لا يزال"طفلا نجران" يعقوب وعلي يصران على النوم في غير سريريهما الحقيقيين بعد مرور نحو شهر على بدء إجراءات تأهيل الطفلين، اللذين ولدا في اليوم ذاته في مستشفى في مدينة نجران قبل نحو أربعة أعوام، وحدث خطأ أدى إلى تبديل عائلتيهما. وعلى رغم ذلك بدت العائلتان السعودية والتركية مرتاحتين لسير إجراءات تأهيل الطفلين، إذ يقضيان غالبية الوقت مع بعضهما في المنزلين المتجاورين اللذين استأجرتهما وزارة الصحة لعائلتيهما، كي يتعود كل طفل على بيئة عائلته الحقيقية. وامتدح والد الطفل السعودي محمد آل منجم، اللجنة التي شكّلتها وزارة الصحة من اختصاصيين نفسانيين واجتماعيين، برئاسة الدكتور عبدالحميد الحبيب المدير العام للصحة النفسية في وزارة الصحة، لتنفيذ برنامج تأهيل الطفلين، مشيراً إلى أنهم يزورون العائلتين باستمرار. وأضاف ل"الحياة":"نحاول أن ينام الطفلان إما عندنا أو عند الأسرة التركية، إلا أننا نفشل في ذلك، إذ يصر علي الطفل التركي على النوم إلى جوار أبنائي في بيتنا، بينما يصر يعقوب الطفل السعودي على الذهاب إلى الأسرة التركية". وتطرق إلى أنه لاحظ مع والد الطفل التركي ارتياح يعقوب مع إخوانه الحقيقيين ردينا والبتول وحمزة قائلاً:"اصطحبهم إلى الأسواق أو الحدائق العامة، وكذلك يفعل الأب التركي يوسف جوجه، ما جعل الوضع يبدو مريحاً للجميع". وضمن مراحل التأهيل، قام الدكتور عبدالحميد الحبيب أمس، بزيارة للأسرتين في سكنهما والتقى الأبوين والطفلين، وأبدى ارتياحه للنتائج التي تحققت حتى الآن. وقال:"العملية تسير وفق ما هو مخطط لها، وستعود الأمور إلى الوضع المرضي لمصلحة الطفلين والأسرتين"، مشدداً على أن البرنامج يحتاج إلى المزيد من الوقت. من جهة أخرى، قدمت حرم أمير منطقة القصيم الأميرة نورة بنت محمد آل سعود، تبرعا مالياً للأم السعودية. وأعرب محمد آل منجم الذي رزق وزوجته أخيراً بطفلة سمياها نورة عن شكره للأميرة نورة، مؤكداً أنها تسأل بشكل دائم عن العائلتين.