ظللت غمامة من الحزن الشديد الأوساط الاجتماعية المختلفة بمكةالمكرمة إثر الإعلان عن وفاة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود، والذي برحيله تكون العاصمة المقدسة فقدت ابنها البار وأميرها المحبوب، وقد عبر العديد من المسؤولين بالعاصمة المقدسة عن بالغ الأسى والحزن لهذا المصاب الجلل. وقال أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار، إن نبأ وفاة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أليم ومحزن، أصاب الجميع بالحزن والأسى على فقدانه، لما عرف من محاسنه وأخلاقه وصفاته الحميدة وأعماله الجليلة وغيرته على دينه وأمته ووطنه وإخلاصه الكبير في أداء واجباته وحرصه الشديد على أن يكون كل عمل يكلف به على أكمل وجه وأحسن صورة. وأضاف"لقد تشرف الأمير الفقيد بخدمة"أم القرى"أميراً لها فكان الرجل المناسب في المكان المناسب، وكان قدوة لكل من عمل معه وكل من شاركه وكل من صاحبه وكل من عرفه والتقاه، إذ حظي بشرف خدمة المدينتين المقدستين, فكان أميراً للمدينة المنورة ومن ثم مكةالمكرمة وهذا كله شرف كبير نسأل الله تعالى أن يؤجره عليه وأن يجعله في ميزان حسناته وأن يجزيه خير الجزاء. ورفع أمين مكة نيابة عن منسوبي الأمانة كافة، التعازي القلبية إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وإلى ولي عهده الأمين والأسرة المالكة الكريمة داعياً الله أن يلهمهم الصبر والسلوان. من جهته، قال مدير جامعة أم القرى وجامعة الباحة المكلف الدكتور عدنان محمد وزان،"إن موت الأمير عبدالمجيد، أحدث هزة عنيفة في نفوسنا وكياننا وخلّف جرحاً دامياً، فقد كان - رحمه الله - جليلاً مهيباً يملأ العين والوجود والفؤاد باراً بمكةالمكرمة، وديعاً لكل من خالطه وعرفه، وإننا بموته - رحمه الله - نفتقد كثيراً من شمائل الخير والخلال الحميدة التي كان يتحلى بها ولا نملك إلا أن نسلم لأمر الله ونتصبر ونتعزى بالمصطفى عليه الصلاة والسلام. وإلا فالخطب جلل والأمر فادح و"إنا لله وإنا إليه راجعون". وتقدم باسمه واسم وكلاء الجامعة وعمداء الكليات وأعضاء الهيئة التعليمية والإدارية بجامعة أم القرى وجامعة الباحة، العزاء إلى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وأسرة أميرنا الحبيب رحمه الله واسكنه فسيح جناته. من جهته، قال وكيل جامعة أم القرى هاشم بكر حريري، إن وفاة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود خسارة كبيرة على الوطن، ولكن ذلك أمر الله فكل شيء على هذه البسيطة مكتوب ومقدر في اللوح المحفوظ، وأضاف"المتبصر في سيرته - رحمه الله - سيهتدي بكل محاسنه وسيرته العطرة المباركة، فهو أمير المدينتين المقدستين، والسيرة العطرة هي أصل طيب في أسرة آل سعود منذ عهد الباني الملك عبدالعزيز وأبنائه من بعده وأحفادهم. كما عبر المدير العام لإدارة التربية والتعليم للبنات بمكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز العقلا عن حزنه الشديد بوفاة الأمير الراحل، وقال إن هذا مصاب جلل في نفوس أهالي المنطقة، لما يتمتع به الأمير من حب لعمل الخير وسمو الأخلاق وتواضعه ومساعدته للناس. وقال مدير الشؤون الصحية في العاصمة المقدسة الدكتور خالد بن قاسم السميري،"عندما نتحدث عن الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز فإننا نتحدث عن قلب رحيم ومشاعر إنسانية صادقة ومتدفقة وعطاءات لا نريد أن نقيدها بمكان، لأن بصماته في مواقع كثيرة، فهو رجل معطاء تجاوز قوانين المكان المحدود بالعطاء اللامحدود، وكان صاحب اليد الطولى في تخفيف آلام الصغير والكبير ومعاناتهما من أبناء هذا الوطن، ففي مجال النهضة الصحية نجد له الكثير منها إنشاء أكبر مدينة طبية على مستوى المملكة بالعاصمة المقدسة، وإنشاء برج الطوارئ بمشعر منى وهو تحد عالمي تحقق في أشهر معدودة لخدمة ضيوف الرحمن, وبداية مشروع إنشاء مستشفى أجياد العام، ومشروع إحلال مستشفى الملك عبدالعزيز، وتحويل مستشفى إبن سينا لمستشفى عام لخدمة أبناء المنطقة، إضافة إلى العديد من مشاريع الخير والرحمة في القطاعات الصحية المختلفة. بدوره قال رئيس المجلس البلدي الدكتور عبدالمحسن آل الشيخ إن الفقيد، رجع إلى المملكة على رغم مرضه الشديد وكأنه أراد أن يودع محبيه قبل لقاء ربه، فنسأل الله له الرحمة والمغفرة، وأشار إلى"أن أمير مكة، وجهنا في آخر لقاء بالمجلس البلدي ببذل الجهد في المجالس البلدية، لأنها تمثل المواطن وتجعل مطالبه الخدمية واقعاً ملموساً، وأوضح لنا أن الصلاحيات تؤخذ ولا تعطى مما جعل هذا التوجيه دافعاً منه لنا في أعمالنا، ولأن غاب عنا عبدالمجيد بجسده، فلن يغيب عنا عبدالمجيد بأفعاله وأعماله وأقواله". وقال المدير العام للتربية والتعليم بكر بصفر إن الأمير عبدالمجيد، لم يكن أميراً للمنطقة فحسب، وإنما كان راعياً للتعليم، بعد أن أولاه جزءاً أساسياً من برامج عمله اليومي، فكان متابعاً دائماً للمشاريع المدرسية بالمنطقة، ويشير إلى أن من أحلامه"رحمه الله" الكبيرة ألا يبقى مبنى مدرسي مستأجراً في مكةالمكرمة عموماً، وفي العاصمة المقدسة خصوصاً.