء باكستان، ونركز على اهمية دور المرأة التي تشكل اكثر من نصف المجتمع. لا بد من التركيز ايضاً على الواقع الصحي، اذ ان المطلوب زيادة المستشفيات والمراكز الطبية. ونريد تشجيع الاستثمار عبر استصدار قوانين تشجع على ذلك وتضمن مصالح البلاد.
هل يعني كلامك في المجال الاقتصادي، انك تنوين التراجع عن سياسة التخصيص التي اعتمدها رئيس الحكومة السابق نواز شريف؟
- لم يسمع شعب باكستان بكلمة التخصيص قبل ان يعلن ذلك حزب الشعب في برنامجه الانتخابي عام 1988. وما حدث ان حكومة نواز شريف حاولت ان تطبق سياسة التخصيص ولكن على نحو أضّر بمصلحة باكستان. لقد كانت عملية بيع المؤسسات العامة تتم لأشخاص محددين. ولم تكن الاسهم تطرح على عامة الشعب او صغار المستثمرين. اضف الى ذلك ان الاسعار التي كانت تباع بها الاسهم لهذه المجموعات الصغيرة من رجال المال والأعمال كانت اقل بكثير من قيمة الاسهم الحقيقية، الامر الذي يعني لعامة الشعب ان الحكومة السابقة كانت تسهّل سرقة امواله وحقوقه بطرق مشروعة.
أشرت قبل ساعات من اعلان النتائج النهائية للانتخابات حصول تزوير، هل كنت تنوين التشكيك في نتائجها لو لم تفوزي على خصمك شريف؟
- حديثي عن التزوير لم يكن من نسج الخيال، هناك ادلة ووقائع تمت في اكثر من منطقة انتخابية. ففي كراتشي حصلت عمليات شراء ذمم وأصوات ومحاولة اقناع مرشحين لي بالعدول عن ترشيح انفسهم في مقابل حصولهم على مبالغ خيالية. كما حصلت عمليات تزوير في سجلات القيد. وقدمنا كل هذه المعلومات الى الدوائر المعنية. وكذلك اعتقل بضعة اشخاص.
حذّرت في السابق من استعمال الاموال غير المشروعة في الحملة الانتخابية، ماذا كنت تقصدين؟
- ليس سراً القول ان هناك تجارة مخدرات تتم على نطاق واسع في اقليمي البنجاب وبلوشستان. وقد رأينا ثمار استعمال هذه الاموال غير المشروعة في الحملات الاعلانية التي كانت تتم عبر الصحف وفي المهرجانات الضخمة التي كانت تقام في مناطق مختلفة. ومع ذلك كنت واثقة من ان الشعب سينجح في اختيار ممثليه الحقيقيين.
ماذا عن طابع الحكومة التي تنوين تشكيلها؟
- ستكون حكومة مصغرة لن يتجاوز عدد وزرائها 22 وزيراً، وستضم خبراء واختصاصيين في كل الحقول لأننا سنعمل جاهدين من اجل ان تلحق باكستان بركب المجتمع المتقدم في كل المجالات.
ماذا عن حظ حلفائك في المناصب الوزارية؟
- لا شك في أنهم سيحصلون على مقاعد وزارية، ولكن لم يتم البحث في التفاصيل حتى الآن.
هل أنت في صدد التحالف مع اسلاميين؟
- مستعدة للتحالف مع كل من يؤمن بتطبيق البرنامج الانتخابي الذي خضت على أساسه حملتي. لن أخضع لابتزازات بعض الذين أثبتت الانتخابات حجم تمثيلهم للشارع الباكستاني.
