افتتح جامع الوالدين بحضور مسؤولين وعلماء . أمير "تبوك" : أبناء الأمير سلطان مستمرون في نهج والديهم الخيري

شدد أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، على أن"أبناء وبنات الأمير سلطان بن عبدالعزيز - يرحمه الله - قائمون ومستمرون كلهم على نهج والدَيْهم في البر والعمل الصالح".
وقال خلال افتتاحه أمس الخميس جامع الوالدين في تبوك الذي أقيم على نفقته الخاصة ويتسع لأكثر من 15 ألف مصلٍّ على مساحة تبلغ أكثر من 125 ألف متر مربع، بحضور وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ:"الحمد الله الذي مكّننا من القيام بهذا المشروع بمسمى جامع الوالدَيْن، وندعو الله - سبحانه وتعالى - أن يغفر لهما وأن يتقبل كل من يصلي في هذا المسجد، ورحمة الله عليهما هما من دلانا على طريق البر والعمل الصالح، والحمد الله أبناء وبنات الأمير سلطان بن عبدالعزيز - يرحمه الله - قائمون كلهم على هذا النهج إن شاء الله".
وأضاف - بحسب وكالة الأنباء السعودية -:"أحمد الله الذي مكّنني من هذا العمل، وعلى كل حال هذه البلاد ليس بغريب أن تقام فيها مثل هذه الأعمال إذا عرفنا أن ولاة أمرنا منذ أن توحدت هذه البلاد على يد الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وهم رواد في هذه الأعمال في بناء المساجد وعمارتها وما نشاهده في المملكة من إعمار وتوسعة للمسجد الحرام خير دليل على ذلك"، شاكراً الله على منِّه وكرمه، وداعياً إلى"كل من أسهم في بناء هذا المسجد من خبرات ومن رجال عملوا على تصميم هذا المنجز، وعلى رأسهم المهندس السعودي نبيل عباس".
كما أعرب أمير منطقة تبوك عن شكره لوزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على حضوره ومشاركته، داعياً الله - تعالى - أن يكون هذا المسجد مناراً للعلم وفهم الإسلام الصحيح ونشر المحبة والوئام والخير بين الناس.
وكان في استقبال الأمير فهد بن سلطان لدى وصوله إلى مقر الجامع أمس وكيل إمارة منطقة تبوك محمد الحقباني، ومديرو الإدارات الحكومية بالمنطقة، إذ أزاح أمير المنطقة ووزير الشؤون الإسلامية الستار عن اللوحة التذكارية، معلناً بذلك افتتاح الجامع.
ثم ألقى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد كلمةً قال فيها:"إن أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز سن سنة حسنة لم يسبقه إليها أحد ببناء جامع كبير بهذه المساحة الكبيرة في المملكة، وأحمد الله على هذا الإنجاز"، معبراً عن شكره لأمير المنطقة على"القيام بهذا المشروع الضخم الذي نقرأ جميعاً فيه رسالة المملكة التي يحتفي بها ويعلي علمها ويقوي مقامها من تولى أمورها، وفي مقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز".
وقال:"في هذه المنطقة أقمتم لنا هذا المشروع ليكون دلالة على هذه الرسالة العظيمة لكل من يدخل المملكة قاصداً الحج أو العمرة أو الزيارة".
وأوضح أن"قوة الإسلام في قوة عقيدته وشريعته وقوة حضارته"، مشيراً إلى أن"الجامع فيما يراه الجميع يحكي هذا المعنى ويحكي المعنى الحضاري لما فيه من بناءٍ شاهق وتميز في التوزيع والمنابر والألوان وكل ما يتصل بذلك".
رؤية جديدة في عمارة المساجد
يعد جامع الوالدَيْن أنموذجاً فريداً في التصميم والبناء، إذ تقف مآذنه الست بارتفاع 46 متراً شاهدةً على ذلك، فقبته الرئيسة بقطر 25 متراً واحدة من أكبر القبب الفريدة عن بقية الجوامع والمساجد بتبوك والمملكة فضلاً عن تجهيزه ليكون منارة دينية حضارية.
وجاءت تفاصيله مستوحاة من رؤية جديدة في عمارة المساجد، ومحاولة لطرح فكر جديد لشكل الجامع من دون المساس بالقواعد والأصول الإسلامية ليكون إضافة جديدة للتطور الحضاري والعمراني الذي تعيشه المملكة، فيما راعت الفكرة المعمارية للجامع توفير ساحة كبيرة خارجية للصلاة، إلى جانب الحدائق والمناطق الخضراء المحيطة بالمسجد لفصله عن الشوارع ومواقف للسيارات تجنباً للضوضاء والتلوث وتحقيقاً للهدوء الذي تتطلبه شعيرة الصلاة.
ويتيح تصميمه الانسيابي استيعاب صفوف أمامية كبيرة للمصلين تصغر كلما اتجهنا للخلف، محققاً كثيراً من المرونة في دخول المصلين وخروجهم في أوقات الذروة.
ويتسع الجامع لأكثر من 15 ألف مصلٍّ داخل أروقته وخارجها، خصص منها قسم للنساء يتسع ل3 آلاف مصلية، وهو عدد كبير يعكس مساحة الجامع الكبيرة وتصميمه العمراني الفريد الذي يجعل منه علامة بارزة بمنطقة تبوك.
ويقع جامع الوالدَيْن على مساحة إجمالية تصل إلى 125 ألف متر مربع وتحيط بالجامع ساحات خارجية مرصوفة ومكسوة بالمسطحات الخضراء تقدر مساحتها بأكثر من 30 ألف مترمربع، بإضافة إلى 300 نخلة وأكثر من 1500 شجرة متنوعة، كما صممت مواقف السيارات لتتسع لأكثر من 5 آلاف سيارة، مع وجود مصعد كهربائي، ومبنى خاص لسكن الإمام والمؤذن يصل مساحته إلى 1300 مترمربع.
وروعي في تصميمه متطلبات وحاجات ذوي الاحتياجات الخاصة فجُهز بشاشات عرض حديثة تتيح لرواد الجامع من هذه الفئة الاستفادة من المحاضرات والدروس والندوات وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، كما يضم الجامع مكتبتين علميتين للرجال وللنساء وغرفة خدمات لإدارة أنشطة الجامع.
كما جُهز الجامع بالسجاد الفاخر وزُود بأكثر من 7 آلاف نسخة من القرآن الكريم، إلى جانب المستلزمات من حوامل مصاحف وتوفير كراسٍ لكبار السن وغيرها من الأعمال التي تخدم المصلين.
وبحسب الموقع الحيوي الذي يقع عليه الجامع فسيكون معْلماً رئيساً من معالم منطقة تبوك، فهو يأتي على مفترق طرق رئيسة ويطل على كورنيش تبوك، ومحاذٍ للطريق الدولي الذي يسلكه الحجاج والمعتمرون والزوار أثناء قدومهم من منفذ حالة عمار.