صادق مجلس القضاء الأعلى، أخيراً، على الحكم الصادر بقتل والد الطفلة غصون وزوجته قصاصاً، بتهمة تعذيب الطفلة ابنة التسعة أعوام حتى الموت. وتأتي مصادقة المجلس بعد النظر في اعتراض المتهمين على صك الحكم الذي نطق به قاضي المحكمة العامة في مكةالمكرمة القاضي صالح بن طوالة، في أواخر شهر نيسان أبريل الماضي، بتنفيذ حد القصاص بالقتل تعزيراً في حق الأب نشأت حجي، والبالغ من العمر 32 عاماً، وزوجته أ غ البالغة من العمر 27 عاماً، ليتم تأييده ومصادقته من جانب المجلس لتنفيذ الحكم خلال الأيام المقبلة. وأمام ذلك، أوضح وكيل الأب المحامي فيصل كسار ل"الحياة"، أن مصادقة مجلس القضاء على قتل الأب وزوجته أخيراً، يعد إعلاناً بإغلاق أبواب التراجع كافة عن الحكم الصادر، والذي جاء كعقوبة رادعة للحد من ظاهرة قتل الأطفال وتعذيبهم حتى الموت. وأشار كسار إلى أن الأمل الوحيد في هذه القضية يبقى معلقاً بتدخل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بإيقاف هذه العقوبة التعزيرية، والاكتفاء بسجن الأب وزوجته أو إطلاق سراحهما، خصوصاً بعد أن تدهورت حالهما الصحية والنفسية خلال فترة مكوثهما في السجن. وقال:"إن قضية نشأت حجي ومقتل ابنته غصون أثارت جدلاً واسعاً بين السعوديين، وجاءت ملابساتها حجر عثرة في مواجهة المحامين لجلب البراءة للأب، كونها حملت شبهات عدة وشكوكاً في شأن تعمد الأب قتل طفلته، خصوصاً وأن قاعدة الشك تأتي في مصلحة الأب في هذه القضية، إضافة إلى أن الأصل في الإنسان البراءة حتى يثبت قطعاً أنه فعل جريمة القتل بكامل إرادته". وأوضح في حديثه أنه"تقدم بلائحة طعن واعتراض على الحكم تحوي أسباباً لها صدى عند بعض أهل الشرع والعلماء، خصوصاً وأن أحد القضاة الأربعة الذين تداولوا جلسة الحكم في القضية رفض التوقيع على حكم القتل، كونه يستند على وجهة نظر منعته من الموافقة على هذه العقوبة". من جهتها، ناشدت أم نشأت، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تخليص ابنها من القتل، فهي لا تريد أن تفقد فلذات أكبادها الواحد تلو الآخر على حد تعبيرها، وقالت ل"الحياة":"إنها إمرأة طاعنة في السن ولا تستطيع حمل المزيد من الآلام والمآسي، ولا تقوى على خبر قصاص ابنها". وأضافت أنه ليس لديها علم بحقيقة تعذيب الطفلة غصون، ولا تتهم أحداً في ذلك، مؤكدة في الوقت ذاته أنها لم تستوعب حتى هذه اللحظة روايات تعذيب الطفلة من جانب والدها وزوجته. من جهته، قال والد نشأت البالغ من العمر 70 عاماً:"إنه عجز عن إسكات صرخات حفيدته الثانية ذات الأربعة أعوام وهي تنتظر والدها الذي يترقب الموت بين الفينة والأخرى، بانتظار المعجزة التي تنقذ رقبته من الموت"، مضيفاً:"إنه لا بد للقضاء من أن يعيد النظر في الحكم لوجود طفلة لا ذنب لها في هذه القضية، ولا تستحق أن تتربى يتيمة الأب والأم". وأشار في حديثه إلى"الحياة"إلى أن ابنه نشأت لابد أن يعاقب بالسجن على إهماله طفلته، وعدم رعايتها والاهتمام بها بالشكل المطلوب، إلا أن هذه الجريمة لا تستحق القتل وهذه النهاية"القاسية".