قد نتجاوز في أحيان كثيرة تعريف المفهوم إلى واقع التطبيق ، فمفهوم «سياسة الوفاق» الذي يتجاوزه العبقري «نجاح الموجي» في مسرحية المتزوجون ب «يابخت من وفق راسين في الحلال» أشبه ما يكون واقعاً تطبيقياً ملموساً في ذهنية الإنسان العربي. وهذا المفهوم يتماشى أيضاً مع سياسات ومبادئ أخرى مشابهة مثل «كل واحد يصلح سيارته» ومبدأ «طبطب وليس يطلع كويس» سياسات عقيمة ألغت الفكر والخبرة والعمل الجماعي وحل مكانها العشوائية والفردية في العمل المؤسسي والذي أساسه «العمل الجماعي» والذي يحقق نجاح الفرد من نجاح مجموع أعمال أفرادها ككل ، وهذا العمل الفردي هو للأسف الشديد ... واقع متغلغل في عقلية الفكر الإداري في المؤسسات العربية. لا أريد أن انظّر في المفاهيم الإدارية والتي ليست من تخصصي، وليست من جوانب التنفيس الانفعالي والتي يعتقد البعض أنني أسقطها على قلمي نتيجة الأحداث التي يمر بها نادي الاتحاد والذي تشرفت وأتشرف بخدمته في كل وقت وزمان ومكان، وليست من جانب الغمز واللمز في أشخاص اعمل معهم وأكن لهم كل الحب والتقدير والاحترام .. كيف لا.. وهم ينتمون إلى هذا الكيان الذي اعشقه ونتفق جميعا على حبه ، ولكنها وصية محب ولكل عاشق لهذا الكيان بأن ما يحصل في العميد هذه الأيام ليس من مصلحة مسيرته في المستقبل ومسيرة الكرة السعودية ككل ، وأن ما حققه العميد من انتصارات وبطولات في السابق لم تأت من فراغ وإنما أتت من عمل جماعي بتكاتف لاعبين وإدارة وإعلام وجمهور وأعضاء شرف وقبل كل هذا وذاك هناك حب حقيقي نحى جانباً كل المصالح الشخصية من أجل المصلحة العامة ، حب يبني ولا يهدم .. يجمع ولا يفرق.. كما يردد حكيمها، هو ذاك العميد الذي نعرف ، وهو الذي ننشد .. مع يقيني بأن كل الكبوات التي مر بها من خلال مسيرته قام شامخاً عالياً مشرفاً لمحبيه وللكرة السعودية ككل نحتاج تلك الأيادي البيضاء الصادقة التي تمتد في النور والتي ذنبها أنها مبتلاة بعشق ذلك الثمانيني .. فقد كرهنا الحرب في الظلام.