خلال وجودك في صف المعارضة حملت لواء الديموقراطية والحرص على الحريات الشخصية والعامة، وسبق لك ان طالبت بالغاء المادة الثامنة من الدستور والتي لا تعطي رئيس الدولة حق اقالة رئيس الوزراء، ما الذي تنوين عمله؟
- من حقي التحدث عن الديموقراطية لأن سجل الحكومة التي شكلتها في العام 1988 ناصع. لقد كنا وراء اعطاء الصحافة حريتها ووراء السماح للنقابات بممارسة نشاطها، ووراء اتخاذ القرار بفسح المجال أمام المواطنين لاستعمال الأجهزة الحديثة، كالأطباق الهوائية التي تتيح لهم مشاهدة شبكات التلفزيون العالمية، وشرعنا في استعمال أجهزة الفاكسيميلي. وهي قضايا كان الحديث عنها في عهود الحكومات التي سبقتنا من المحرمات. وسنواصل هذه السياسة، لأننا نود ان تكون باكستان بلداً منفتحاً على العالم. اما هذه الخطوة المطالبة بالغاء المادة الثامنة من الدستور فستستمر ونأمل ان يدعم هذه الخطوة كل مخلص وحريص على الديموقراطية.
لكن حكومتك السابقة اتهمت بالفساد.
- لقد كانت حملات اعلامية استهدفت تشويه سمعة حزب الشعب الباكستاني، لقد أثبتت المحاكمات التي تمت لعدد من الوزراء في حكومتي السابقة انهم أبرياء من كل التهم التي وجهت اليهم. ولكن دعني أضف شيئاً جديداً هنا، وهو أن عامة الشعب رفضت اعادة انتخاب معظم وزراء حكومة نواز شريف، والسبب هنا واضح، وهو ناجم عن عدم ثقة الشعب بهؤلاء.
إشادة بالجيش
وكيف تقومين دور الجيش الباكستاني في المرحلة الماضية؟
- لا ننكر ان الأوضاع التي مرت بها البلاد في الأشهر الماضية كانت صعبة، وكان لا بد من لعب المؤسسة العسكرية للدور الذي لعبته. لقد استعاد الجيش كثيراً من تجاربه السابقة، وكان لا بد من أن أشيد بهذا الدور البناء، خصوصاً لجهة حرص المؤسسة العسكرية على عدم الدخول في متاهات السياسة، وسهرها على اجراء انتخابات حرة ونزيهة. ان انتقادي لما حصل من قبل بعضهم في كراتشي وغيرها لا يعني ان الانتخابات لم تكن نزيهة عموماً. لكن ما حصل حد من فوز حزب الشعب بغالبية مطلقة في البرلمان المنتخب.
اتخذت حكومة معين قرشي عدداً من الاجراءات في مجالات مختلفة، هل أنت عازمة على اعادة النظر في بعضها؟
- اعترف بأن ما قامت به الحكومة الموقتة السابقة من اجراءات كان لا بد منه، خصوصاً في المجال الاقتصادي، اذ تدهورت قيمة العملة الباكستانية وزادت نسبة التضخم وتعطل اداء الادارات عن المطلوب الى حد كبير. لذلك فإن أي قرار أو خطوة لاعادة النظر قد تتم بعد درسها، وبعد التأكد من أنها لا تتناسب وتطلعات الشعب الباكستاني.
كشمير في العقل والقلب
ما هو موقع قضية كشمير في جدول اهتماماتك؟
- تحتل قضية كشمير موقعاً مهماً في العقل والقلب لكل باكستاني ومسلم. فمعاناة اخواننا هناك تزداد، ولا يمر يوم من دون أن نسمع عن عمليات اعتداء على الأشخاص أو أملاكهم. لقد أعطت قرارات الأمم المتحدة شعب كشمير الحق في تقرير مصيره ومستقبله، واعتقد بأن المطلوب من الحكومة الهندية ان تحترم هذا القرار الدولي، اذ من غير المعقول أن يستمر بلد مثل الهند في سلب شعب ارادته بالقوة.
وهل النزاع على كشمير مع الهند قد يؤدي الى زعزعة الأمن في المنطقة أو الى مواجهة؟
- ليس سراً القول ان عاملاً من العوامل الرئيسية لعدم الاستقرار في المنطقة هو عدم حل قضية كشمير، وكما قادت هذه المشكلة في السابق الى مواجهات عسكرية دموية، فإنني لا استبعد أن تشعل خطوة غير عاقلة من الجانب الهندي، نار الحرب في المنطقة.
