كشف فريق بحثي في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، وجود ارتباط وثيق بين النمط الجيني لمرضى السرطان في السعودية، والتأثيرات الجانبية الناجمة عن العلاج الإشعاعي لهؤلاء المرضى. وكشفت الدراسة التي أجريت على 50 حالة مصابة بأورام سرطانية في الرأس والعنق، تم علاجها بواسطة العلاج الإشعاعي بالمعجل الخطي، أن هناك علاقة بين شدة التفاعلات النسيجية، وإحدى الأنماط الجينية في موروثة تدعى XRCC1، والتي تعد المسؤولة عن إصلاح الأعطاب الصبغية الناجمة عن التعرض الإشعاعي. وأوضح الفريق العلمي، أن هذه المورثة هي إحدى ثمان مورثات اختبرت في الدراسة، كما أن وجود مثل هذا النمط الجيني يهيئ المريض لفرط الحساسية من الأشعة، ويمهد لظهور أعراض غير مرغوبة تستلزم علاجات إضافية، وفي حالات نادرة قد تؤثر سلباً في نوعية الحياة بعد الشفاء من الورم. وأوضحت الدراسة أن التأثيرات الجانبية للعلاج الإشعاعي تختلف من مريض لآخر، وذلك تبعاً للأنماط الجينية لهؤلاء المرضى، وهو ما يفتح باب الأمل في استخدام هذه التغيرات الجينية كمؤشر حيوي لمدى استجابة مريض السرطان للعلاج الإشعاعي قبل البدء في العلاج. كما أوضح الفريق، أنه إذا ما تحقق ذلك سيكون من الممكن تعديل مسار العلاج الإشعاعي، بطريقة تقلل من ظهور هذه المضاعفات، وتخفف من شدتها. ولاقت الدراسة التي أجريت في قسم الفيزياء الطبية في مركز الأبحاث ووحدة العلاج الإشعاعي، قبولاً علمياً لافتاً، إذ يتسلم الفريق البحثي جائزة علمية من المؤتمر الدولي الثالث عشر للبحوث الإشعاعية ICRR، المقام في الولاياتالمتحدة الأميركية في تموز يوليو المقبل، بعد أن اختيرت الدراسة من بين 247 ورقة بحث، وتم تحكيمها من 25 مرجعاً علمياً شارك في المؤتمر. من جهة أخرى، تقوم مجموعة من الخبراء والمختصين في التقنيات الحيوية بالبحث في سبل توطين وتطوير التقنيات الحيوية في السعودية، وذلك عبر ثلاث حلقات نقاش تعقد أيام السبت والاثنين والأربعاء من الأسبوع المقبل، في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في الرياض.