اكتست مدينة جدة عروس البحر الأحمر كما يحلو لساكنيها تسميتها حلة خضراء زاهية بالبياض، وذلك اثر الفرح العارم الذي غطى سماء ثانية أكبر المدن السعودية، بعد حصول النادي الأهلي على أولى البطولات الكروية لهذا الموسم"كأس الأمير فيصل"، وذلك عقب فوزه على منافسه التقليدي وغريمه الأول الاتحاد أول من أمس بثلاثة أهداف نظيفة. وارتوى ظمأ أنصار ومحبي الأهلي بالكأس الجديدة بعد عطش السنوات الأربع الماضية، وأودعوا اللقب الأخير في"القلعة الخضراء"المليئة بالكؤوس وأكدوا لكل منتقدي ناديهم أن فريقهم أطلق إنذاراً عالياً لكل منافسيه بأنه عائد لاعتلاء منصات الذهب من جديد. ولم يكن إستاد الأمير عبدالله الفيصل للأهلاويين بعد فراغهم من التوشح بالذهب سوى محطة تزودوا منها بالكأس وانطلقوا صوب مقر النادي"الراقي"في أحد أرقى شوارع جدة"شارع التحلية"للاحتفال على أنغام المزمار والحنيتي بذلك الانجاز. واحتشدت جماهير كبيرة في النادي بعد أن زفت أبطالها اللاعبين من الملعب بطريقتها الخاصة وسط أهازيج الفرح التي غناها رئيس رابطة المشجعين حسن مريع. ومن أجل الأهلي ولجمالية وأهمية الانجاز الذي تحقق على الجار الاتحاد، بقيت الجماهير ومجموعة من أعضاء الشرف والإداريين في النادي حتى بزوغ فجر أمس السبت. أما اللاعبون فكانت وجهتهم الأولى أمس هي المسجد الحرام، حيث توجه اللاعبون إلى الكعبة المشرفة لأداء مناسك العمرة وشكر الله على ذلك النجاح الكبير الذي تحقق لهم. وخلاف الانتصار الأخضر على جاره الأصفر الذي كان بمثابة طوق النجاة الآمن الذي تطوق به مدرب الأهلي الصربي نيبوشا، وتجلت فرحة الأخير بشكل لافت في جنبات استاد الأمير عبدالله الفيصل، كونه حقق النصر لفريقه، وكسب التحدي مع نظيره البلجيكي ديمتري الذي كان واثقاً بدرجة كبيرة من الفوز بالكأس، وبذلك ارتفع مؤشر الود بين الجماهير الخضراء ونيبوشا، واطمئن الأخير على بقائه في إدارة الجهاز الفني للفريق الأول. غير أن هناك اختباراً آخر في انتظار الأهلاويين ويمثل منعطفاً خطراً ولن ترضى جماهير الأهلي سوى عبوره بسلام، وهو اللقاء الذي سيجمع فريقهم مع أهلي برج بوعريرج الجزائري يوم الثلثاء المقبل في جدة في منافسات دوري أبطال العرب، إذ دب الخوف لدى بعض أنصار الأهلي السعودي، على رغم نشوة الفرح خوفاً من خروج الفريق من الدوري العربي بعد أن قطع مشواراً كبيراً فيه. إذ يأمل الأهلاويون ببلوغ"محبوبهم"للأدوار النهائية ومن ثم تحقيق الكأس العربية. ويرى بعض المتابعين للبيت الأهلاوي، أن مغبة المبالغة في الفرح والانسياق الكبير خلف الانجاز الأخير قد يرفعان بدرجة كبيرة مؤشر الثقة الزائدة لدى اللاعبين، خصوصاً فئة الشبان، ما يعطي الجزائريين الفرصة لكسب المباراة. ومن هنا يأتي دور الإدارة للعمل على تحضير لاعبيها جيداً لمواجهة الثلثاء المرتقبة وانتشالهم من ساحة الفرح على الجار والمنافس الاتحاد.