ان حكومة باكستان مستعدة للقبول بنتائج أي انتخابات حرة تجري في كشمير أو أي استفتاء للرأي يتم برعاية الأمم المتحدة. فإذا قرر الشعب أنه يريد أن يبقى ضمن الهند فسنقبل حكم هذا الشعب، وإذا أصرّ على المطالبة بدولة مستقلة، فسنحترم رغبته، ولكن يجب أن ترضخ الهند للإرادة الدولية.
البرنامج النووي
وماذا عن خطر اللجوء الى استخدام السلاح النووي؟
- لم تخف الهند امتلاكها رؤوساً نووية. والشائع أنها أجرت تجارب نووية سابقة، ولا تزال تعمل على تطوير قدراتها النووية والاستعانة بخبرات أجنبية في هذا المضمار. لقد طالبت باكستان مراراً في السابق بأن تسمح الهند للجنة دولية بالاشراف على كل البرامج النووية التي تنفذها دول المنطقة. لكن الطلب الباكستاني قوبل بالرفض. ان من حق سكان العالم وباكستان خصوصاً الافادة من التقدم في حقول العلم والتكنولوجيا لخدمة البشرية وتقدمها وليس تدميرها.
لكن باكستان على حد قول بعض خبرائها تمتلك رؤوساً نووية أيضاً؟
- لقد تركت الحكم في العام 1990، ولست على اطلاع دقيق على ما جرى من تطور في البرنامج النووي، ولكن من المؤكد أن من حق باكستان أن تتصرف بالطريقة التي تراها مناسبة لضمان سلامة حدودها وأمنها. لقد أكدنا عزمنا مراراً على الامتثال للارادة الدولية، ولكن ليس من العدل أن تتعرض باكستان للضغوط المختلفة فيما تواصل الهند سياستها.
وهل أنت مستعدة لوقف نشاط البرنامج النووي الباكستاني؟
- ليس الأمر بهذه الطريقة. ان من حق شعبنا استخدام العلم والتكنولوجيا من اجل تعزيز صناعته وقدراته. ولكن اذا اضطرتنا الظروف الى الدفاع عن انفسنا في مواجهة عدو اكثر عدداً وعدة فسنلجأ الى استخدام كل الوسائل لضمان هذا الحق وحماية الحدود.
العلاقات مع اميركا
ألا تحرصين على علاقة جيدة مع الولايات المتحدة؟
- نعم نحرص كل الحرص على ذلك، وآمل ان تزدهر علاقاتنا من جديد مع الولايات المتحدة بعد تدهورها في المرحلة الماضية.
وهل يمكن ان يطرأ تحسن على هذه العلاقات اذا استمرت باكستان في تطوير برنامجها النووي؟
- لقد نجحنا في إزالة الشكوك لدى الولايات المتحدة واتخذنا في السابق خطوات عدة ابدينا فيها الحرص على تسخير الطاقة النووية لاهداف وغايات انسانية. وقلنا ان بلادنا تقبل بالرضوخ للرغبة الدولية اذا وافقت الهند ودول اخرى في المنطقة على توقيع اتفاق يحظر اللجوء الى السلاح النووي. ان علاقة بلادنا بالولايات المتحدة قديمة، ودفعنا ثمناً باهظاً لهذه العلاقة بسبب موقفنا المعادي للشيوعية ومحاربتنا امتداداتها في افغانستان قبل نجاح المجاهدين في تغيير الوضع هناك. ان بعض ثمار هذا التفهم كان وراء عدم وضع اسم باكستان على لائحة الدول التي تدعم الارهاب.
وهل انت متفائلة بمستقبل أفضل لافغانستان في المرحلة المقبلة؟
- يجب ان يعترف الجميع في كابول بأن لغة العنف واللجوء الى السلاح لا تحل المشكلة بل تزيدها تعقيداً. ولذلك فإنني ادعوهم الى الحوار من اجل الوصول الى صيغة مقبولة للعيش. لقد دفع شعب افغانستان ثمن الغزو السوفياتي من استقراره وتقدمه وحياة ابنائه. واعتقد بأن الوقت حان للعمل من اجل بناء ما هدمته الحرب ولفسح المجال امام اللاجئين للعودة الى مدنهم وقراهم.
