18 عاماً مضت على الانجاز الاخير الذي أحرزه نابولي بقيادة الاسطورة الارجنتيني دييغو مارادونا، اكبر اندية جنوبايطاليا، قبل ان يغوص في غياهب النسيان، ويترك مئات الآلاف من محبي اللعبة في الجزء الجنوبي من دون ناد قادر على مقارعة الكبار في منافسات الكالشيو، التي ظلت محصورة بين الفرق الشمالية ميلان والانتر ويوفنتوس وناديي العاصمة روما ولاتسيو، لكن اليوم عادت رياح التفاؤل تهب على النادي الجنوبي. نابولي اليوم يقارع الكبار في"سيريا آه"بعد بداية رائعة للموسم الحالي، حقق خلالها 5 انتصارات وتعادلين، ولم يخسر سوى مباراة واحدة كانت امام جنوا في الجولة السادسة، حتى انه اعتلى وحيداً صدارة الترتيب بضعة اسابيع، ويعلم مدربه ايدي ريخا ان هذا التألق قد يختفي وتتحول النتائج الايجابية حالياً الى سلبية لاحقاً، ويقول:"اعتلاؤنا قائمة الترتيب كان له صدى رائع، فانا لم اتصدر الترتيب في حياتي مع أي فريق، لكن الاهم اننا نتطور ونقدم عروضاً رائعة وعلينا ان نواصل هذا التألق حتى النهاية". على رغم الحذر فان اعتقاداً عاماً يسود بأن التألق الحالي قد يقود الى فترة تألق مماثلة تمتع بها الفريق في عقد الثمانينات ومطلع التسعينات، عندما قاده الفذ مارادونا الى احراز لقبي بطل الدوري عامي 1987 و1990، وهما اللقبان الوحيدان في تاريخه، لكن بعدما انتهت مسيرة مارادونا في الدوري الايطالي بعد اثبات تعاطيه الكوكايين، وعوقب على اثرها بالايقاف لخمسة عشر شهراً، بدأت رحلة السقوط للعملاق الجنوبي، اذ خسر ايضاً خدمات المهاجم البرازيلي كاريكا والمتألق جانفرانكو زولا، وصولاً الى كارثة السقوط من الدرجة الاولى في 1998، بعد تحقيقه فوزين فقط طوال الموسم. وعلى رغم انه عاد الى الدرجة الاولى بعد عامين، وتحديداً في العام 2000، الا انه سقط مباشرة الى الدرجة الثانية بعد موسم واحد فقط، لكن الأسوأ لم يأت بعد، ففي العام 2004، اشهر نابولي افلاسه بعد تخطي ديونه حاجز 70 مليون يورو، وعقاباً على افلاسه، فانه سقط مباشرة الى الدرجة الثالثة، اذ بقي فيها موسمين بعدما فشل في التأهل في الموسم الاول بعد خسارته امام افيلينو في ملحق الصعود. لكن بعد موسمين ناجحين حقق نابولي تأهلين متتاليين، بينهما التأهل الى الدرجة الاولى الموسم الماضي، للمرة الاولى منذ 2001، ونجح في البقاء والحلول في المركز الثامن والتأهل لمسابقة الانترتوتو الاوروبية المغمورة. لكن في هذا الموسم، خطا نابولي خطوة جديدة الى الامام، على رغم ان البداية كانت كارثية، بعدما عوقبت جماهيره على شغبها في اولى مباريات الموسم خارج ارضها ضد روما، فحرمت من مرافقة فريقها في بقية مبارياته خارج ارضه طوال الموسم، لكن على ارض الملعب كان الفريق يتألق، فبعدما نجح في اقتناص نقطة من بطل الكأس روما بعشرة لاعبين، تغلب على احد المتأهلين الى مسابقة دوري الابطال، فيورنتينا، قبل ان يخطف تعادلاً صعباً من المتألق اودينيزي، ليؤكد تألقه بفوزه على المرشح القوي يوفنتوس وعلى لاتسيو في الجولة السابقة. رئيس نابولي، منتج الافلام الشهير، اوريليو دي لورينتيس، الذي نجح في انقاذ الفريق من افلاسه وكارثته في احلك ايامه، يؤكد ان شعوره بتألق نابولي، اضافة الى تألق المغمورين، على غرار اودينيزي وكاتانيا، يعود اساساً الى فضيحة التلاعب التي هزت الكرة الايطالية قبل اكثر من عامين، وباتت تعرف باسم"كاشيوبولي"، والتي عوقبت على اثرها فرق كبيرة امثال يوفنتوس وميلان ولاتسيو وفيورنتينا. ويقول دي لورينتيس:"الآن يوجد مكان للمنافسة للجميع، فلم تعد هناك نتائج متوقعة، ولا فارق كبيراً بين الاندية العريقة والاخرى المغمورة، والنفع يعود على الجماهير التي اصبحت تستمتع بمنافسات الدوري، ولا تفقد الامل من البداية"، وختم قائلاً:"انا سعيد كوننا بعد 17 عاماً اصبح بامكاننا اسعاد النابوليين واثبات ان لدينا مشروعاً كروياً ناجحاً". فهل حقاً يعيد مانويل بلازي وايزيكويل لافيتزي وماريك هامسيك، جماهير نابولي الى الوراء 20 عاماً، واحياء ذكرى مارادونا وكاريكا وزولا؟