كرة القدم لعبة جماعية، تتطلب أن يضحي اللاعبون بأهوائهم الشخصية ورغباتهم الخاصة في الميدان من أجل مصلحة الفريق، فالمهاجم إذا وجد زميلاً له في وضع أفضل منه واحتمال إحرازه للهدف أعلى، فإنه مضطر لأن يمرر له الكرة. في كرة القدم يقف الجميع جمهوراً وأعضاء شرف وإداريين وفنيين ولاعبين من أجل انتصار"الفريق"، والجميع يتابع الميدان من أجل هذا الغرض، وإذا أخطأ أحدهم فإن الجميع سيلومه ويؤنبه. ف"الانتماء"إلى المجموع والحرص على المصلحة المشتركة للجميع سر من أسرار تفوق فريق على آخر، والعمل الجماعي داخل الميدان للاعبي الفريق وتعاون الأجهزة الفنية والإدارية مع اللاعبين هما سببان رئيسيان من أسباب التفوق والنجاح. أورد كل ذلك من أجل التأكيد على مبدأ"العمل المشترك"، لأنني أعتقد بأن الكثير من حالات الإخفاق تأتي بسبب غياب هذا المفهوم، ليس على الصعيد الميداني بين اللاعبين فقط، بل حتى على صعيد الادارة والأجهزة الفنية، ولعل ذلك هو ما يدعو الكثير من رؤساء الأندية إلى التأكيد على حصولهم على الدعم قبل تولي رئاسة النادي من أجل ضمان النجاح، وفي ذلك رأي صريح بأن الرئيس يخشى ألا يكون"المجموع"معه، ويؤمن بأن هناك احتمالاً كبير للتخلي عنه وتركه"فرداً"وحيداً في العمل. في النموذج الإداري الرياضي، هناك حالات إخفاق عدة لم ينجح فيها"رؤساء"كانوا يصرون على مبدأ"العمل الجماعي المشترك"، فانتهت تجاربهم بالرحيل من مناصبهم، وفي المقابل هناك تجارب"فردية"كان فيها"الرئيس"يعتمد على موارده وإمكاناته الذاتية وليس على تبرعات الآخرين فحقق النجاح والتفوق. ولكن أيضاً المتتبع لهذه النماذج سيجد أن"النجاحات"الفردية لم تدم طويلاً وأن عمر نجاحاتها الزمني لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، فهي نجاحات موقتة عابرة، بينما كانت للعمل الجماعي كلمته في النجاح الأطول عمراً. تتبعوا معي أبطال المسابقات السعودية في كرة القدم، وضعوا"اسم الفريق البطل"، ثم تذكروا نمط العمل القائم وصنفوه إن كان"جماعياً"أم"فردياً"، وتابعوا عمر النجاحات ثم ضعوه في مقصلة"الحكم". أخيراً، العمل المؤسسي والأداء الجماعي المشترك والحرص على المصلحة العامة والإيمان بأن الفوز مرده للمجموع وليس ل?"الأفراد"هي النجاح الحقيقي، أما غيرها فهي فقاعة صابون ستنفجر عاجلاً أم آجلاً. [email protected]