الأصولية لا تخيفنا
الحديث عن انتشار الاصولية في العالم الاسلامي، كيف تنظرين الى مستقبلها في باكستان؟
- نحن في باكستان شعب مسلم ونعتز بذلك. والشعب الباكستاني ليس متطرفاً بطبعه، ولا يخيفنا هذا الامر لاسباب عدة ابرزها ما جرى اخيراً فقد فشلت الجبهات المتطرفة في الحصول على مقاعد في البرلمان. وهذا دليل واضح على ان الشعب رفض منحهم ثقته. نحن على صلة بأخواننا في العالم الاسلامي وسيكون في رأس قائمة اهتماماتنا العمل على انشاء سوق اسلامية عالمية تفسح المجال في المستقبل للتبادل التجاري والصناعي والزراعي.
هل يعني هذا الكلام ان حكومة باكستانية بزعامتك تطمح الى دفع باكستان لاداء مختلف عن السابق على الصعيد الدولي؟
- لم تتردد باكستان في السابق ولن تتردد في المستقبل عن القيام بكل ما من شأنه توحيد الكلمة وجمع الصفوف. اننا مع كل تعاون مع اي دولة اسلامية وغير اسلامية شريطة ان يقترن هذا التعاون بعدم التدخل في الشؤون الداخلية. لقد استضفنا في السابق مؤتمرات اسلامية وسنعمل في المستقبل على تكرار هذا الامر.
العرب واسرائيل
ماذا عن سياستك حيال العالم العربي؟
- تربطني بالعالم العربي علاقة خاصة، وأكن لقادة دوله الكثير من المودة. يسرني رؤية المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين تلعب دوراً بناء في جمع العالم الاسلامي وهو امر لم تبخل المملكة في أدائه في السابق، ولن تبخل به في المستقبل.
هل تنوين الاعتراف باسرائىل بعد توقيعها الاتفاق مع الفلسطينيين؟
- كان على اسرائيل ان تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني منذ زمن بعيد، ولو تم ذلك منذ زمن لوفرت الكثير من الالم والعذاب على الشعب الفلسطيني. اننا كدولة ابدينا دعمنا في السابق لكل خطوة تتخذها منظمة التحرير الفلسطينية، وسنستمر في دعمنا موقف المنظمة الى ان تحقق اهدافها في اقامة دولة فلسطينية. ولا يزال من المبكر الحديث عن هذا الامر الاعتراف باسرائيل لان الصورة عن الاوضاع هناك لا تزال لدي غير مكتملة.
والى اي حد يقلقك التعاون الهندي - الاسرائيلي؟
- يقلقني كثيراً لان اسرائيل تضع خبرتها في مجال القمع والتي اكتسبتها في الضفة الغربية وقطاع غزة، في خدمة الهند لاستعمالها ضد سكان كشمير. ان التعاون العسكري بين الهند واسرائيل اصبح امراً مكشوفاً، ومثل هذا لا يشجع على دعم سياسة الاستقرار في المنطقة.
هل تنوين اتخاذ خطوات معينة لمكافحة تهريب المخدرات من باكستان الى العالم؟
- لا شك في اننا سنولي هذا الامر اهتماماً كافياً، وسنسعى بالتعاون مع الجهات الدولية المعنية وحكومات مثل الولايات المتحدة وغيرها من اجل تبادل المعلومات والاساليب لكبح جماح هذا الخطر الذي يهدد مستقبل اجيالنا.
الى أي مدى يقلقك دخول شقيقك مرتضى المعترك السياسي في باكستان؟
- أنا من المؤمنين بالديموقراطية، انا أنتمي الى حزب ومرتضى ينتمي الى حزب آخر له أهدافه، وما يختاره الشعب هو الذي سيتم. لقد رشح مرتضى نفسه عن احدى الدوائر لعضوية البرلمان لكنه خسر بسبب عدم حصوله على نسبة كافية من الاصوات. انني أتمنى لشقيقي النجاح، ولا اعتقد بأننا يجب ان نأخذ الامور من زاوية عائلية ومن منظور ضيق.
وهل في نيتك التعاون مع نواز شريف في المستقبل؟
- هذا ليس وارداً على الاطلاق، على رغم ان لا شيء مستحيل في السياسة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.