أتساءل ما الذي يعنيه أن لا تنجح الألعاب الجماعية في تحقيق ميدالية ذهبية في دورة ألعاب التضامن الإسلامي باستثناء منتخب كرة القدم . وأتساءل إن كان ذلك يعني أو يشير إلى تضاؤل مفهوم العمل الجماعي وتناقصه لدينا... فحتى اللعبة الجماعية الوحيدة الفائزة تلقت انتقاداً ساخناً من المدرب كالديرون يتعلق ب"فردية"أداء اللاعبين. سأعود لأتساءل عن كوننا لا نجيد التعامل ب"جماعية"... أو إن كان نسقنا الاجتماعي وأسلوبنا الحياتي العصري لم يخلق لدينا"روح الفريق"وهي أحد العناصر المهمة ليس على الصعيد الرياضي فحسب بل على كل الأصعدة. سأطرح مثالاً آخر وهو رئيس نادي الاتحاد منصور البلوي الذي يرى الكثيرون أن من أهم أسباب نجاحه هو عمله"منفرداً"وعدم حاجته إلى أعضاء الشرف، وحتى إن كان هناك داعم خفي أو اثنان - كما يقول العالمون ببواطن الأمور الاتحادية فإنهم يعززون"فردية"البلوي وليس لديهم الرغبة في المشاركة في قيادة دفة السفينة الاتحادية. وفي المقابل فإن الجماهير الهلالية ترى أن الأمير عبدالله بن مساعد لم يوفق في فترته الرئاسية على رغم أنه يمتلك عقلية إدارية متميزة، أما عن سبب عدم توفيقه فلأنه جاء في مرحلة كانت تحتاج إلى"عمل جماعي"مع أعضاء الشرف... كذلك الامير سعود بن تركي الذي رحل من منصبه لأسباب تتعلق أيضاً ب"الفردية"و"الجماعية". حتى على الصعيد التلفزيوني، فإن أبرز برنامجين في القناة الرياضية السعودية هما برنامج الصافرة منذ أيام ماجد الحميدي وحتى عهد سليمان الهويمل، وبرنامج المواجهة لبتال القوس، فهما البرنامجان الأكثر نجاحاً وأهم سماتهما أنهما من البرامج"الفردية"حيث يرسم المذيع والمعد في آن واحد سيناريو مضمون البرنامج ويلعب الدور الأبرز فيه. وفي الوقت ذاته فإن"الصافرة"و"المواجهة"لا يضاهيهما في النجاح أي برامج أخرى في القناة ذاتها على رغم عمل"مجموعة"من الكفاءات في"فريق"تلك البرامج. لا أود التركيز على الجانب الرياضي فهو واجهة من واجهات المجتمع، فعلى الصعيد الاقتصادي نجد أن المرحلة الماضية كانت مرحلة الانجازات الفردية فأبرز الشركات الناجحة هي شركات الجريسي والراجحي وكانو وغيرهم. أستعرض النماذج السالفة وأطرح السؤال مجدداً: هل نفتقد"روح الفريق"و"ميكانزم العمل الجماعي"؟ وهل ننجح في إذكاء"روح الفريق"في الساحة الرياضية؟ [email protected]